مبدعات من ولاية صور يحكين تجاربهن وطموحاتهن

حاورتهن: سعاد بنت فايز العلوية. 

تزخر ولاية صور بالعديد من النساء المبدعات الفاعلات في مجالات مختلفة عديدة وغير تقليدية، لتثبت أنها  تمتلك مواهبا عديدة وأن  الفضاء رحب ويتسع للجميع.  حيث لمعت العديد من الأسماء النسائية على مر السنوات، بالإضافة إلى أسماء شبابية صاعدة أخذت لها مساحة وطريقا خاصة لتترجم معنى الشغف والرغبة في تحقيق الأهداف والغايات. وهنا عبر هذه الأسطر، نسلط الضوء على مجموعة من الأسماء الواعدة في مجالات فنية مختلفة. 

اقتناص  الفرص

لا تجد أماني البلوشية-  مراسلة لتلفزيون سلطنة عمان عن محافظة جنوب الشرقية- أي صعوبة مطلقا في كونها امرأة مزجت بين شغفها للعمل الإعلامية وكونها متخصصة في العلوم السياسية حيث تقول: هناك ارتباط يجمع العلوم السياسية بالإعلام، وهو كونك شخص مُلم بالأحداث اليومية وتشارك فيها وتكون جزءاً منها. وفي  حقيقة الأمر وجودي كمراسلة تلفزيونية لا أعتبره إجحاف لمجال تخصصي بل هو مُكمل، وأنا اؤومن بأهمية إنتهاز الفرص، والإشتغال على تطوير الذات؛ من أجل مستقبل أفضل. 

سارة المخينية: الفوز بتصميم شعار العيد الوطني الـ٥٠ أحدث إنجازاتي.
سارة المخينية: الفوز بتصميم شعار العيد الوطني الـ٥٠ أحدث إنجازاتي.
نورة النظيرية: لم أجد صعوبة في الظهور للمجتمع وطموحي كبير.
أماني البلوشية: قدراتنا ليست هبة لجنس معين والمرأة أثبتت وجودها في مجالات مختلفة

وتضيف: وعلى الرغم من محدودية الفرص الوظيفية في مجال العلوم السياسية إلا أن وجود المرأة في المجال السياسي في السلطنة معروف منذ الأزل؛ حيث أن أول وزيرة خليجية كانت عمانية، وهناك والكثير من المُلهمات الناجحات في المجال السياسي ولهم بصمة تشهد لهن. والنظام الإداري للدولة يكفل حقها كصانعة قرار في المناصب القيادية والفرص التي تُقدم لهن. فقدراتنا التي وهبنا إياها الله لم تكن هبة لجنس معين؛ وإنما بإصرار المرء وإيمانه بقدراته تجعله يصل سواء كان ذكرا أم أنثى.

وحول ممارستها العمل الإعلامي تقول اماني البلوشية:  لطالما كان مجال الإعلام شغف بالنسبة لي، منذ الصغر،  منذُ جلوسي أمام التلفزيون وأنا اقرأ شريط الأخبار الذي يظهر أسفل الشاشة في القنوات. وأتقمص شخصية مذيع النشرات الإخبارية.  واليوم أنا أعيش قصة حب بكل تفاصيلها الجميلة بعد أن أصبحت جزءا من فريق عمل مركز الأخبار بالتلفزيون. كمراسلة لمحافظة جنوب الشرقية. هذه الفرصة الثمينة التي أخرجتني من فترة إنتقالية صعبة مررت بها، بعد رجوعي إلى أرض الوطن بطموحات عالية لتشكيل مسار لي في حياتي، فرصة  علمتني الكثير رغم المدة الزمنية القصيرة. لكنها وسّعت من مداركي و أعطتني الفرصة لأكتشف أكثر ما أطمح إليه مستقبلاً. 

وحول صعوبة التنقل من ولاية إلى أخرى لتغطية الأحداث تقول البلوشية: أنا مستمتعة جداً بهذه المرحلة من حياتي، بحُلوها ومُرها. ولأنني شغوفة بالمجال فلا أجد أي صعوبة في التنقل من منطقة لأخرى لتغطية الأحداث اليومية. 

