كم أنت كاملة الغياب | عبدالله العريمي

كَمْ أنتِ كاملةُ الغياب !!
تأتينَ كي تمضي مموَّهةًومُسدلةً ستارَ غيابِكِ العذريِّ
لا شيءٌ يدلُّ عليكِ
إلا ما تسرَّبَ منكِ في حبرِ النهارِِ
لأبتني في الظنِّ آلافَ القبابْ

من أنتِ؟
أين يكون جسمُكِ هذه الساعاتِ
كي يمشي إليه البحرُ منقاداً ومنحازاً لسرِّ غنائه
لا شيءَ إلا صوتك المملوءَ بالأعشابِ والذكرى
أحمِّلهُ سماواتي ليشنقني على جَرَسِ العذابْ

مبثوثةٌ في كلِّ ما تلدُ الطبيعةُ
كلُّ شيءٍ باطلٌ أو ناقصٌ
إن لم تكمِّله يداكِ
وتنفخي في روحه سرَّ الصعودِ
لكي يصيرَ قيامةً
ويرفَّ في فلَكِ المحبةِ كالكتابْ

من أين يأتي كلُّ هذا الحزنِ ؟
أين ؟ متى؟
وكيف تزوجُ الأشياءَ موسيقاكِ
حتى تطفحَ الأشياءُ بالغيمِ المؤنَّثِ
كيف يمكن للكلامِ السهلِ أن يتلو شرائعه
فيخرجُ وجهُكِ النبويُّ
من بين الخرائبِ والحرائقِ
مثل سيفٍ من عتابْ
كم أنتِ كاملةُ الغياب
لكنني أستنبِّتُ الأشياءَ
كي أبقى على قيدِ الكتابةِ
جامعاً كل السؤالاتِ
ولا أجد الجواب

Exit mobile version