صطف أمس الأول مئات من طلاب المدارس للترحيب بالبحارة العمانيين الأبطال الذين عادوا إلى مسقط بعد رحلة طويلة وشاقة، بعد إتمام سباق الرؤوس الخمسة في المحيط الهندي في مدة 103 أيام .
ونظرا للرياح الخفيفة التي صادفت مجان عند اقترابه من مسقط تأخر وصوله حتى صباح يوم أمس الأول ، وقد كان من المفروض أن يصل عند ظهر يوم الثلاثاء الماضي وبعدها أصبح الوصول متوقعا يوم الأربعاء ظهرا ولكن للأسف لم تكن الرياح إلى صفهم وكانت السرعة أقل من المتوقع وفي الأيام القليلة الأخيرة من المرحلة النهائية عودا من سنغافورة إلى مسقط العامرة صادف الطاقم رياحا خفيفة وبحرا هادئا ولكن المعنويات ظلت عالية خاصة بالنسبة لأفراد الطاقم العمانيين . فبالنسبة لمحسن البوسعيدي ذكره الوضع برحلته حول العالم وشدة اشتياقه لرؤية رأس الحد تماما مثله مثل البحارة العمانيين القدامى الذين سبقوه في هذا المضمار. وشاركه هذا الشعور هذه المرة كل من محمد الغيلاني وعلي أمبوسعيدي وكلاهما ذو عائلة تقف بانتظار عودته في “الموج مسقط” حيث رسا القارب مجان.
أما بالنسبة لمحسن البوسعيدي فكان لديه ما يفرحه أيضا خلافا لعودته إلى أرض الوطن فها هو يقول معربا عن فرحته العارمة ” لقد كانت مغامرة غير عادية وعظيمة بكل ما في الكلمة من معنى حيث اننا تتبعنا مسار سباق الرؤوس الخمسة في المحيط الهندي وتغمرني الآن السعادة الكبيرة بلقاء عائلتي ومشاهدة مولودي الأول طفلتي التي ولدت بعد مغادرتنا سنغافورة مباشرة . “وكان من بين الحضور والد محمد الغيلاني الذي جاء للقاء ابنه وها هو يقول “إنه لشيء مفرح حقا أن أرى ولدي يعود إلى وطنه مكللا بالنجاح ، فمحمد مصدر فخرنا واعتزازنا جميعا كونه يواصل تراث الآباء والأجداد بممارسة الإبحار في أعالي البحار تماما كما فعل جده وجد أبيه .وسيمضي طاقم مجان بضعة أيام في تسليمه لطواقم الساحل للقيام بأعمال الصيانة التي قد يحتاج إليها وتحضيره لرحلته القادمة إلى أوروبا ، وبعد وصوله سيستعد للمشاركة في سباق (روت دو رم) وهو سباق انفرادي من فرنسا إلى جواديلوب في أمريكا الوسطى . أما محسن ومحمد فسوف ينالان قسطا من الراحة قبل العودة لممارسة مسؤوليتهما كأفراد طاقم متفرغين على متن القارب مجان . وأعرب كلاهما عن توقهما الشديد لزيارة مدرسة عمان للإبحار الشراعي والتحدث للبحارة والمدربين وللعديد من طلاب المدارس الذين يتلقون دروسا يومية في تعلم الإبحار .
وقال الرئيس التنفيذي لعمان للإبحار ديفيد جراهام معلقا “تم تجميع القارب مجان محليا في صلالة وهو الآن في الطليعة يضع مسار سباق رائد حول حافة المحيط الهندي . يقود القارب باول ستاند بردج وانضم إليه كل من محسن البوسعيدي ومحمد الغيلاني إضافة إلى بحارين دوليين آخرين وإعلامي واحد . يحظى هذا المشروع باعتزاز وطني واسع كما أن دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى أبدت اهتماما كبيرا بتطوير برامج إبحار مماثلة ونحن بدورنا نشجع ذلك. وفي النهاية إذا استطعنا بحلول عام 2016 أن نرى ستة قوارب عملاقة تتسابق في مضمار سباق المحيط الهندي هذا وهي تحمل أعلاما من مختلف دول الخليج والشرق الأوسط فإنني أعد هذا إنجازا عظيما”.