صدر للباحث في الشأن البحري، الشيخ حمود بن حمد الغيلاني كتاب “مسيرة فقيه ورحلة عالم”، الذي يجسد تاريخ العلامة الشيخ والفقيه سعيد بن مبارك بن جويد الغيلاني، وذلك عن مؤسسة مزون للطباعة والنشر.
يتحدث الباحث حمود الغيلاني عن الأسباب التي دعته لإخراج هذا الكتاب للقارئ قائلًا: استجابة لرغبة الكثير من الأصدقاء على مستوى سلطنة عُمان عمومًا في كتابة سيرة الشيخ العلامة الفقيه سعيد بن مبارك بن جويد الغيلاني الصوري العُماني، رحمه الله. ويشير الباحث الغيلاني إلى أهمية هذا الكتاب: مما يذكر للشيخ سعيد أنه لم يكتف بالمواظبة على الحضور بمدرسة الصولتية بمكة المكرمة حيث تلقى تعليمه، بل إنه كان أثناء تواجده بمكة المكرمة يتردد في الإجازات على المدينة المنورة، ليحضر دروس عدد من الحلقات والزوايا في الحرم النبوي الشريف، حيث كان يفد إلى الحرم النبوي من غير علمائه الكثير من العلماء والفقهاء والمحدثين والأصوليين والمفسرين واللغويين والأدباء من مختلف البلاد العربية والإسلامية، مما مكّنه من التزود بعلوم وفيرة، والتعرف على المدارس الفقهية بشتى أنواعها.
ويضم الكتاب الذي يتكون من 568 صفحة، عددًا من الفصول، حيث يتناول الفصل الأول مقدمة مختصرة عن تاريخ مدينة صور العُمانية، وأثرها في مسار الحضارة العُمانية عبر التاريخ، حيث اشتهر أهلها بعلوم الملاحة البحرية، والتجارة البحرية التي تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، وذلك ما دلت عليه الاكتشافات الأثرية في رأس الجنز، ورأس الحد، ثم مسيرة قلهات الحضارية المؤكدة من خلال شواهدها الحضارية حتى اليوم.
كما يتناول الفصل الأول النشاط العلمي والثقافي في مدينة صور، فقد عرفت مدينة صور في القرن العشرين وما قبله نشاطًا علميًا وثقافيًا، تميزت به عن قريناتها من المدن العُمانية، فقد انتشرت مدارس الكتاتيب من الرجال والنساء التي كانت تقوم بتدريس القرآن الكريم والعلوم الدينية واللغة العربية ومبادئ الرياضيات كالعمليات الحسابية الأربعة التي كان يحتاج إليها أبناء المدينة خاصة أولئك الذين يرغبون في مزاولة مهنة قيادة السفن (التنوخذة) إضافة إلى أبناء التجار، فقد بلغ عدد تلك المدارس حتى نهائيات النصف الأول من القرن العشرين ما يربو على عشرين مدرسة.
وتناول الفصل الثاني ترجمة الشيخ، ونسبه وأسرته من خلال التطرق إلى أصوله وأفراد عائلته ودورهم النشط في حياة المدينة، أما الفصل الثالث فانقسم إلى ثلاثة مباحث، حيث تناول المبحث الأول حياته العملية، ورحلته الأخيرة إلى باكستان، وأدواره الاقتصادية والاجتماعية والتربوية. أما المبحث الثاني فتناول حياته العلمية، من طلبه للعلم، والقرار الخاص بترك العمل والتوجه للعلم وإصراره على ذلك، ورحلته إلى مكة المكرمة حيث درس، ومن ثم عودته إلى عُمان. وتناول المبحث الثالث شيوخه، وقراءاته، وتلاميذه، ومكتبته، وصلته بعلماء عصره ومكانته العلمية، وآثاره وآرائه.
أما الفصل الرابع من الكتاب فقد تناول مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة، والأسباب الدافعة للتأليف، وموضوعات كتبه ومنهجيته، والقيمة العلمية لكتبه، ومصادره، وتحليلات لكتبه. وتناول الفصل الخامس عددًا من المدارس في حياة الشيخ، مثل مدرسة سالمة بنت مسلم الكثيرية وهي التي تلقى فيها تعليمه الأولي كحفظ القرآن والقراءة والكتابة، ثم سفره إلى اليمن للدراسة، ورحلته إلى باكستان وحضوره الدروس في الجوامع والمساجد، ثم رحيله إلى مكة المكرمة للدراسة بمدرسة الصولتية، ثم تأتي مدرسة دار الفلاح (الغزالي) حيث عمل معلمًا للفقه، ثم افتتاحه المدرسة الصورية الدينية.
وتناول الفصل السادس بعض آراء وأقوال من عاصره من العلماء وأهالي صور وتلاميذه، فيما تناول الفصل السابع قراءات في مؤلفات الشيخ، وتناول الفصل الثامن ما تمت طباعته من كتبه المطبوعة بصورتها السابقة وتصوير بعض من أوراقها، كما تمت إضافة بعض الإشارات في الهوامش للتوضيح.