سعد المحيجري
زعموا أنَّ المسؤولين….عزيزي القارئ ما رأيك أنْ نجعل هذا الزعم في آخر المقال؛ لكي لا تعيش حالة التناقض الفكري وأنت تقرأ المقال، فأنا أطمع بكامل فِكركَ وأنت بين ثنايا السطور.
زعموا أنَّ مجموعة من المسؤولين أُحِيلُوا إلى التقاعد بعد تفانيهم في أداء وظائفهم، وفي جلسة شبابيّة قال أحد الإخوة – يبدو أنَّه أحد المتأثرين بارتفاع أسعار النفط-: مِن بينهم فلان الفلاني، وأسارير وجهه تُعبِّر عن فرحة قلبه، وقد أتبعها بدعوة عليه، فردَّ عليه شاب آخر بسؤال لم يستطع هو الآخر كِتمان فرحته بهذا الخبر: ولِمَ تدعو عليه؟ فقال: لا يهمنا أمره، ودعنا نأكل الشاورما.
زعموا أنَّ باحثًا عن عمل في يوم منْ أيّام السنة بعد أنْ تناول عشاءه تصفّح (تويتر) علّه يجِدُ رابطًا من روابط التسجيل للوظائف، بينما هو يتجوّل بين التغريدات ما بين ابتسامة ومقطع حزين وآخر مضحك وهناك نصيحة، وشخص يمدح وذاك ينتقد إذ لاحَتْ له تغريدة مِنْ أحد المسؤولين في وزارة من الوزارات يقول فيها: إنَّ الوزارة الفلانية ليس لها دخل في هذا الشأن، وإنَّما هي جهة تنظيميّة فقط، يقول: أطفأتُ هاتفي، وهمَمْتُ بالخروج من المنزل من غمِّ ذاك التصريح، ويدي على مقبض الباب تذكرتُ أنَّ لَجْنَةً معنيّة بمواجهة فايروس كورونا أصدرتْ قرارًا بمنع الحركة في ذاك الوقت.
زعموا أنَّ أحد المتأثرين بارتفاع فاتورة الكهرباء إلى ضعفيّ استخدامه قرّر الذهاب إلى أحد المسؤولين في القطاع المقصود ليضع حدًا لهذا الارتفاع غير المبرّر، وأنَّه لن يسكت هذه المرة، وهو في مركبته أدار المذياع ليسمع آخر الأخبار فإذا بتصريح لأحد المسؤولين لم يسمع اسمه؛ لأنَّه أدار المذياع متأخرًا، يقول: لن تجدوا هذا السعر للكهرباء في المنطقة حولنا، فأسعارنا مميزة. يقول هذا المتأثر: منذ ذلك اليوم زاد لي الطبيب جرعتي من حبوب الضغط.
زعموا أنَّ عميلًا لإحدى شركات الاتصال دفع مبلغًا مقابل خدمة مسبقًا، ولكنَّ الخدمة لمْ تُفَعَّلْ لديه، فأراد الاستفسار عن الموضوع، فأرشده موظّف الخط الساخن إلى تقديم بلاغ، فَلَمْ يتوانَ عن تقديم البلاغ… وإلى وقت كتابة هذا المقال لم يصلْه ردٌّ على البلاغ.
زعموا أنَّ أحد المتأثرين أقصد المستفيدين مِن خِدْمَات مؤسسة تُعنى بتقديم المساعدات قد قرأ تصريحًا لأحد منسوبي الوزارة، يقول فيه: إنَّه لا يحتاج النزول إلى الشارع ليتفقَّد أحوال الناس ومعرفة ظروفهم؛ لأنَّ الموظّفين لديه أحاطوا علمًا وإحصاءً بظروف كل الأسر المعنيّة، حتى أنَّهم لمْ يدعوا له فرصة لإدارة كرسيّه للخروج، يقول هذا المستفيد: بعد قراءتي للتصريح بذلتُ جهدي لأعرف صاحب التصريح فلمْ أعرفه للأسف؛ لأنني ودِدْتُ أنْ أهديَه كتابًا اشتريته قبل فترة ليست بالقصيرة عنوانه “عندما التقيت عمر بن الخطّاب”.
زعموا أنَّ مقطعًا مرئيًا انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي لمجموعة مِن لاعبي إحدى الرياضات الجماعيّة وهم في دولة تبعد آلاف الكيلومترات، هذا المقطع أزعج المحللون الرياضيّون والمهووسون بتلك الرياضة، هذا الانزعاج وصل أثره إلى الاتحاد المعنيّ بتلك الرياضة، وعلى إثْرِه أصدر بيانًا لا يُغني ولا يُسمن من جوع – كما وصفه المحبون- يطمئنُ الجماهير المحبّة على وضع اللاعبين، وأنَّه سيستمر في تزويد الجماهير بمقاطع لتمريناتهم.
زعموا أنَّ أحد أعضاء مجلس الشعب قدْ ثارت حميَّته التصريحيّة بعد اطّلاعه على مجموعة تغريدات لمواطنين يتفاخرون بالأثر الإيجابي الذي أحدثه تويتر وأسهم في تحقيق مطالباتهم في الوقت الذي كانوا ينتظرون الكثير من أعضاء هذا المجلس أنْ يُحْدِثوا التغيير، فقال: نحن أفضل من تويتر، وليست مشكلة أعضاء المجلس إنْ كان المواطن لا يُدرك قوَّتَنا التأثيرية على قرارات الحكومة. فردّ عليه أحد المغرِّدين المتأثرين بمتابعة مسلسلات الكرتون: خف علينا رعد العملاق.
أخي القارئ الآن لستَ مُجبرًا على قراءة هذا الزعم الأخير ..
زعموا أنَّ المسؤولين بعد انضمامهم للحقيبة المسؤوليّة ينضمّون إلى دورات تدريبيّة مُكثَّفة في فنون الرد، لإكسابهم مهارة “الدبلوماسيّة الحكوميّة” في الردِّ على الاستفسارات والمؤتمرات أو حين يتطلّب الأمر منهم إصدار بيان حول موضوع ما.
المصدر جريدة النبأ