يتهافت الناس إلى حب الخير وخصوصا في شهر رمضان المبارك شهر الرحمات والفضائل والنور، حيث تنشر الخيم الرمضانية وموائد الطعام لإفطار صائم وولاية صور بمحافظة جنوب كباقي ولايات السلطنة تحتفظ بهذه العادات الخيرة وتخرج موائد إفطار يوميا من المنازل متجهة إلى المساجد والخيم خلال هذا الشهر الكريم ولا يخلوا بيت من ممارسة هذه العادات الحسنة خلال هذا الشهر الفضيل بشكل خاص وتطور العمل الخيري إلى توفير خيم وأماكن خاصة إضافة إلى توزيع المستلزمات الرمضانية .. وغيرها من المؤن حيث انتشرت في الولاية جمعيات وفرق تكافلية تقوم بهذا الدور الرائد خلال شهر رمضان المبارك وباقي شهور السنة.
حيث أوضح الدكتور حمد بن محمد الغيلاني مؤسس جمعية التكافل ومؤسس ورئيس فريق صور الخيري قائلا لقد دأبت جمعية التكافل الخيرية (قيد التأسيس) منذ البدء في تأسيسها عام 2008 وحتى اليوم بعمل برنامج خاص لشهر رمضان الفضيل يشمل توزيع مواد غذائية أساسية للمحتاجين وتوزيع مبالغ نقدية لما يقارب 200 اسرة بالإضافة إلى عمل برنامج لإفطار صائم يشمل جميع المناطق الرئيسية بولاية صور، بمعدل 150 صائما يوميا، وتقوم الجمعية بالتعاون مع فريق صور الخير وفريق بلاد صور الخيري .. وغيرها من الفرق الأهلية الخيرية بالتعاون فيما بينها للتعرف على المحتاجين وتوزيع الاحتياجات.
وقال الغيلاني : وقبل أن يبدأ الشهر الفضيل تم توزيع جميع المواد الغذائية الرئيسية، ويطمح فريق صور الخيري بالتعاون مع جميع الفرق الأهلية في تنظيم برنامج متكامل يستمر طوال العام، ويهدف إلى مساعدة الأسر المحتاجة وكفالة الأيتام .. وغيرها من البرامج، ويشكر فريق صور الخيري فريق الرحمة على دعمه المستمر لبرامج الفريق، كما يشكر جميع الفرق الأهلية الخيرية التطوعية في الولاية على تفاعلها ودعمها وتعاونها الدائم وخصوصا خلال هذا الشهر الفضيل، وقدم الدكتور حمد الغيلاني شكره لأفراد المجتمع على تفاعلهم ودعمهم لأنشطة الفريق الخيرية.
ويقول الشيخ صلاح بن ربيع المخيني واعظ بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية: فعل الخير من الأعمال التي حث عليها الإسلام في الكثير من النصوص في القران والسنة النبوية تبدأ من حب الخير لأخيك المسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» بل ان النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر بالصدقة والتصدق وجعل من أنواع الصدقات «تبسمك في وجه أخيك صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة» وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ :»ما من مسلم يزرع زرعا او يغرس غرسا فيأكل منه طير او إنسان او بهيمة إلا كان له به صدقة» ، فمن المسلمات عند المسلم العارف لدينه فعل الخير في كل صورة وأنواعه وكل ميسر لما خلق له وتأمل الأجر العظيم الذي تجده من خلال توفير تمرات لأخيك الصائم من غير ان ينقص من أجرك شئ.
