نظرة أخرى لمشكلة آثار الفيضانات على صور

محمد بن عيسى البلوشي

كل عام وبلادنا العزيزة عمان في خير وتطور وسلطانها المفدى في عافية وسعادة وشعبها الوفي في رفعة وتطور، كل عام وصور العفية وأبنائها الكرام في سلام ورغد عيش، كل عام وأشرعة الصواري مرفوعة في تكاتفها وهمتها للعمل وإعادة إعمار ما قدر الله أن يصير في كونه.

في الحقيقة ما سأكتبة في السطور القادمة، قد يكون مكتوبا منذ ١٩٩٨ عندما تعرضت أجزاء كبيرة من ولاية صور لأنواء مناخية إستثنائية فاضت على إثرها مياه الامطار بشكل كبير وأثرت على الممتلكات العامة والخاصة، وعاد المشهد وتكرر في جونو وفيت وغيرها من الحالات المدارية والانواء المناخية بمختلف مسمياتها، وبقى الحال كما هو عليه حتى اليوم عندما أرادت مشيئة الله وقدره أن تشهد العفية (منخفض الحج) لتعود بنا المشاهد الى تسعينات القرن الماضي، دون أي تغيير لواقع الحال.

ما يؤلم في كل مرة تتكرر فيها مشاهد مفيض مياه الامطار، ما نشاهده من خطر على الأرواح جراء دخول مناسيب عالية من المياه الى المنازل والمباني، وأيضا كمية الضرر المادي المباشر الذي يلحقه، والمعالجات التي تستنزف جيب المواطن والحكومة على حد سواء، وهذا ما يدفعنا إلى أن نطرح سؤالا: لماذا لم يتم حسم موضوع المناطق الواقعة على ضفتي مسار مفيض مياه السد وأيضا مسارات الأودية المغذية له؟

من المهم أن نفكر بطريقة عملية مبتكرة لإيجاد حل مستدام بشكل سريع وعملي لتلك المناطق المنكوبة، وأيضا مستقبل الخدمات العامة الواقعة عليه وخصوصا الخط الرئيسي والشريان المهم للمياه الصالحة للشرب والاستخدام، وبعض مسارات الطرق العامة.

إن مسارات الحلول المستدامة عديدة أمام حكومتنا الرشيدة لاعادة النظر في المناطق المنخفضة جغرافيا في ولاية صور والتي تتأثر جراء الامطار، ولن نحددها في حل واحد بمنح المتضررين أراضي بضعف حجم المنازل الحالية والتي لا تتعدى بعضها 400 مترا بأراضٍ في مناطق آمنة أكبر منها وقد تصل الى 600 مترا ، وأيضا منح أرض إضافية أخرى يتم بسعرها تمويل بناء المنزل وإقامته لعيش الأسرة، هذا بالاضافة إلى تشجيع أصحاب الاراضي البيضاء الواقع على مسار المفيض إلى استبدال تلك الاراضي في مواقع آمنة، وبذلك تكون الحكومة قد عالجت الأمر بشكل سريع جدا وعملي وبأقل تكلفة مالية.

وأيضا من المهم النظر في إعادة تأهيل مسارات مفيض السد والمسارات المغذية له لتكون أكثر كفاءة في تصريف مياه الأمطار إلى البحر وبشكل مباشر وآمن وتحت أي ضغط حالي أو مستقبلي، فالمناطق المحاذية لمسار مفيض سد الحماية هي ضمن النطاق الجغرافي ذات اللون الاحمر، وعلينا الابتعاد عن إنشاء المصالح العامة أو الخاصة على أطرافها.

من الجيد أن نتفهم اليوم أن سلوك المناخ المتغير والمتقلب في السلطنة عموما وولايات جنوب الشرقية والوسطى على وجه الخصوص جراء حدوث الأعاصير والمنخفضات المدارية فيها، يدعونا إلى اعادة النظر في التوزيع العمراني الحالي وذلك حتى لا يتفاقم الوضع في المستقبل ونحفظ بأمر الله ومشيئته الأرواح والموارد التي تصرف في إعادة الأعمار أو الترميم.

Exit mobile version