ضمن فعاليات وزارة السياحة للعيد الأضحى:
ولاية صُور تستعيد التراث البحري في خور البطح
- سعود العلوي: المهرجان تجسيد للماضي بطابع حضاري
- الشيخ حمود الغيلاني: عملية كتابة السيناريو تمت وفق بحث مطول في التاريخ البحري المكتوب والشفهي.
- جمعة العلوي: السفن العمانية كانت المغذي الأساسي من البضائع الخارجية لدول الخليج.
متابعة: سُعاد بنت فايز العلوية. : احتضن خور البطح بولاية صُور فعاليات المهرجان البحري والذي نظمته وزارة السياحة ممثلة بإدارة السياحة لمحافظتي شمال وجنوب الشرقية؛ سعيا من الوزارة لاستعادة التاريخ البحري للولاية وتعريف الناشئة والمقيمين بالرحلات البحرية القديمة التي تخرج من ولاية صور. ويأتي هذا المهرجان ضمن الفعاليات والمناشط التي تنفذها وزارة السياحة خلال أيام عيد الأضحى المبارك بمختلف محافظات وولايات السلطنة لتنشيط الحركة السياحية وإبراز الموروثات التاريخية.
وقال سعود بن حمد العلوي مدير إدارة السياحة لمحافظتي شمال وجنوب الشرقية (لعمان) :ولاية صور تمتاز بخصوصية تاريخية فيما يتعلق بالتراث البحري حيث كان أهلها يبحرون بواسطة السفن الخشبية عابرين أقاصي المحيطات طلبا للرزق. وهذا المهرجان إنما هو تعريف أبناء الحاضر على ماضي أجدادهم الذي خاضوا عباب البحار وصارعوه صراع الند للند.
بداية الرحلة البحرية
ابتدأت رحلة البحر برفع الدقل (المرساة) من البحر إلى السفينة وتثبيته، حيث صاحب هذه العملية- وكما هو متوارث- جملة من الفنون البحرية والايقاعات المتنوعة، تبعها بعد ذلك إحضار الشراع من المخزن إلى سطح السفينة مع استمرار الإيقاعات الخاصة بكل خطوة. فيما قام البحارة بعد ذلك البحارة بجلب مستلزمات السفر إلى ظهر السفينة، وتبعتهم بعد ذلك قافلة الجمال المحملة بالبضائع وتصاحبها إيقاعاتها الخاصة، ليقوم البحارة بعدها بتحميل البضاعة من البر- من على ظهور الجمال – إلى السفينة عبر قارب صغير والذي يسمى (الماشوة) حيث كان ذا القارب بمثابة قنطرة العبور للبحارة والبضائع كذلك من البر إلى ظهر سفينة السفر. وقد تمثلت الخطوة التالية في قيام البحارة بنزع الباورة من البحر عن طريق القارب الصغير (الماشوة) إلى السفينة، فمنهم من يقوم وقتها برفع الشراع منهم من يقوم بالمساعدة في نزع الباورة، ثم تنطلق السفينة بأمر من النوخذة استعدادا للسفر.
فقرات مصاحبة
وقد تخلل المهرجان جملة من الألعاب الشعبية مثل لعبة اللكد ولعبة الحامي إضافة إلى حركة هوري العبرة من الخيصة إلى البطح وهي حركة النقل التي كانت تسود المكان حيث كان أهالي منطقة العيجة ينتقلون إلى الضفة المقابلة (صور الساحل) بواسطة هوري العبرة لمزاولة أعمالهم اليومية والتبضع بالمواد الغذائية مثل الرطب وأقمشة والأقمشة، وقم استعاض الأهالي عن هوري العبرة حاليا بطريق جسر خور البطح.
عودة السفينة من رحلتها
أما فيما يتعلق بعودة السفينة البحرية من رحلتها فقد جسد المشاركين تفاصيل رحلة العودة ضمن منظر تراثي يختصر ما يصاحب رسو السفينة في ميناء العودة محملة بالبضائع من الدول الأخرى حيث تخلل المشهد إقامة سباق لعدد من سفن (السمبوق) داخل الخور، تلاها وصول المبشر الذي يقوم بإعلام الأهالي عن وصول السفينة المسافرة. وبعد إدخال السفينة على مهل في داخل الخور تم حينها (صكب) الشراع- أي إنزاله- إضافة إلى إنزال الباورة وإنزال نوخذا المال وهو مالك السفينة إلى البر، حيث جسد الشيخ ناصر بن علي القعدوي العلوي دور النوخذا. فيما قام البحارة بإنزال البضائع من السفينة، تخلل ذلك مشهد استقبال الأهالي للبحارة المحملين بالبضائع.
