صور ــ سهام الجابرية: ما من أحد سكن ولاية صور أو جاء إليها تاجرا أو زائرا أو عابرا الا وعرف أو تعرف على هذا المعلم التجاري التاريخي المرتبط بصور والمتمثل في “سكة أبوش” وهذا الاسم مشتق من ممر الجمال أو النوق التي تعبر هذا الطريق وهي في طريقها الى “الفرضة” -جمرك الميناء القديم لصور – محملة بالبضائع من والى الفرضة لتنقل فيما بعد عبر الأسطول البحري التجاري لصور والذي تجاوز 300 سفينة تجارية تجوب البحار وترسو في موانئ العالم من صور العفية الى اليمن والهند مرورا بموانئ الخليج العربي والبصرة في العراق ناقلة التمور الى إفريقيا.
وسكة أبوش تمثل بالنسبة للتجار الشريان الذي تنقل عبره البضائع القادمة من مناطق الداخل بالشرقية والمنطقة الداخلية والظاهرة حيث تأتي الجمال أو كما يطلق عليها أبوش (البوش) محملة بالمواد الغذائية مثل التمور والليمون المجفف والدبس وغيره من المواد الأخرى لتمر هذه الجمال عبر ممر واحد لاغير في طريقها الى الفرضه لتنزل حمولتها وتحمل بالبضائع الأخرى القادمة من الخارج وتعود الى مواطنها وسكة أبوش تمثل تاريخا بالنسبة لأهالي صور منذ القدم وتوارثت الأجيال هذا المسمى رغم السنين الا أن سكة أبوش بقيت حاضرة في وجدان أهالي صور لارتباط صور بالتجارة البحرية وتواصلها مع ولايات السلطنة وقراها والعالم الخارجي والتطور الذي طرأ على هذه السكة من إقامة محلات تجارية لم يحدث أي تغير على هذا المسمى التاريخي فعند ما يحاول المرء السؤال عن محل تجاري يقع على جانبي السكة أو الاستفسار عن سوق النساء يقال له في سكة أبوش التي تبدأ من أول السوق التجاري أو المدخل للحي التجاري بحلة نعمه الى حلة مخا المقابلة للبطح حيث يوجد الآن الجسر المعلق المقابل للعيجة.
* سكــة تعني الزقاق أو الطريق أو الممر الضيق .
* أبـوش تعني الجمال أو النوق “البوش” .
* الفرضه تعني الميناء أو المكان الذي ترسو فيه السفن
وتجمرك فيه البضائع .