بقلم يوسف بن علي البلوشي – جريدة الرؤيه
ومن يمن الطالع عند زيارتنا لها وجدنا أن هناك بعض السياح الأوربيين الذين كانوا يشاهدونها ويتقصون عن الدور الريادي للسفينة في تاريخها الماضي وكنا معهم والتقينا مع عبدالله بن علي القاسمي الذي يعتبر حفيد مالك السفينة الاول وارتحل في الصغر مع النوخذه جده ووالده بالسفينة وجلسنا معه وسمعنا منه تحاورنا عن دور السفينة السياحي والتاريخي حيث قال :- صنعت السفينة فتح الخير 1951 م بحي الرشه بمدينة صور ، إنها سفينة سفينة ركاب وشحن عملاقة من نوع ” الغنجة ” ذات مؤخرة تزينها النقوس والنوافذ المزخرفة وطول يمتد 70 قدما ، وأشرف على صنعها محمد بن خميس الشقاق وتعود ملكيتها إلى جدي النوخدة سعيد بن علي بن خميس ولد شيلة القاسمي . وتولى قيادتها العديد من النواخذة من أشهرهم عبدالله بن راشد بن سعيد مهنا السناني رحمه الله ، وسعيد بن مبارك العتيقي رحمه الله.
وأضاف عبدالله القاسمي :- سميت فتح الخير تفاؤلا لمساعيها التجارية في ذلك الوقت ونزول المطر في اليوم الأول لصناعتها وقد عملت فتح الخير 43 سنه منها 24 سنه في صور و19 سنه في دبي واليمن بعد بيعها.
وتحوي على العديد في الخانات مثل غرف النوم للبحارة ومكان محرك وغيره.
وقال القاسمي : اذكر انه كنا نملك سفينة كبيره تدعى جاد الكريم ولان في ذلك الوقت كان انتعاس التجارة إلى السواحل الافريقية والبصرة بدا ينشط رأي النوخذة أن تكون هناك سفينة رديفة لجاد الكريم التي اندثرت ولم يتبقى لها اثر الآن .
ويشير عبدالله القاسمي : كانت السفينة فتح الخير تقوم بحمل البضائع العمانية من التمر والبسر والسمن والزيت وما يوجد في أرض عمان ذاك الوقت ، وتتجه به إلى السواحل الإفريقية من زنجبار وبمبا ومالاوي وإلى الهند والبصرة بالعراق وإلى دول الخليج أنذاك البحرين وقطر ، .
ويقول القاسمي :- فتح الخير هي السفينة الوحيدة التي بقيت إلى هذا اليوم .. طبعا اقصد كسفينة تجارية .. لقد بيعت فتح الخير في ومن بعيد على تاجر من دبي يدعى سيف بن سعيد الجروان حيث اشتراها عام 1975 ثم باعها على تجار يمنيين . وكانت السفينة ولاتزال في اليمن حتى عام 1993 وفي زيارة لأحد المخلصين من أبناء البلد إلى اليمن رآها هناك ثم ابلغنا عنها . وتبلورت فكرة إعادة أخر سفينة من نوعها إلى موطنها الأصلي في أذهان أهالي صور ، وبدعم من الشيخ سهيل بهوان والشيخ سالم بن سعيد الفنه ، وبتكلفة قدرها 31.500 ألف ريال ، أنطيت بالنوخذة محمد بن حمد بن ناجم الغيلاني رحمه الله مهمة قيادة السفينة ” فتح الخير ” ، وأعادتها إلى مسقط رأسها صور . وقد أرسيت بعد وصولها في خور صور قبالة الحي الذي شهد مولدها الأول ، ووضعت على أرض مستصلحة بجانب الكورنيش حديث يحيط بالمدينة القديمة حيث ستكون نواة متحف بحري يعتزم أهالي صور وإقامته كشاهد على عراقة المدينة وعظمة تاريخها البحري لتكون رمزا شامخا للمدينة على مر العصور وطبعا لم يكون الثمن رخيصا على عودتها .