مسقط – الزمن:يبدو أن فرحة جماهير نادي صور لن تستمر طويلا، فالفريق الذي عاد من رحم معاناة السقوط إلى دور الدرجة الأولى ما زال يعيش في نفس دوامة المشاكل التي تعصف به منذ رحيل رئيسه السابق محمد الفارسي.. صور الذي شهد انطلاقته القوية منذ تسلم “بهوان” رئاسته في أواخر التسعينات؛ حيث شهد زخما كبيرا نافس من خلالها على مختلف البطولات الكروية، واستمر في التألق مع قدوم الرئيس الآخر عبدالله الفارسي، ليستمر الفريق في حالة عنفوان متواصل، ثم جاء محمد الفارسي الذي انتقل بعد ذلك إلى رئاسة اتحاد الطائرة، ليستلم خالد المديلوي مسؤولية الفريق، ومعه حصل صور على كأس جلالته لكرة القدم.
سقوط على وقع الصراعات
لم تستمر حالة العنفوان التي عاشها نادي صور طويلا، فبعد الحصول على الكأس الغالية تدهور مستوى الفريق الكروي كثيرا وظل يعيش حال التأرجح في قاع الدوري والبطولات المحلية المختلفة؛ حيث نزل إلى الدرجة الثانية في ظل صراع خفي أحيانا، وظاهر في أحيان أخرى، فعاشت الإدارة صراعا متواصلا مع قوى أخرى متواجدة في النادي لكنها ليست في داخل مجلس إدارة الفريق.. حرب البيانات بين مجلس إدارة النادي، وأطراف أخرى في النادي أدخلت الفريق في نفق مظلم جعلت رئيس النادي خالد المديلوي حينها يقدم استقالته ليتسلم زمام الأمور بعد إدارة مؤقتة ذاق معها صور مرارة السقوط إلى الدرجة الثانية قبل أن يتم تعيين إدارة جديدة ترأسها المهندس خميس الجوي، الذي عملت إدارته لانتزاع الفريق من وضعه الصعب لينجح بعد موسمين من المنافسة في دوري الثانية لإعادته لدوري الأضواء.
رغم نجاح الجوي في إعادة الفريق إلى دوري الأضواء إلا أن المشاكل ظلت مستمرة بين إدارته وبعض الأطراف المنتمية للنادي حول جملة من الأمور التي يرى هؤلاء تقصير الإدارة فيها ، لتشتعل من جديد حرب البيانات هذا يدين وذاك يفند، ليكون النادي وجماهيره هما ضحية هذه الصراعات المشتعلة في أروقة النادي. الجميع كان يعرف أن الجوي لن يستمر كثيرا في قيادة دفة السفينة الصوراوية، فالأجواء كانت ملبدة، والصراعات المتلاحقة لم تدع أي مجال للترويح، وعندما يدب الوهن والضعف في ردهات وأروقة البيت الداخلي، فالمحصلة في الأخير تلاشي الأحلام الكروية والبقاء ضمن إطار الأخذ والرد، والبحث عن الإبرة المفقودة في كومة القش الكبيرة.
بيانات منددة وفريق كروي على شفا جرف هار
مجموعة أبناء النادي الذين يحاربون ناديهم لأسباب يرونها مبررة ويراها آخرون غير مفهومة استمروا إلى ما بعد رحيل الجوي، فالرئيس المؤقت عبدالله الكثيري يدور في نفس دوامة المشاكل، فما زال هناك بعض المنتمين للنادي ممن لهم تأثير في الوسط الصوراوي يقضون مضجع إدارته الحالية التي تسعى –حسب ما يرى البعض- لتحقيق التطوير والاستقرار، مما حدا بها لاصدار بيان تندد فيه بموقفهم المناهض لجهودها، ودورهم في تأليب وزارة الشؤون الرياضية والتأثير عليها لاصدارها توجيهات للبنك الذي يتعامل معه النادي بعدم تقديم أي تسهيلات بنكية له، وهو الأمر الذي عطل العديد من خطط النادي ومشاريعه وجعله في موقف حرج للغاية.
قلق الجماهير يتزايد مع تزايد الخلافات
كل المشهد بمختلف تشابكاته أوقعت النادي الممارس للعبة يتيمة هي مهوى أفئدة جماهيره في الحيرة نفسها منذ سنين عديدة، والجماهير الصامتة المكتفية بقلق المجالس في سهرات تحسب لمستقبل فريقها دون أن يكون بيدها أي إجراء، لكنها في الوقت نفسه ضحية أي إخفاق يسقط النادي من كبريائه الذي كان يوما ما يشار إليه.. النادي الذاهب إلى مستقبل محفوف بكثير من القلق والغموض يحتاج إلى الكثير الكثير من مراعاة معاناة جماهيره الوالهة لنتائج تعيد أمجاد العميد.