العمانية-أثير
“الشعبانية” عادة سنوية متوارثة تسمى بيوم الشعبانية (حق الوقفة) وتصادف الرابع عشر من شهر شعبان من كل عام هجري في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، وتكتسي الولاية بالفرح والسرور بهذا اليوم الجميل، حيث يستقبل الأطفال هذا اليوم من كل عام بفرحة كبيرة ويعتبرونها عيدًا.
و”الشعبانية” عادة توارثتها الأجيال منذ القدم وحافظ الأهالي في ولاية صور على شكلها كمناسبة اجتماعية تتم فيها زيارة الأرحام والجيران والمرضى، وتستعد لها الأسر بشكل سنوي من خلال شراء الهدايا للأطفال وصرف النقود بمختلف فئاتها لتوزيعها على الأطفال الذين يعتبرون المناسبة يوم فرح وسرور.
وتقوم الأسر في يوم “الشعبانية” بتجهيز الملابس للأولاد والبنات وتزيين أكف وأرجل البنات بالحناء إضافة إلى صرف المبالغ النقدية بمختلف فئاتها ليتم توزيعها وتستعد المنازل لاستقبال الأطفال الذين يمرون على منازل الأهل والأقرباء والجيران منذ الصباح الباكر وهم يرتدون أزهى الملابس والفرحة ترتسم على وجوههم.
يقول محمد بن سعيد العريمي أحد أهالي ولاية صور: “إن “الشعبانية” عادة ورثها أبناء ولاية صور من قديم الزمان وينتظرها الأطفال بشغف ويلبسون الملابس التراثية الجميلة، ويشترك فيها كل بيت في الولاية، ويهتمون بها اهتمامًا بالغًا حيث يخرج الأطفال من الصباح الباكر حتى مغيب الشمس ويطوفون بالبيوت التي تكون مفتوحة لاستقبالهم ويوزعون عليهم المبالغ النقدية أو الحلويات ويضعها الأطفال في “صرة” أعدت خصيصا لذلك اليوم وتسمى محليا (الخريطة)”.
ويضيف العريمي لوكالة الأنباء العمانية: يرجع اهتمام أبناء الولاية بهذه العادة الجميلة لأسباب وفوائد دينية واجتماعية واقتصادية، حيث إحياء الملابس التراثية وزيارة الأرحام وتعلم الأطفال الصغار أماكن الحارات وطرقها، وعد النقود وقيمتها وتحرك السوق التجاري مع إدخال الأطفال في جو من الفرح والسرور وفوائد أخرى كثيرة جعلت أبناء صور يحافظون عليها.
ومع مرور السنوات وتطور المجتمعات تطورت طرق الاحتفال بيوم “الشعبانية” بولاية صور، حيث أصبحت مؤسسات المجتمع المدني والجهات والشركات تشارك أبناء الولاية فرحتهم بيوم الرابع عشر من شعبان ايمانا منهم بإحياء هـــــذه الموروثات الشعبية التقليدية المتأصلة في نفـــوس الأهالي منذ القدم وإدخال البهـجة والسرور في نفـوس الأطــــــفال وإضفـــاء الابتسامة على وجوههم.
وتقول يسرى بنت صالح الغيلانية رئيسة جمعية المرأة العمانية بولاية صور: إن من العادات والموروثات القديمة والحسنة الاحتفاء بيوم “الشعبانية” التي يحتفل بها اهالي ولاية صور كل عام، ويعتبر موروثًا تقليديًا، وكما يقال عند الكثيرين بأنه عيد للأطفال.
وأضافت الغيلانية: جمعية المرأة العمانية بصور تشارك أهالي الولاية فرحتهم بـ “الشعبانية” من منطلق المحافظة على العادات والتقاليد والموروثات العمانية الأصيلة حيث نقوم سنويًا بتبني هذه الفعالية والاحتفاء بها بعد ان كادت تتلاشى عند البعض.
وأشارت إلى أن أي إرث تقليدي عريق من الواجب على الجمعية المحافظة عليه ونقوم في الواقع بوضع اهداف لهذا الموروث من خلال تعزيزه وتوعية الاطفال بشكل او بآخر بمفهوم “الشعبانية” ونرجو دائما أن تظل الشعبانية محافظة على رونقها الأصيل من ناحية الوقت وكيفية الاحتفاء بها دون وضع الاضافات الدخيلة عليها حتى تظل في ثوبها العُماني الأصيل.