حاورته: سُعاد بنت فايز العلوية – جريدة عمان – لطالما سعى الحرفي خالد بن سعيد المشايخي لتحقيق حلمه في امتلاك بيت حرفي عماني ليخرج ما في جعبته من فن خشبي تراثي يترجم به ما شبّ عليه عوده. قبل سنوات (مرايا) التقى بالحرفي يوم أن كان يحلم في أن يمتلك بيت حرفي في ولاية صور، واليوم وبعد سنوات من المشاركات والإنجازات نلتقي به مجددا عبر صفحات ملحق مرايا بعد تحقيقه لحلمه في امتلاك البيت الحرفي.
افتتح البيت الحرفي العماني بولاية صور لمالكه خالد بن سعيد المشايخي أبوابه منذ شهور أربعة، حيث تتميز جنباته بطابعها التراثي الذي يتشرب شيئا من الحداثة المضافة على تصاميمه من ديكور للبيت وابتكار في المقتنيات والمنتجات المعروضة للبيع. ويقول خالد المشايخي أنه تكفل شخصيا بتصميم ديكور البيت الحرفي الخاص به، وأضاف له صبغة حداثوية من الإضاءة والتزيين. كما أشرك في الديكور صناعات السعفيات. ويحتوي البيت الحرفي العماني في ولاية صور على أشكال حديثة من المجامر المصنوعة من الفخار وجلسة للضيافة من السعفيات وبراويز للصور وتصاميم دروع للهدايا التذكارية ومناديس تميزت بنقوش حديثة، ومجسمات الأبواب والنوافذ القديمة.
ترويج متبادل
وعن مصادر المعروضات يقول المشايخي: بعض السلع هي ترويج لحرفيين آخرين، مثل السعفيات وغيرها، حيث نتبادل السلع فيما بيننا من أجل الترويج لبعضنا وكذلك من أجل التنويع في المعروض. ويضيف: امتلاكي لورشة خشبيات ومتدربين ساعدني في تنوع وزيادة السلع المعروضة لدي في البيت الحرفي حيث أقوم بتدريب مجموعة من الشباب الراغبين ويتم عرضها للبيع، حيث يحتوي البيت الحرفي في ولاية صور على الصناعات الخشبية والسعفيات والفخاريات مع تنوع استخداماتها بحسب التصاميم المبتكرة.
المعوقات
وكأي مشروع حرفي ناشئ يحتاج إلى رأس مال ومكان مهيأ، حيث يقول خالد المشايخي: المشروع يتبع الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وقد تكفلت الهيئة بإيجار المكان لمدة عام بعد أن كانت تدعم تكاليف المنتجات المعروضة في البيوت الحرفية، وهذا سبب ضعفا في خط الإنتاج لبعض الحرفيين. وكما يعلم الجميع أن صناعة الخشبيات مكلفة وتتطلب جهدا أيضا، بيد أن الهيئة اشترطت أن تكون المعروضات من خشب الساج وهو معروف بغلاء سعره.
وبالرغم من جودة خشب الساج إلا أن الزبائن يعزفون عن شراء السلعة بسبب ارتفاع سعرها، وهذا لا يعطي مجالا للمنافسة مع سلع السوق المستوردة والمنتجة من أيدٍ عاملة وافدة نتيجة لانخفاض سعرها، كما تشترط الهيئة أن تكون جميع المنتجات من أيدٍ عمانية خالصة ونحن نواجه شيئا من العزوف لدى الشباب العماني لا سيما بعد حصولهم على وظائف ثابتة، وتدعم الهيئة -مشكورة- الحرفي بالتصاميم الجديدة والمبتكرة، وله حرية التنفيذ.
إقبال من القطاع الخاص
ويقول المشايخي أن أكثر المتوافدين على البيت الحرفي بولاية صور هم مؤسسات وشركات من القطاع الخاص، سواء فيما يتعلق بالهدايا التذكارية والدروع أو هدايا الدورات الرمضانية مثل الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وكذلك في مجال الفندقة مثل شركة عمران. بينما تعزف المؤسسات الحكومية عن اقتناء الهدايا من البيت الحرفي لارتفاع السعر وهو ما يعود إلى سعر الخشب المستخدم في صنعها والمعروف بجودته وثباته.