اختتمت يوم أمس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة بلجنة كتاب وأدباء محافظة جنوب الشرقية فعالياتها ومناشطها لشهر سبتمبر بجلسة حوارية من تنظيم فريق اللغة والأدب التابع للجنة والتي جاءت الجلسة بعنوان “قراءة نقدية حول رواية سمحة للكاتب خالد المخيني” ، حيث قدم القراءة الدكتور سالم بن سعيد العريمي وبإدارة الأستاذ سالم بن جمعه العلوي الذي تناول بداية وصفاً لهذه الحادثة المؤلمة مبيناً أنَّ السفينة سمحة كانت قد تعرضت للغرق في شهر مايو 1959م حيث أبحرت السفينة ” سمحة ” في طريق عودتها من أفريقيا إلى عمان وعلى متنها 141 فرد بما فيهم البحارة ، وعند وصولها لمحافظة الوسطى بعمان دخلت سمحة في إعصار هائل مدمر ببحر العرب من بين العديد من السفن التي كانت تمخر عباب البحر في ذلك الوقت فصارع نوخذاها وبحارتها الأمواج العاتية فلم يكن بإمكانهم مواجهة قضاء الله وقدره واستسلموا لأمر بارئهم وغرفت السفينة سمحة بما فيها من ركاب ولم ينجُ أحداً منهم . ، ثم بعد ذلك تناول الدكتور مقدم المحاضرة قراءة نقدية ووصفاً سردياً مختصراً للرواية مبيناً أنَّ الكاتب حفظ الحقائق التاريخية لمدينة صور موضحاً أنَّ الصراع يكمن بين الإنسان والطبيعة وليس فقط بين الإنسان والإنسان مضيفاً
قاريء الرواية أنَّ الكاتب استطاع أن ينتقل إلى الحدث الأكبر وهو غرق السفينة ويبرزه بتقنية عالية وأنه جسده بكل احترافية واضعاً الأزمنة والأمكنة وعوامل الغرق تجسيداً واضحاً ومبرزاً الحقول الدلالية للرواية وتيمة القصة من خلال السفر والحرية والعبودية والرجولة والصبر والعلم والتعلم .
هذا وقد تخللت الفعالية الكثير من المداخلات من داخل السلطنة وخارجها ، حيث جاء أبرزها للدكتورة الجزائرية انشراح سعدي والتي تحدثت عن البنية اللغوية للرواية والأسلوب السردي لها ، كما تحدث الدكتور ماجد العلوي عن أهمية تعقيد الأحداث والشخصيات والأمكنة والأزمنة ، وتداخل أيضاً خالد بن علي المخيني صاحب رواية سمحة مبيناً سبب كتابته للقصة والذي يُعزى ذلك إلى بث رسالة حقيقية من خلال هذه الرواية وهي إيضاح الجهد الملاحي والتاريخي لأهالي مدينة صور في تلك الحقبة رغم صغر رقعتها المساحية في ذلك الوقت ومع ذلك كانت تمتلك أسطولاً كبيرا من السفن يتعدى الثلاثمائة سفينة بمختلف أنواعها وأحجامها مضيفاً أنه بغرق السفينة سمحة قد أستل الستار على حركة الملاحة البحرية لمدينة صور ، كما كان للدكتور ناصر العتيقي مداخلته بأهمية توثيق التاريخ لمدينة صور .