َوعن تخصيص يوم للمرأة العمانية تقول: تخصيص يوم للمرأة أنا أعتبره وسام تقدير لهذه الأنثى المعطاءة العاملة والمُحبة لمن حولها. فالمجتمعات لاتنهض إلا بالمشاركة. ومشاركة المرأه للرجل في تحريك عجلة التنمية هو إستثمار لهذه الطاقات المختلفة.  وتختتم أماني البلوشية حديثها برسالة للمرأة العمانية في يومها فتقول: “أنتِ مُميزة وقوية، تُزهرين أينما أنبتكِ الله، واصلي إنجازاتك، كوني مؤمنة بقدراتك، فأنتِ أساس المجتمع وسبب أزدهاره ونهوضه.” 

وجودي ألهم الكثير

أما سعاد بنت مبارك السنانية- إعلامية في الهيئة العامة لسوق المال، فقد برزت في ولاية صور وولايات أخرى كمصورة للمناسبات الاجتماعية والفعاليات- وقد تكون أول عمانية في ولاية صور تخوض هذا المجال الذي شجّع الكثير من فتيات الولاية فيما بعد على تجربة المجال. حيث توجه رسالتها في بادئ حديثها وتقول: فخورة بنفسي وبكل العمانيات الطموحات المثابرات صاحبات الأفكار، الراغبات في الإنجاز والإبداع، القويات و المبادرات.

وتضيف: بدأت التعامل مع الكاميرا في العام ٢٠٠٩ حين تعاونت مع جريدة عمان اوبزيرفر كم راسلة صحفية عن ولاية صور من أجل تغطية الفعاليات بالولاية وكتابة بعض من المقالات القصيرة والتي ركزت فيها عن السياحة والتراث بمدينة صور بحكم السكن الدائم هناك، وكوني كنت أعمل في القطاع السياحي تحديدا في المركز العلمي لمحمية السلاحف برأس الجنز  كإدارية. تخلل العمل الكثير من الأنشطة كزيارة طلاب المدارس وبعض المؤسسات بالمنطقة من ثم انتقلت للعمل لإدارة تسويق بعض المؤسسات الايوائية التابعة لشركة عمران. 

 وتضيف: وقد توقفت بعد عدة أعوام عن العمل الصحفي؛ بسبب انتقالي للعيش والعمل في مدينة مسقط وبدأت قصتي الفعلية مع الكاميرا في تصوير المناسبات. وتقول: في تلك الفترة واجهت القليل من التحديات في تقبل العائلة لتغطية بعض المناسبات مثل الأعراس بحكم العادات والتقاليد تجاه الاختلاط، كما أن العمل في هذا المجال يكون حتى وقت متأخر من الليل في فترة كان من الصعب وجود عمانيات في هذا المجال تحديدا في ولاية صور. وفي المقابل فإن وجودي في هذا المجال قد شجع الكثير  من الفتيات اللواتي درسن وتخصصن في مجال التصوير والتصميم من مخرجات بعض الكليات والمعاهد بالانخراط والبدء في تغطية المناسبات المختلفة عوضا عن انتظار الوظيفة.

عشق منذ الصغر

وتشاركنا أحد أبرز فتيات الولاية في المجال الفني، والتي برز اسمها في أعمال فنية غنائية هادفة أخذت طابعا تقليديا، حيث تقول نورة بنت خميس النظيرية- فنانة ومعلمة مهارات موسيقية-: 

ظهرت على المسارح في سنتي الجامعية الأولى في العام ٢٠١٠، بيد أنني شغوفة بالعزف والغناء منذ الصغر. وتضيف: لم أجد صعوبة في الظهور للمجتمع ولمجتمع الولاية بشكل خاص؛ فولاية صور ولادة وهي ولاية فن وهذا أمر نفتخر به نحن أبناء هذه الولاية. 

ولنورة النظرية عدة مشاركات دولية ومحلية ومسابقات حيث تقول: شاركت في أمسيات الموسيقى التي تقيمها جامعة السلطان قابوس ممثلة  بجماعة الموسيقى، وقد 

حصولت  على المركز الثاني في مهرجان الأغنية الجامعية. كما شاركت في مهرجان الأغنية العمانية العاشر وتأهلت ضمن العشر المتسابقين الأوائل، كما حصلت على لقب أفضل صوت في مسابقة الشباب العربي في دولة المغرب. 

وتختتم نورة حديثها قائلة:  أجد نفسي بأنني امرأة أسعى وراء طموحي برضا الوالدين ولله الحمد. إضافة إلى أن  المرأة العمانية مبدعة ومكافحة وطمو تسعى وراء طموحها وإبداعها وفنها. 

