بقلم: محمد بن عيسى البلوشي*
كثير من البشر يجد حرجاً في التعامل مع من يختلف معه، فتراه إما أن يهمش الأخر، أو يقلل من قدراته، أو يذهب عنه بعيداً دون سبب، وهذه الممارسات قد تتحول إلى عادات لا يستطيع الواحد التخلص منها.
كلنا مختلفون.. هذه حقيقة لابد أن نؤمن بها في حياتنا، إختلافنا لحكمة يعلمها الخالق عزوجل، ولكننا نحاول أن نقترب من تلك الحكمة لنفهمها وهو أننا مختلفون لنتكامل في هذه الحياة.
كلنا مختلفون.. فطبيعة فصول الكون تشير إلى ذلك من خلال تنوعها صيفا وشتاءا، ربيعا وخريفا، فإختلاف هذه الفصول هي ما تجعلنا نأكل ثمار الفواكهة حسب كل فصل، وهذا ما يدعونا إلى أن نفهم أكثر بأن نتائج الأعمال البشرية متنوعة وليس بالضرورة أن تكون شكلا واحد.
من الأهمية بمكان أن ندرك اليوم أننا مختلفون.. الرجل ليس كالمرأة، وقوة الشاب ليس كقوة الطفل، وعقل الإنسان البالغ ليس كعقل المراهق، لكل مرحلة وسن ونوع بشري طبيعته الفطرية، وليس بالضرورة أن نكون متشابهين مع كل مرحلة.
إن تفهمنا بإختلافنا البشري، يعطينا فرصة بحث جيدة عن أوجه التكامل فيما بيننا، وأن نمد يد التعاون والبناء والعطاء بعضنا لبعض، وأن نقف مع بعضنا البعض في أمور الحياة حتى نصل لنقاط الإتفاق البشري التي يذوب معها الإختلاف.