( عسى ما شر يا أرض الكرامة
عساك بخير وبنعمه وسلامه
ترى وجهك من أهداب الثريا
وماي افلاجك شفاه الغمامة
عساها أزمة أيام وتعدي
ويبقى الراس موفور الكرامة
عسى السلطان قابوس المفدى
بطول العمر للمجد ابتسامه
عسى ماشر ياقلب العروبه
نحبك من هنا ليوم القيامة )
كلمات طافتْ وأرسلت للقراء عبر الرسائل التلفونية ، وهي تجسد مدى الحب الفطري للأرض ، للوطن ولقائده ، ولانشك أن شبابنا الواعي قد قام بدوره في التظاهر بمطالبه السلمية المعقولة ، لكن لكل مجرى روافد أخرى ترفده بما يعكر صفو مياهه الزلال ، وهذا ما حدث في المسيرات التي بدأت خضراء وسلمية ثم تحولت إلى ألوان ناريه ورماديه وسوداء ، ألوان خلَّفت في القلب حسرة لدى كل محب وغيور على تراب وطنه وكانت أزمة قد تستعرض وتطول لولا حكمة سلطاننا الذي استجاب لمعظم المطالب وبشكل فوري وهو الأمر الذي تعودناه من صاحب هذه النهضة الكبيرة والعظيمة … منذ الأمس لم يتوقف تلفوني رسائل واتصالات بعضهم يبكي والبعض يحث على الصبر والتماسك والتلاحم وبعضهم يوصي الجمعية العمانية للكتاب والأدباء باتخاذ موقف ، والكتاب موقفهم واضح هم مع المسيرات السلمية التي تحقق مطالب الشباب لحياة أفضل لكنهم ضد أي تخريب ضد الجهل والظلامية في المواقف ضد التصعيد المتعمد الذي مصدره الجهل وعدم الوعي بالعواقب ، فإن النار من مستصغر الشرر ،
القضية ليست تقليدا للغير ، وفرحا بالاحتجاجات ، وبالظهور على شاشات التلفزة ، القضية قضية وطن وسمعة وطن ومكتسبات مواطنين واقتصاد دولة وسمعة تشتهر بها عمان وأهلها ، في أي مكان نذهب إليه .
الله الله الله ياشباب ترفقوا ببلدكم وبأنفسكم وابتعدوا بها عن هذه الافعال القبيحة ، إن قابوس بن سعيد حفظه الله بذل عمره من أجل هذا الوطن ، ومن أجلكم ومن ثم هو يستحق منا كل إعزاز وتبجيل واحترام وتقدير خاصة ونحن نعلم أنه من يعفو عند المقدرة وهو صاحب المروءات لدى أبناء شعبه يخطأون ويكافأهم … سلطاننا ليس طاغية ولا متجبر حتى نقلد الآخرين في مطالبهم وفي حرقهم لمنشآت بلادهم فهم لم يعملوا ذلك إلا من فقدان الأمل بالعيش الكريم في بلدانهم … أما نحن فالفرق بيننا وبينهم آلاف السنوات الضوئية في كل شيء ، أولئك يسيئون لشعوبهم ، وجلالته يعزنا ويعمل لصالحنا .
ياشباب : مطالبكم وحاجتكم الملحة للعمل نعم وألف نعم أنتم محقون فيها … نعم تأخرت الحكومة في وضع خطة مناسبة لتقليص هذا العدد المتزايد من العاطلين عن العمل ، لكن اللوم يقع على الوزارات المعنية التي كان ينبغي إعطاء الصورة الحقيقية لأرقام العاطلين عن العمل وتفعيل القطاع الخاص على استيعاب المواطن في وظائف جيدة وضمن رواتب جيدة تتناسب مع شهاداتهم واستعدداهم للعمل والحد من سطوة الأجانب في ذلك القطاع وليس صحيحا أن العماني لايلتزم بساعات العمل ، فالعماني إن أرحته أراحك مثله مثل غيره من الناس ، فهل يعقل أن نصرف على أولادنا ما وراءنا وما قدامنا ليتمددوا في غرف البطالة والفراغ .
كم صرخنا وكتبنا وأعلنا أن هؤلاء الشباب قنابل موقوته قابله للانفجار في وجوهنا بدون فائدة فهل أرضى المسؤولون الآن ماحدث من انفجار مبالغ فيه في وجوهنا
هل يعقل أن يظل ابني وابنتي وكلاهما مهندس يبحث عن العمل أربع وخمس سنوات دون فائدة والحجة الحكومة لاتريدهم لأن رواتب المهندسين كبيرة والقطاع الخاص لايريدهم لأن خبرتهم العملية أقل من خمس سنوات وصرخنا طيب دربوهم بربع راتب … بلا راتب ، وجاء الجواب صمت كافر وفرص يرتع فيها الغريب عن هذه الأرض حتى لو بشهادات مزوَّرة ، طيب يامسؤول الحكومة قلل الراتب ووظفهم … لا لن يوظفهم … فقد أجرموا بدراسة تخصص راتبه كبير في تصنيف الحكومة وعليهم أن يناموا بحسرتهم في تخصص دراسته صعبه ومصاريفه على ولي الامر أصعب …وكررنا ألف مرة
( أن لشباب والفراغ والجدة …
مفسدة ٌ للمرءِ أي مفسدة )
و من هي مثلي سيتحمل ويصبر في مصيبة أولاده ، ومن لايمتلك أهله مايعيله به كيف يتصبر ؟!!
أقسم بالله أنني حملتُ أوراق ابني لأضعها في يد أقاربي في قطر لكن بعد أن تحدثوا عن عمان وجمالها وحكمة سلطانها وأفضليتها على دول المنطقة خجلتُ من نفسي وأرجعت الأوارق في حقيبتي وعدت لوطني علَّ الله يحمل لي فرجا قريبا وجاء الفرج بطريقة – والله – أنا لا أحبذها ولا ألجأ إليها أبدا لولا الضرر والضرورة التي تبيح المحضورات ، وعمل الولد ، وظلت البنت تعاني من القطاع الخاص الذي تصحو له من الخامسة فجرا لتخرج في السادسة صباحا وتعود بعد السابعة مساء من يتحمل كل هذا العناء لشابة صغيرة تقضي أجمل أوقات العمر منحنية خلف مكتب ليته يشغلها في تخصصها بل في تخصص بسيط من تخصصات الطباعة وبراتب متدني لأن الرواتب الممتازة يستلمها أقارب الشريك غير العماني في الشركة الكبيرة وهم كثر والذين لايعملون إلا حسب التساهيل والمزاج ، وأين الشريك العماني ؟؟ المشارك برأس ماله وبأرضه ومواطنته لا أدري أو لأقل أدري لكنه مشارك بطيبته وتسامحه في تقوية الطرف غير المواطن ، لقد مرضتْ ابنتي واصيبت إحدى فقرات ظهرها من الجلسة الطويلة والانهماك في العمل فما كان مني سوى أن قاعدتها في سن ابكر من المبكر فلا يوجد