أما سارة بنت هلال المخينية-فنّانة ومصممة- فتقول:  بعد مرحلة الثانوية العامة، إلتحقت بالكلية العليمة للتصميم بتخصص تصميم الجرافيك، وبعد التخرج والعمل في بعض المؤسسات الخاصة و الحكومية ، فضلت التركيز في تصميم الشعارات و الهوية و الشخصيات الكرتونية، و لأنني أهوى الرسم منذ الصغر، لدي أسلوبي الخاص في الرسم الرقمي  الفن.  

وتضيف: المرأة العمانية مثقفة ومطلعة وشغوفة منذ سنين و تشغل مناصبا عليا ، ومراكزا و إنجازات عظيمة على المستوى المحلي والعربي و العالمي. وترى المخينية أن حضور المرأة  العمانية في مجالات التصميم قوي جداً ، و ثقة المجتمع بها كبيرة، والدليل على ذلك عدة تجارب مررت بها في صناعة التغيير وابتكار الأفكار الجديدة التي نالت نجاحا باهرا في المجتمع.  ووإن كانت ثمة تحديات فهي وجدت لتقوية الذات، والتجديد في المعرفة في المجال و لا تواجهة المرأة العمانية أي صعوبات في هذا المجال. 

لحظات حافلة بالإنجاز 

تقول سارة المخينية عن إنجازاتها: كمصممة أحب الكثير من الانجازات في حياتي وربما هي لحظات خاصة مررت بها خلال ذلك الإنجاز، أحببت اللحظة التي نصحني بها الأساتذة في الكلية لتغير تخصصي من تصميم داخلي إلى تصميم جرافيك وتخرجي بتقدير إمتياز في هذا المجال ، ولأنني تدربت في أكثر من شركة بدون راتب في بادئ الأمر فكان أول اتصال بقبولي في وظيفة حكومية إنجاز ، و من أجمل الإنجازات حين بدأ أسمي بالظهور في الأعمال الفنية الحرة والمشاركة في الأنشطة و المعارض، كُتب عنها في بضع مقالات في مجلة إماراتية ، مما أسهم في نقلي بالعمل في الهيئة العامة للإذاعة و التلفزيون ( وزارة الاعلام حالياً ) . وتضيف: المشاركات الدولية من أجمل الإنجازات حيث أن لي استضافة لعدد من المحاضرات عن طريق منصات إلكترونية على مستوى الوطن العربي، وأخرى في تقديم محاضرات لفعاليات جامعية على المستوى المحلي و الخليجي. ولعل أحدث تلك الانجازات المميزة، اعتماد تصميمي لشعار العيد الوطني الخمسين للنهضة بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد ، حفظه الله و رعاه . 

أما عن مشاركاتها فتقول: المسابقات تطرح على مستوى السلطنة وهي مفتوحة للجميع وقد شاركت في العديد من المسابقات الوطنية و الخليجية ، ونلت شرف الفوز مرتين في تصميم الشعارات في السلطنة ، الأولى حين كنت طالبة فزت  بالمركز الثاني بمسابقة تصميم شعار اللجنة الأولمبية، و الأخرى المركز الأول في تصميم شعار العيد الوطني الخمسين للنهضة. بينما الشعارات الأخرى التي نالت الشهرة و الإنتشار الواسع في السلطنة لم تكن فوزاً بمسابقة ، ولم تكن هنالك مسابقة مطروحة لها ، و إنما كانت من ضمن الأعمال الوظيفية، كوني أعمل في الهيئة العامة للإذاعة و التلفزيون (وزارة الاعلام حالياً )، وهذه الشعارات تابعة للهيئة.

طموحات سارة

أرى أنني أتعلم من الأمس و اليوم  وأنظر للغد بتفائل، وأستفيد و أفيد ، وكوني فنانة و مصممة طموحة و إيجابية ، أبحث دائماً عن الجديد و لا أتردد في طرحة ، أحب أن أتذكر كيف بدأت مشواري ، و أطمح دائماً للأفضل ، لا يوجد خط للنهاية ، بل دائماً هنالك خط لبداية طموح ومشوار جديد. كما أنني لا أجد مجالا للتردد في المشاركة في المسابقات أو في الأنشطة ذات العلاقة، وأرى أن الثقافة التي نتبادلها في مجتمعنا فريدة، وذلك في روح التعاون و الابتكار، و المبادرة في الأنشطة التطوعية، و العمل الجماعي في إيصال الفكرة ، والدعم المؤسسي لنا نحن فئة الشباب في تقديم أفكارنا و مشارعينا العلمية والعملية، فلا يوجد فرق بين المرآة و الرجل في تقديم الجديد و المفيد للمجتمع. 

Exit mobile version