المشاركون
وقال الشيخ حمود بن حمد بن جويد الغيلاني- باحث ومؤرخ تاريخ بحري: ” تمثل دوري في المهرجان في إعداد سيناريو الفقرات وتوزيع الأدوار مساعدة مخرج الحفل، وقد جرى استنباط السيناريو نتيجة لبحر متكامل لتاريخ صور البحري حيث تم الاقتصار مرحلة شحن السفينة (التحميل)وتفريغ السفينة من البضائع، إلى جانب تحديد نوعية الفنون الممارسة خلال العمليتين. ويضيف: التزمنا بالفنون التقليدية المتعارف عليها قديما وبكلماتها عن طريق بعض الكتب وبالتعاون مع بعض البحارة الذين قادوا السفينة وبعض التاريخ المنقول شفهيّا من البحارة القدامى، حيث أشرف أربعة منهم على تدريب الشباب على عملية السفر والتحميل والتفريغ. ويقول جمعة بن خميس العلوي- مخرج الحفل-: ” تم التحضير للفعالية عن طريق الالتقاء بالنواخذة والوساتيد القدامى من أجل سرد رحلة البحر؛ حيث استرجعنا خلال المهرجان مغادرة السفن التجارية إلى زنجبار وممباسا والمحيط الهندي قديما محملة بالبضائع من عمان وعائدة ببضائع أخرى لعمان وللخليج كافة مثل أخشاب الجندل والسمن والتمر حيث كانت السفن العمانية بمثابة وسيلة التغذية للبلدان الخليجية. وعن اختيار خور البطح لهذا المهرجان يقول: خور البطح كان هو المرسى لمثل هذه الرحلات البحرية قديما حيث تنطلق منه السفن الشراعية وتعود إليه محملة بالبضائع التي يقوم البحارة بتفريغها على أرض الخور أمام الاستراحة السلطانية حاليا.
فعاليات بشمال جنوب الشرقية
واضاف ففي محافظة شمال الشرقية ستقام يوم غد اﻻثنين من الساعة 4/6 مساء عرضة الخيل والهجن بالتعاون مع نادي بدية للفروسية والهجن ويوم السبت القادم ستقدم الفنون الشعبية في موقع البرك المائية بمغل بوﻻية وادي بني خالد بالتعاون مع مكتب سعادة الشيخ والي ولاية وادي بني خالد وفي محافظة جنوب الشرقية سيقام غدا الأثنين المهرجان البحري بخور البطح كما سيقام يومي / 9 و 10 / من أكتوبر بساحة الاحتفالات بجوار مكتب نائب والي صور بنيابة رأس الحد بالفترة المسائية عروض متنوعة لفرق الفنون العمانية المغناة بالولاية
تاريخ صور البحري
وحول الهدف من إقامة هذا المهرجان البحري بولاية صور قال سعود العلوي تأكيدا للنطق السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله من الاعتزاز العظيم بتاريخ عمان البحري الذي سطرته تلك الصواري الشامخة التي اندفعت في ذلك الماضي الموشى بالمجد تمخر العباب المتلاطم في طموح فتي مجسدة قوة هذا البلد وهيبته ورغبته في التواصل مع حضارات الأمم كلها القريبة منها والبعيدة وتذكير الأجيال الصاعدة بتلك الهمة العالية لأجدادهم الأمجاد الذين ركبوا صهوات البحار وشقوا أمواجها العاتية ونازلوا عواصفها الهائجة طلبا للعيش الكريم، ورغبة في العمل الشريف .
واضاف العلوي وكما يعرف الجميع خصوصية ولاية صور هذه الولاية التاريخية العريقة وارتباطها بالبحر فقد كان أهلها يمتطون ظهور السفن الخشبية ويبحرون الى أقاصي الدنيا طلبا للرزق ومن هذا المنطلق أردنا أن يتعرف الأبناء على ماضي آباءهم وأجدادهم الذين خاضوا عباب البحار وصارعوه صراع الند للند ، وكانت لهم مع البحر حكايات كثيرة وعليه فقد ارتأت الوزارة أن يكون هناك تنوع في إقامة الأفراح بمناسبة العيد السعيد فهناك الفنون البحرية المرتبطة بالعادات والتقاليد وهناك الفنون التي تُغنى على ظهر السفينة ، وهناك فنون تمتزج بعبق التاريخ كل هذه الممارسات ارتأت الوزارة أن تكون على صيغة مهرجان بحري يُجسد هذا التراث لهذه المدينة
وتم الاعداد له ليظهر بالمظهر اللائق والمشرف أيام عيد الأضحى المبارك .
فقرات المهرجان البحري
واختتم العلوي حديثة بالشكر والتقدير لوزارة السياحة ودورها الكبير في دعم مثل هذه الفعاليات بمختلف محافظات السلطنة لما لها من دور إيجابي في تنشيط السياحة في بلادنا العزيزة .