غياب التخطيط تجاه التوسع العمراني بصور أدى إلى تكرار انقطاعات الكهرباء

(هيئة تنظيم الكهرباء) تبحث مشكلة تكرار انقطاع التيار بالولاية.. والمواطنون يتذمرون من الأسباب –
متابعة: سُعاد بنت فايز العلوية –

أبدت هيئة تنظيم الكهرباء عدم رضاها حول أداء شركة كهرباء مزون خلال هذه الفترة بعد الانقطاعات المفاجئة والمتكررة التي طالت عددا من قرى ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، حيث لوحظ تكرارها في (رأس الحد/شياع/العيجة/بلاد صور/أبو قلع) مما أثار غضب سكان هذه القرى ودفعهم للتوجه إلى فرع الشركة بالمحافظة لمعرفة أسباب تكرر انقطاع التيار في المناطق المذكورة أعلاه.
وقال قيس الزكواني- المدير التنفيذي لهيئة تنظيم الكهرباء- خلال لقاء مع المواطنين وممثلي الشركة ولجنة الشؤون البلدية بمكتب والي صور: إن الشركة ملزمة بموافاة الهيئة بتقارير الانقطاعات في الولايات سواء صوحب ذلك بشكاوى المواطنين أم لا، وأضاف أن أي شركة تقدم خدمة بشكل عام كان لزاما عليها أن تضع في عين الاعتبار نسبة المشتركين في المكان وكذلك احتمالية زيادتهم بعد سنوات مما يسهم في تفاديها لأي مشكلة تتعلق بزيادة الحمولة عن المخطط له خلال سنوات قليلة.
زيادة نسبة النمو السكاني
وأضاف ان الحكومة سخرت جميع الإجراءات المالية لتسهيل هذه المشاريع، وأن معايير الأداء للشركة في تطور خلال الأعوام القريبة، إلا أن المشكلة تبقى في زيادة نسبة النمو السكاني، أي في غياب التخطيط لتوسع سكاني قادم وكذلك في تنفيذ المشاريع. فيما أبدى الزكواني استعداد وسعي الهيئة لمتابعة الوضع من أجل معرفة مواطن الخلل والخروج بتوصيات يجري تنفيذها خلال برنامج زمني قياسي يكفل للمواطن سرعة حل المشكلة.
كما تابع الزكواني من خلال تقارير الشركة المقدمة جميع الانقطاعات التي حدثت في المناطق الولاية خلال الأشهر الماضية،بالإضافة إلى المشاريع العلاجية المتأخرة والتي كان يفترض أن تكون قيد التشغيل خلال هذه الفترة. وتجدر الإشارة إلى أن هيئة تنظيم الكهرباء تملك صلاحية إصدار تراخيص الممارسة للمحطات وشركات التوزيع والإشراف على التنظيم التشغيلي ومتابعة مدى التزام الشركات بتنفيذ العقود المبرمة بين الهيئة والشركات.
تأخير الحلول النهائية
وأشار المهندس سالم الكمياني- مدير أول الشؤون التجارية لشركة كهرباء مزون- إلى أن العائق أن الشركة لديها عدة مشاريع، وأن شح وجود الشركات المنفذة لمشاريع الكهرباء أضاف على الشركة مسؤوليات أكبر مما أبطأ العمل في المشاريع المقترح تنفيذها إضافة إلى أن شركة النقل ساهمت في تأخير الحلول النهائية. وأضاف المهندس ناصر بن راشد المعمري- مدير التشغيل بمحافظة جنوب الشرقية بشركة كهرباء مزون-  إن الطاقة الموجودة تكفي لما يقارب سنتين فقط وأن الشركة تواجه انعدام التغذية العكسية في بعض الخطوط، وأشار إلى أنه في آخر انقطاع حدث للمناطق المذكورة تم الاستعانة بالمولد في صور لمدة 24 ساعة. وذكر أن الشركة لديها مشروع تم تنفيذه بنسبة 90% ويخدم (قرية العيجة)، وأن قرية (أبو قلع) بها محطة جديدة أيضا، وأشار أيضا إلى أن هناك طرحا لثلاث مناقصات بإنشاء ثلاث محطات في الولاية أبرزها تغذي منطقة السوق إلى أن الأمر استغرق سنتين للبحث عن أرض ملائمة للمحطة، وصاحب ذلك التوسع العمراني وإعادة تشييد بنايات السوق والتي أقل حمل فيها نصف ميجاوات.
مخططات بلا خدمات
واستنكر مواطنون على غياب وضعف مثل هذه الخدمات الأساسية عن بعض المخططات السكنية وأن على الجهات المعنية استكمال الخدمات فور التصريح عن المخططات الجديدة تجنبا للانتظار.
وردَّ الشيخ علي الحشّار- عضو لجنة الشؤون البلدية- على مسألة غياب الخدمات الأساسية عن المخططات السكنية، أن وضع خدمات في مخططات بدون ساكنين يعد استنزافا لأموال الحكومة وكان لزاما على وزارة الإسكان أن تنهي توزيع الأراضي في المخطط الواحد لتنتقل للمخطط الآخر؛ وهذا بدوره سيحصر المستفيدين من خدمات الكهرباء وبقية الخدمات أيضا في أماكن متقاربة مما سيسهل عملية التوزيع المُرضي للسُكَّان.
ملاحظات وشكاوى المواطنين
وقال ناصر بن سيف العلوي- أحد سكان المناطق المتضررة-: نقترح على هيئة تنظيم الكهرباء فرض غرامات مالية على الشركة المزودة مع تكرار مثل هذه الأعطال والتأخير الناتج في المشاريع. وأضاف ولعل توفير التغذية العكسية لمناطق الضغط العالي سيكون حلا للانقطاع المفاجئ، وكذلك ضرورة رفع جودة القطع المستخدمة. إضافي إلى فصل المنطقة الجغرافية التي تغطيها شركة كهرباء مزون إلى منطقتين بمكتبين مستقلين مما سيسهل عملية الوصول لمنطقة الخلل وكذلك معالجته. فيما أشار إلى أن طول خط الضغط العالي الذي يصل إلى 40 كيلومترا يجعل من أي خلل في توصيلات الخط يؤدي إلى انقطاع التيار عن جميع المنطقة الواقعة على الخط.
ويحكي ناصر بن عبدالله العلوي عن كثرة المخاطبات التي احتاجها عقد هذا الاجتماع حيث يقول: توجهنا لشركة كهرباء مزون- بشكل فردي- في انقطاعات سابقة ولم نتلق الإجابات الشافية، ولكننا في هذه المرة اتجهنا إلى مبنى الرقابة المالية في المحافظة وفوجئنا بأن الفرع في الولاية ليس به قسم للرقابة على القطاع الخاص وأن علينا رفع رسالة نشرح فيها الأمر إلى الفرع الرئيسي. ولجوؤنا في الغالب كان نحو مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال المعاناة التي نواجهها.
كما تطرق الاجتماع والذي جاء برئاسة الشيخ حمد بن سلطان البوسعيدي- نائب والي صور- إلى ضرورة الاستعجال في تنفيذ المشاريع الخدمية وسرعة الاستجابة لإصلاح الأعطال والانقطاعات وإيجاد جهاز لفحص أماكن الأعطال بحيث يوفر على الشركة عناء البحث واستهلاك الوقت فيها.وأشار ممثلو شركة كهرباء مزون في نهاية الاجتماع أن مهلة أسبوع والتي كانت تشكل حدا أقصى لحل المشكلة بصورة نهائية ستمتد قرابة السنة بسبب التوسع العمراني السريع في بعض المناطق.

Exit mobile version