حسناء الداوودية قصة نجاح عُمانية في ريادة الأعمال وعودتها للدراسه بعد 25 عامًا

المجتمع العماني مليء بالنماذج المشرفة التي واجهت الصعاب للوصول إلى أهدافها، ومن بين هذه النماذج المضيئة سيدة عمانية كانت مثالا للتصدي للظروف والسير في طريق النجاح العلمي والعملي.
تحدت حسناء بنت محمد بن خالد الداوودية جميع العقبات التي تواجهها ونظرات المجتمع لها، لتقتحم عالم ريادة الأعمال وتتميز فيها، على الرغم من كونها سيدة تبلغ من العمر 46 عاما وأما لسبعة أبناء.
مصدر الدخل والمستوى المعيشي لدى أسرة حسنا متوسط، فزوجها يعمل عسكريا براتب محدود، لذلك قررت اتخاذ خطوات جادة لتحسين مستوى أسرتها المعيشي والموازنة بين عملها ورعاية بيتها وأبنائها.


عقبات في بداية الطريق
بدأت العقبات تظهر أمام حسناء الداوودية مبكرا، فمع بداية التفكير في دخول عالم ريادة الأعمال وتأسيس مشروع خاص لها، واجهت رفضا من الأسرة بسبب العادات والتقاليد، حيث أن المرأة غير مسموح لها الدخول إلى عالم التجارة والاختلاط بالرجال.
أقنعت “الداوودية” زوجها بالأمر وضرورة العمل للمساهمة في تحسين وضع الأسرة المادي، وبالفعل بدأت في أولى خطوات تنفيذ حلمها؟

بداية المشوار
بدأت حسناء بمفردها لتطوير مهاراتها وتنفيذ مشروعها التجاري دون مساعدة من أحد، وحضرت العديد من الدورات المتخصصة في إدارة المشاريع والتسويق والموارد البشرية وإدارة المؤسسات، وشاركت في حوالي 35 ورشة عمل ودورة تدريبية في هذا المجال.
تقول حسناء: “لله الحمد أن أول مشروع تجاري بدأت به هو روح الشرقية لتجارة البيع الذاتي حيث كنت أوفر ماكينات البيع الآلي لمشروبات القهوة والشاي والحلويات بالدفع عبر الماكينة واستلام الطلب في ثوان، واستمر المشروع لمدة 5 سنوات استطعت خلالها سداد القرض البنكي الذي أخذته للمشروع كما توسعت في العمل في كل أنحاء المحافظة”.
عادت العقبات لتظهر في طريق حسناء مرة أخرى، هذه المرة لم تتمكن من توفير تراخيص استقدام فني متخصص في إصلاح ماكينات البيع الآلي لكونها مقترضة، ولا يمكنها سوى توظيف العمانيين فقط لكنها لم تجد متخصصين عمانيين في هذا النوع من الماكينات.
تواصلت صاحبة المشروع مع عدد من الشركات للبحث عن متخصصين في هذا الأمر، لكن لم ينجح الأمر وتوقف المشروع.

عودة مرة أخرى
على الرغم من توقف المشروع، إلا أن حسناء عادت مرة أخرى لتنهض من جديد وتبدأ عملا آخرا وهو تنظيم الفعاليات والذي استطاعت من خلاله تحقيق النجاح والوصول إلى المرحلة النهائية في جائزة ريادة الأعمال كأحد أفضل 6 مشاريع صغرى.
وتشير “الداوودية” إلى أن أكبر العقبات التي تواجه رواد الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة هو محاولة توفير السيولة المالية للمشروع وضمان دفع الالتزامات المالية للبنوك والموردين والدائنين في مواعيدها حتى لا يخسر الشخص علاقاته معهم، موضحة أنها ما زالت تحاول التغلب على هذا التحدي وخصوصا في ظل هذه الجائحة “كوفيد 19” التي أوقفت نشاط الفعاليات بالكامل.

شغف آخر بالدراسة
لم يتوقف شغف حسناء الداوودية على ريادة الأعمال وفقط، بل عادت لمقاعد الدراسة مرة أخرى بعد انقطاع دام لأكثر من 25 عاما.
وأوضحت: “قصة عودتي للدراسة بدأت بعد أن وجدت أن الأبناء أصبحوا كبارا ومستقلين وقادرين على الاعتماد على أنفسهم، ووجدت أنني يجب أن أستثمر في تعليم نفسي ومواصلة الحلم الذي يشغل فكري وقلبي لذلك قررت أن أبحث عن جامعة تناسب ظروفي المادية والأسرية حتى التحقت بالجامعة العربية المفتوحة بداية عام 2018 وأكملت البكالوريوس في صيف 2020 بمعدل تراكمي 3.91 من 4، وزاد الطموح فسجلت في برنامج الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة السلطان قابوس والحمد لله أكرمني ربي بأن قبلوني مباشرة وأنا الآن أدرس الفصل الأول في الماجستير وما زال الطموح مستمرا”.

حب المغامرة والتحديات
تحب حسناء المغامرة ومواجهة التحديات لاكتشاف قدراتها ومواهبها، فتمكنت من الحصول على بكالوريوس في إدارة الأعمال لربط خبرتها العملية بالمعرفية، وسوف تستكمل مسيرتها التعليمية في مرحلة الماجستير في تخصص إدارة الأعمال.
وتخطط “الداوودية” لتقديم الاستشارات في إدارة الأعمال لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خصوصا للمرأة وصاحبات المشاريع المنزلية، وكذلك تقديم محاضرات وورش في كيفية إدارة المشاريع وقد أفتح مركزا تدريبيا أو حاضنة لرواد الأعمال مستقبلا.

Exit mobile version