عبدالله العريمي يرسم جسرا أخضر من الكلمات في “الشارقة”

الشارقة-عبدالرزاق الربيعي

  ثمّن الشاعر عبدالله العريمي ما يقوم به بيت الشعر في الشارقة و” أثير “في عُمان معتبرا ذلك ” زيادة سعة الأرض بالشعر والجمال المحض، راجيا ” أن تزداد ولادة مثل هذه المهرجانات الشعرية في وطننا العربي دون أن يقع المنظمون في فخ الشكل الشعري الواحد، وأن يمنحوا الشعر الحقيقي فرصة الغناء بملء حريته والتجلي بكل أشكاله المتعددة، فلن يربح في آخرة الأمر غير الشعر ولن يكسبوا سوى البهاء الذي يولّده هذا التباين في ظاهره والمتوحد في جوهره، أما التعصب والاقتتال من أجل الشكل المفرد المتفرد يكون نتاجه دائما هو الفشل الفادح”.

جاء ذلك في حوار ل”ديوان العرب” الصادرة ضمن أنشطة مهرجان الشارقة للشعر العربي مضيفا” إن مهرجان “أثير”  يسعى إلى  تحقيق العرس الشعري  ويقاتل بالحب، والشعر راسما جسرا أخضر من الكلمات كي يعبره من يتقن فن المشي وأما من تكلست مفاصله الشعرية والذوقية فذلك شأنه، المهم هو الشعر لا اللذين نصبوا أنفسهم ناطقين باسمه أو احترفوا الرقص حول القصيدة على ضوء لمعان الخناجر والسيوف.

وكان العريمي قد قدم مشاركته أمس  نصوصه في الأمسية الخامسة التي أقيمت بقصر الثقافة بالشارقة إلى جانب الشاعر التونسي يوسف رزوقة، والسعودي محمد إبراهيم يعقوب، والجزائري الأخضر بن بركة ، والقطري عبدالحميد اليوسف.

وطاف بالحضور في عالمه الشعري، ناقلا عذابات الإنسان بلغة أنيقة، وصور مدهشة،وأسئلة تقود إلى أسئلة أكبر:

وماذا تقولُ الحياةُ ؟!

سيُبنى هنا هيكلٌ للهزيمةِ.. فلنعترفْ
نحن جيلُ الشذوذِ، وجيلُ الجنونِ
جيل السقوطِ، وجيل التشتتِ،

جيلُ الرجالِ/السعفْ

ماذا تقولُ لكَ الريحُ ؟!

جئتُ لأنبشَ ميراثَ من عبروا

تاركينَ هنا ظلهم سوسنا

وأكنسَ عشبَ الكلامِ

لئلا يَدلَّ لصوص الرثاءِ على ورد أحلامهم هاهنا”

وفي نص آخر يضع خطوات واثقة وسط زحام الكلمات وغيوم الدمع:

كان لا بدَّ لي أن أتابعَ إيقاعَ خطوتها

في زحام الكلامِ

لأُبصرها مثلما وجدتْ في اللغاتْ

كان لا بدَّ لي أن أغيِّرَ شيئاً

وأزرعَ في دمها المتراميَ شيئاً

وأن أتبنَّى نجوماً تحِلُّ ضيوفاً على مقلتيها

وفي غيمةِ الدمعِ

أرعى احتمالاتِ ضحكتها

كي يركضَ الماءُ في عطشِ الكائناتْ

ووصف العريمي هذه المشاركة بأنّها تأكيد لحضور الشعر العماني في المهرجان الذي يمثل إحدى المحاولات التي ما زالت ممسكة بقدرة الجمال على هزيمة القبح المشرش في شرايين العالم، و يأتي في ظل فقدان العالم لالتماعات المهرجانات الصحية المعافاة منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد أن اشتعلت النيران في ثياب “المربد” وتحولت بعد ذلك أغلب المهرجانات إلى معدة فارغة محشوة بأي شيء، المهم أن تمتلئ، ثمة محاولات تشهدها الساحة العربية”

Exit mobile version