طيوي : سعيد بن أحمد القلهاتي
يسعى الإنسان العماني إلى تعدد محاصيل منتوجات نخلته فهناك محصول الرطب والتمر وماينتجه من عسل النخل بالإضافة إلى الحشف الذي تتغذى عليه مختلف أنواع الماشية ، وهناك من يمتلك نخلة المدلوكي والبونارنجة الذي يتمكن من خلالها من مزاولة عملية التبسيل لينتج بذلك محصول البسور ليضاف ضمن منتوجات النخيل ، وكانت عملية التبسيل في نيابة طيوي بولاية صور – تتم في قرى ميبام والحصن وحارة بده والسفالة والساحل .
لأجل تعريف القاريء الكريم بمراحل عملية التبسيل في نيابة طيوي كان لنا هذا اللقاء مع الأشخاص الذين لايزالون يزاولون هذه العملية والذين لهم الخبرة في ذلك .
للحديث عن هذه التظاهرة الإقتصادية والاجتماعية ولتعريف القاريء الكريم بهذه العملية ،، التقى الاقتصادي بالأشخاص الذين يزاولون هذه العملية وممن لديهم الخبرة والإلمام بعملية مزاولتها .
“بداية الاستعداد”
حيث التقينا أولاً مع صالح بن محمد بن عبدالله الصلتي أحد الذين كانوا يزاولون عملية التبسيل والذي تحدث عن بداية الاستعداد لهذه التظاهرة وقال : بعد أن يتحول لون ثمرة النخل المستهدف للتبسيل الى اللون الأصفر ويبدأ الرطب لبعض أصناف النخيل كالمدلوكي والبونارنجة في العدد والتباشير – عندها تبدأ الاستعدادات لموسم التبسيل من حيث إعداد “التركبة” وهي التي توضع فيها المراجل والقدور لغلي البسور وإعداد وتحضير الحطب الجيد لإشعال النار تحت هذه المراجل بالإظافة إلى توفير العمالة الماهرة في جني المحصول ، وعندما يُلاحظ أن كمية الهماد في النخلة تصل إلى مايعادل ملئ قفير يحدد يوماً ما للتبسيل الذي يبدأ بالجداد وعملية عزل البسر الجيد عن الرديئ والفاسدة كالحشف والخشاش ، حيث تجد يشارك في عملية التبسيل كل أبناء الأسرة وجيرانهم من الأطفال والنساء والرجال يسودهم التكاتف والتعاون والتآزر والتعاضد ، ويتم نقل المحصول من المال إلى التركبة ، وهناك يتم غلي البسر .
“عملية غلي البسر”
كما التقينا مع سعيد بن راشد بن خميس القلهاتي أحد أصحاب الأموال الذين يقومون بمزاولة التبسيل لهذا العام وقال : عادة ماتبدأ عملية غليِ البسر بإشراف أهل الخبرة والمهارة الذين عايشوا هذه الظاهرة حيث لها حساباتها من حيث كمية المياه والنار والوقت اللازم لكي يتحول البسر الى النضاج التام ، وبعد نضاجه يتم وضعه على شكل أكوام لبرهة من الوقت ثم يتم فرشه في المسطاح لفترة من الزمن تصل إلى عدد من الأيام حسب قوة حرارة الشمس بعدها يقومون بتقليبه وهكذا يمكث في المصاطيح حتى ييبس ويجف تماما بعد ذلك يتم وضعه في الجواني ويسمى ذلك ب “التقفيع” أو التكييس ، ومن ثم يصدر إلى الجهة المعنية بوزارة التجارة والصناعة لوزنه وتقدير قيمته الشرائية .