كتب – علي الداؤودي : بعد بزوغ فجر الاثنين وارتفاع أصوات التهليل والتكبير وهلت الافراح على ربوع السلطنة والدول العربية والاسلامية ، وقد أدى كل من سعادة الشيخ عبدالله بن مستهيل شماس محافظ جنوب الشرقية وسعادة الشيخ مسلم بن سعيد ين راشد المحروقي والي صور صلاة عيد الاضحى المبارك بمصلى الخاص للسلطان قابوس بسيح المطار بصور و أدى الصلاة الى جانبه فضيلة الشيخ سالم بن راشد القلهاتي القاضي بالمحكمة العليا وعدد من الشيوخ واعيان واهالي الولاية ، وقد وأم المصلين الشيخ ناصر بن سالم ين راشد القلهاتي ” الذي بارك للمسلمين بعيد الاضحى المبارك وتحدث في خطبة العيد عن أَن الإيمان والعمل الصالح يجلبان الخير بِلا انقطاع، والرزق بِلا حائل وامتناع، فتأمـلوا كيف فارت مياه زمـزم بين تلك الجبال، وجاءت نتيجة ما قدمته هذه الأسرة من أَعمال، فكان إبراهيم -عليه السلام – مثلا للأب المربِي، وكانت هاجر وإسماعيل مثلاً للرعية والذرية، وكلهم قد ارتبط بِالله الكريم، وكلهم فوض الأمر لله العظيم.. إن البلد حين يحرسه العدل، ويزينه الفضـل؛ ينتشر فيه العطاء والبذل، ويمـنحه الله الأَمن، وهو نعمة من نعم الله على الإنسان، يعيش المرء في كنفه، آمنا على نفسه ورِزقه ورزق أَولاده ومن يعول، منضبِطا في كل ما يفـعل وما يقول، ولم لا يكون كذلك؟ وقد حقق الإيمان، فلم يشبه ظلم وعدوان، وزور وبهتان أن الذين يرزقون الأَمن والطعام، ويمنحون سلامة الروح والأَجسام، هم سواء مع أُولئك الذين جمعوا الدنيا وملكوها، واستولوا عليها وحائزوها وإذ لا قيمة لأَمـوال طائلة وأرصدة هائلة مع رعب وخوف. إن الذي يتخذ التقوى له لباسا، والإيمان منهجا وأساسا، ضمن لنفسه ولمن يعولهم حياة آمنة شريفة، طيـبة عفيفة، فالتقوى خير لباس وزينة، تمـنح المرء حياة آمنة رزينَة، وما يزيِن القلب أَطهر وأنقى، وخير وأَبـقى ولقد قرن الله عز وجل نعمة الأمن بِنعمة الطعام، فكلاهما بقاء للحياة واستمرار، وعدمهما أو عدم واحد منهما هلاك ودمار
في ظلال الأَمن يعيش الناس مطمئنين، ومن اطمأن في حياته كان إلى الخير سباقا، وإِلى العلا والمجد تواقا، فلا خوف يـثنيه عن بلوغ آماله، ولا رعب يحول بينه وبين صالح أَعماله، بِالأمن تطمئن النفس بِربها وتثق بِما عنده، وترضى بِقضائه، وتقنع بِعطائه، وتوقن بِلقائه، وتشتاق إلى التحلي بالكمالات، والتخـلي عن كل المخالفات، وتلزم طاعة الله بالإتيان بِما أَمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر. إن النفس المطمئنة الراضية تشكر الله في الرخاء، وتصبِر في البأساء والضراء، تحمد ربها في كل حال، وتعمل غير آبِهة بِالصعب والمحال، وحسبها أنها عملت وحاولت، وعلى ربها توَكلت، إن المؤمن يمـلك نفسا مطمئنة، عالمة بِأَن ما أَخطأها لم يكن ليصيبها، وما أصابها لم يكن ليخطئها، ولقد كان الرسول ( يطلب في دعائه أَن يمـنحه هذه النفس المطمئنة. إن الآمن المطمئن في حياته يرى ما يثلج صدره، ويزيل همه، ويرفع غمه، فلا حزن على ما خلف في دنياه، ولا خوف مما هو قادم عليه في أخراه، وكما رزق المؤمن الاطمئنان في حياته وأدى ما هو واجب عليه. وبعدها اختتم الامام خطبة العيد بالدعاء واتضرع لرب العالمين والدعاء لجلة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بدوام الصحة والعافية والعمر المديد . وبعد ذلك أستقبل سعادة الشيخ عبدالله بن مستهيل شماس وسعادة الشيخ مسلم بن سعيد المحروقي جموع المهنئين من شيوخ و أعيان و جانب من المسئولين والمواطنين و المقيمين الذين تبادلوا التهاني سائلين الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الغالية في قلوب جميع المسلمين وأمثالها بالخير واليمن والبركات وذلك في مصلى العيد بصور .