ويقول خالد بن علي الغزالي من نيابة رأس الحد بولاية صور: من أهم العادات التي تعود أهالي نيابة رأس الحد في شهر رمضان المبارك إفطار الصائم. ففي السنوات الماضية كانت تقوم كل أسرة بتجهيز وجبة معينة كوجبة إضافية ويتم إرسال اﻷطفال ليقوموا بوضع هذه الوجبة في المسجد وهكذا بالنسبة لبقية اﻷسر حيث تقوم كل أسرة تقريباً بإرسال وجبة للمسجد وبالتالي فإن القادم لنيابة رأس الحد لغرض معين وأدركه وقت اﻹفطار فبإمكانه التوجه ﻷقرب مسجد حيث يتواجد اﻹفطار بساحة المسجد، كما يمكن تناول وجبة اﻹفطار مع أي شخص من المعارف واﻷصدقاء بهذه النيابة. أما في الوقت الحالي فقد تطور مفهوم (إفطار صائم) كمًّا ونوعاً حيث يتم التعاقد مع مطاعم متخصصة لتقديم هذه الوجبة وليس بالضرورة أن يكون إفطار صائم في ساحة المسجد وإنما يتم تجهيز أماكن خاصة لهذا الغرض.فيما يؤكد حمد بن صالح العلوي في مدينتنا ولاية صور من العادات التي حرص عليها شبابها صغارا وكبارا ذكوراً وإناثاً إفطار الصائمين حتى أنهم يتسابقون في فعل الخيرات سواء كان ذلك في المساجد أو في الخيم التي تخصص لعابري السبيل أو توزيع أوان فيها من الطعام الطيب وفي ذلك تكاتف بين أفراد المجتمع جميعا وفعل الخير من الأمور التي حث عليها الاسلام سواء كان ذلك في شهر رمضان أو في غيره من الشهور لما يعود إلى إدخال السرور في النفوس.
واضاف العلوي: إن أبواب الخير التي يحرص عليها المسلم كثيرة منها إفطار صائم طلبا للأجر والثواب ومن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شئ ، وقالوا :ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):»يعطي الله تعالي هذا الثواب من فطر صائما علي تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن» وقد تعلمنا الدعاء المأثور لمن أكلت عنده تقول بعدما تنتهي «أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة» جعلنا الله من الداعين إلى كل خير.وقال المعتصم بالله بن حمود الغيلاني: شهر رمضان شهر الخير والبركة حيث يتهاتف الجميع من أجل ايصال مبدأ التسامح والألفة فيه الغني والفقير على حد سواء وكما هو متعارف عليه تكثر مبادرات إفطار صائم في المساجد أو في الخيم الرمضانية التي تنتشر على الطرقات وما عليها من وجبات الافطار للمار على الطريق أو المسافر القادم من مسافات بعيدة فهذه المبادرات تكون عادة نتيجة مساهمات فردية او الجمعيات الخيرية او الفرق الشعبية التي نشأت بمبادرات أفراد من المجتمع ليتعاونوا ولإيصال معنى المودة والتآخي وجدت موائد الافطار للأسر المحتاجة من خلال الطرود الرمضانية التي يتم توزيعها مع بداية الشهر الفضيل
حيث يذكر المعتصم أنه حينما كنا صغاراً نتسارع من أجل إيصال وجبات الافطار من منازلنا للمساجد او لبعض الاسر المجاورة لنا وهذه العادة الطيبة إلى يومنا هذا ولله الحمد ويود الغيلاني ان لا ننسى مثل هذه العادات الفضيلة.
فيما يبين علي الداودي : إن الإسلام دين تكافل وتعاون على البر التقوى وعندما سأل رجل رسول الله عن أي الأعمال أفضل قال له تطعم الطعام وتقرء السلام على من تعرف ومن لا تعرف ورمضان شهر الكرم يتنافس فيه المتنافسون وخاصة في الجود والكرم والنفقة وقد وردت كثير في فضائل إفطار الصائمين على مائدة شهر الصيام « من فطر صائما كان له أجر فهي تبرهن على ايمان صاحبها وأدائه لحق لله تعالى في المال بخلاف المنافق البخيل الذي لايرى في ماله حقا لأحد
وقال خالد بن مهنا بن سلطان الاسماعيلي: إن مشروع افطار صائم فكرة رائده في الولاية يجب الكل يبادر بهذا المشروع ويسعي لفعل الخير في مساعده الاسر ذوي الدخل المحدود والضمان الاجتماعي في توفير المستلزمات الأحتياجية لهم من مؤن شهري وكذلك توفير لهم كسوت العيد والمستلزمات المدرسية لغرس ابتسامه في محياهم والعمل التطوعي يخلق رابط اجتماعي بين افراد المجتمع كذلك نحذو حذو اجدادنا السابقين في تكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين في هذه الوﻻية العريقة.