حتى لا يعود “جونو” إلى صور مجددا

يوسف بن علي البلوشي


مشاهد صعبة ومفاجئة شهدتها ولاية صور في أيام عيد الأضحى المبارك، شاهدناها جميعا بحسرة وأسى ونحن نرى أهلنا وأخوتنا وزملاءنا تغمر المياه منازلهم نتيجة سقوط أمطار الخير والرحمة على معظم مناطق جنوب الشرقية.
المفاجئة التي شهدناها في ولاية صور أن يهطل وادٍ مضى عليه أربعون عاما ولم يشهد نزوله، وكانت الفاجعة أن تفقد الولاية 4 من أبنائها في منخفض أقل ما نسميه أنه خفيف، ما يجعلنا نقول أن القادم من التغير المناخي على الولاية غير معلوم.


وحتى لا تقع الكارثة مجددا، وجب تسليط الضوء على لب المشكلة وأساسها ووضع حلول جذرية لها كي لا تعود مجددا، وكوني من سكان الولاية فإني أرى أن الحلول تتضمن التالي:

1-إعادة تهيئة وتصحيح وضع سد الحماية من المخاطر والمعروف شعبيا “سد وادي الفليج” الذي فاض عن بكرة أبيه وازداد حجم الطين والرمل والشوائب في جسم السد.


2-تغيير مخططات حارة “الجناه وصباخ” الواقعة في قلب صور، وإن كان المخطط المذكور قد توارثه الأبناء عن الأجداد، ولكن لا يمكن أن يمتد الخطأ في ظل التوسع العمراني وتغير مسارات جريان الأودية.


3-تطوير البنية التحتية في قرى الجبال والتي تتأثر هي الأخرى كثيرا عند هطول الأمطار، وهي القرى الواقعة في الطريق إلى وادي “بني جاير وحلم وافتاء ومسلق” وغيرها والتي تعاني هي الأخرى من انقطاع الطرق والاتصالات ولا يوجد لها مسارات بديلة أو احتياطية لاستخدامها في حالات الطوارئ والإنقاذ.


ومع كل التغييرات التي تحصل في المنطقة فإن ولاية صور لم تهدأ منذ فترة طويلة وتزداد كثافة هطول الأمطار والأودية مع توالي السنوات، واشتداد التغيرات المناخية المتوالية.

ومن بين المشاكل التي طفت في الولاية وتحتاج إلى نظرة فاحصة هي انقطاع الماء واستغلال أصحاب السيارات الزرقاء الناقلة للمياه “التناكر” لهذا الوضع ورفع الأسعار والتي وصلت إلى أربعين ريالا، في ظاهرة غريبة من الاستغلال والجشع وعدم مراعاة أحوال المجتمع وظروفه.


لذلك يجب إيجاد بدائل أخرى مثل إضافة محطات المياه وتغيير مسارات الشبكة المائية الموصلة إلى صور وقراها عن مسار الأودية، أيعقل أن يكون خط أنبوب الماء في مسار الوادي أو في قلب السد وكذلك أيضا شبكات الكهرباء.


الجدير بالذكر أن ضعف تصريف المياه في شبكات الطرق الداخلية هو الآخر يحتاج إلى حلول جذرية، حيث لازالت المياه تتراكم وتغمر السوق والحارات الموازية للشوارع الرئيسية والتي تعرقل حركة السير مسببة ازدحاما غير طبيعي.


لكن ما يثلج الصدر في المشهد الأخير أن الولاية تكاتفت مع بعضها البعض في تهيئة سبل وعودة الحياة إلى طبيعتها، ثم فزعة الفرق الخيرية من مختلف الولايات، ولا ننسى أيضا جهود الحكومة التي سخرت جهدها بشكل مكثف من بلدية مصيرة وبلدية مسقط وغيرها.


وخاتمة المقال كل الشكر للجهات التي بذلت جهدا مكثفا وغير طبيعي، ورحم الله المتوفين.

Exit mobile version