لنْ أُعَلِّقَهَا / للشاعر فيصل الفارسي

قِفْ حيثُ ذابتْ قِطْعةُ الملحِ المُدجَّجِ بإحتضاراتِ الكسيرِ
ودِّعْ حصونَاً لا تمَلُّ حكايةً ممزوجةً بعبيرِ أوراقِ الصنوبرِ هزَّها بَرْدُ الشِّتاءِ فحاولتْ أنْ تَسْتَجِيرَ
هلْ غادرَ الشُّعراءُ حينَ سُقوا عصارةَ فكرِ منْ ملَّ الحياةَ أم إستمرُّوا في عشائِهِمُ الأخيرِ
يرْنُو بكِ الشَّوْقُ يَا إينَـــــاسُ فَالتَمِسِـــــــي
صَمْتَا يَبِلُّ اعْوِجَاجَ البـــَوْحِ في نَفَسِــــــي
وكَبِّلي نَائِحَ الأشْـــــوَاقِ إنْ فَضَحَـــــــــتْ
بَلابِلُ الجُـرْحِ مَا أوْحَى بِهِ حَدَسِــــــــــــي
هُنَا اسْتفاقتْ غــــدَاة النَّحْــــــرِ أخْيِلَـــــــةٌ
مرَّتْ حوافِرُها همْساً ولــــــــمْ تــــــــدُسِ
فأوْمــــأتْ بوميـــــــضٍ لاحَ بارقُــــــــــهُ
على جباهٍ نمَا في روْضِهَــــا فرَسِـــــــــي
مَررْتُ أجْترُّ شمْسِي منْ أصابِعِـــــهــــــا
ودُسْتُ في البَحْر حينَ ارْتابَ منْ قبسِــــي
بعضُ الأصابِعِِ يا إينَـــــاسُ مُظلِمــــــــــةٌ
فكيفَ نجرُؤُ أنْ ننْسَــــــــاقَ للعَسَــــــــسِ
فإنْ ضرَبْتِ لنَا في بَحْـــــرِنَا يَبَسَــــــــــا
فمَنْ يُخلِّصُنا منْ لُجَّـــــــةِ اليَبَــــــــــــسِ
قِفِي عَلى جَبَلِ الألواحِ صامتـــــــــــــــةً
واسْتقبلي الشَّمْسَ وقْتَ الحُزْنِ وانْعكِسِي
ترَيْنَ جُرْحـَاً يَشُـــــجُ النُّورُ هَامَتَـــــــــهُ
فينبتُ العِشْقُ إيـــــــــذاناً بمُنتكـــــــــسِ
قـدْ كانَ لِي في فـمِ الأبْواقِ أغْنيــــــــــةٌ
لكنَّ ناياً بــــــــدرْبي لاذ بالخَــــــــرَسِ
أشُحْتُ عنهُ وآذانِــي تطوِّقُنـــــــــــــــي
تشذِّبُ الحائِطَ المُلقى على جَرَسِــــــــي
يَرْنو بنا وَجَعٌ في كَهْفِ خَــلْوَتِنــــــــــا
مدِّي يديكِ أيا إينَاسُ وإلتمِسِــــــــــــــي
مدِّي يديكِ ولا تخْشَـــــي مجابهــــــــة
إنَّ الطَّهارةَ لا تدْنو مـــــنَ النَّجَــــــسِ
أنا المُحنَّكُ هلْ للعشْقِ غَيـــــــرُ “أنا”
مررْتُ والدَّرْبُ مَنْسوجٌ منَ الغـــلَسِ
مررْتُ نفْحَا منَ الكُثبانِ مسْتعِـــــرَاً
إنْ كانَ (مرَّ دِمَشقِيٌّ بأنْدُلـــــــــــسِ)
Exit mobile version