إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
حفلت الأراشيف الأوروبية، وبالأخص الأراشيف البريطانية خلال المائتي سنةٍ الأخيرة بالعديد من المعلومات والوثائق والتقارير المتعلقة بعمان بشكلٍ عام، أو ببعض مناطقها أو شخصياتها البارزة، أو بمجموعة من القضايا السياسية والاقتصادية المرتبطة بالسلطنة.
وخلال تصفحي لبعض الملفات المهمة التي تزخر بها مكتبة قطر الرقمية، وأغلبها من سجلات مكتب الهند، عثرت على تقرير يتناول ولاية صور يعود إلى نهاية العشرينات من القرن العشرين، ضمن ملفٍ بعنوان ” ملف XXXVIII/٥ المجلد I صور: نوفمبر ١٩٢٨ – فبراير ١٩٣١”، تحت رقم استدعاء IOR/R/15/6/64، ويحتوي الملف على رسائل وتقارير تتعلق بالاضطرابات القبلية في صور، يتضمن المجلد أيضًا ما يلي: نسخا من استبانات تتعلق بصور؛ قائمة بالنفقات المقدرة للقوات المجندة في مسقط؛ تقارير متعددة عن صور؛ وتقارير بخصوص بناء مركزين للجمارك .
يتكون التقرير من صفحتين تناولت (8) نقاط متعلقة بصور، وهو مرسل من قبل مجلس وزراء سلطان مسقط وعمان إلى الميجر ميرفي القنصل البريطاني بمسقط.
وتكمن أهمية التقرير في أنه ينقل صورةً مهمة لجوانب من الأوضاع الجغرافية والسياسية والاقتصادية لصور خلال العقد الثالث من القرن العشرين، ويشير إلى مصطلحات سياسية وعسكرية واقتصادية مهمة، ويبين نوعية النشاط الاقتصادي للمنطقة في تلك الفترة.
تاريخ إعداد التقرير
يعود تاريخ التقرير إلى 8 شوال من عام 1347هـ الموافق 20 مارس 1929م، وهو مرسل من قبل مجلس وزراء سلطان مسقط وعمان.
محتويات التقرير
يتناول التقرير ثماني نقاط متعلقة بمدينة صور خلال فترة كتابة التقرير، وهي كالآتي:
وسائل النقل:
ذكر التقرير أن هناك عددًا من وسائل النقل المستخدمة، من بينها: النوق، والحمير، ونوع من السفن الشراعية التي تستخدم في النقل الداخلي ويسمى (البدن).
مصادر المياه والطرق الداخلية:
أشار التقرير إلى أبرز الآبار الموجودة في مدينة صور وأماكن توزعها، وهي: ثلاثة آبار في بلاد صور بالقرب من حصن صور وهي بئر الصمغة، وبئر حسا، وبئر الصبيخة، وعمقها يتراوح من 15 – 18 فوت (قدم)، وتمتاز بأن ماءها لا ينقص طوال فصول السنة، وهي مبنية بالحجارة والصاروج.
كما أشار التقرير إلى أنه وجود آبار في منطقتي السكيكرة والسنيسلة، حيث يوجد (11) بئرا في سكيكرة يرد منهن أهالي صور الساحل وعمقهن يتراوح ما بين 12 – 15 قدما مبنية من الحجارة والصاروج ولا ينقص ماؤهن طوال العام بل يزداد مع هطول الأمطار.
كما توجد بئران في منطقة السنيسلة إلا أن الماء قليل فيهما.
أما الطرق من الساحل إلى البلاد سبعة، والسواء ( الطرق المستوية) منها اثنان: طريق الفج وطريق السليسلة ( السنيسلة).
المأكولات:
ذكر التقرير أن أبرز المأكولات الموجودة في صور هي: الأرز، والبر المجلوب من الهند، والتمر المجلوب من عمان، وأن هذه الأنواع يمكن الحصول عليها بكثرة لأنها متوافرة في الأسواق، كما أشار التقرير إلى أنه لا توجد أرض واسعة للزراعة في صور إلا أراضي قليلة.
يوجد حوالي (50) جملًا، وحوالي (50) حمارًا يمكن استخدامها في النقل، ويمكن طلب أعداد إضافية في حالة وجود حاجة لذلك.
السكن:
أشار التقرير إلى أنه لا توجد بيوت مسقّفة صالحة لسكنى العسكر، والخيام مناسبة للسكن، ويمكن في حالة الرغبة في بناء سكن ثابت الحصول على المواد اللازمة كالحجارة، والطين، والأخشاب، والنورة.
وبالنسبة لمنطقة صور الساحل فقد ذكر التقرير أن المواضع الصالحة لإقامة سكن العساكر ليست قريبة من الماء بعكس منطقة بلاد صور.
الدفاع:
حدّد التقرير أربعة مواقع صالحة لإقامة المراكز المناسبة لإقامة العسكر وهي: حسا، الفج، جبيل العيد، البطح.
ذخائر الهندسة:
ذكر التقرير أن الأسلاك المشوّكة هي الأنسب لعمل الأسوار على المعسكرات، وأن أدوات العمل الصالحة هي: المعاول، والمساحي.
كما أشار إلى أن الطرنبات ( مكائن لاستخراج الماء) هي المناسبة لإخراج الماء مع الأنابيب اللازمة لها، وأن التوانكي ( خزانات ماء من النحاس أو الألمنيوم) التي تحمل على ظهور الحيوانات هي المناسبة لنقل الماء، وكذلك القِرَب ( عبوات تصنع من الجلد يحفظ فيها الماء)، ويتم تخزين الماء في التوانكي الكبار المعدّة لذلك.
المرجع
” ملف XXXVIII/٥ المجلد I صور: نوفمبر ١٩٢٨ – فبراير ١٩٣١”، رقم استدعاء IOR/R/15/6/64، مكتبة قطر الرقمية، https://www.qdl.qa/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/archive/81055/vdc_100058739678.0x000047
**صورة الموضوع من الإنترنت توضح جانبًا من ساحل مخرمة في ولاية صور قديمًا**