سالم بن علي العريمي
يمثل يوم المعلم رمزية لها قدسيتها في المجتمعات التي تقدر وتحترم الدور الذي يقوم به ذلك المعلم، فتحتفل بذلك اليوم لتتذكر فيه تلك المكانة الرفيعة وتبرزها للمجتمع وتبعث من خلالها رسائل لمختلف الفئات بأن مكانة المعلم لا يمكن أن تقارن بمكانة اي فئة أخرى كون أن هذه المكانة لها رمزيتها وقدسيتها حيث وصفها أمير الشعراء أحمد شوقي بمكانة الأنبياء حين قال قم للمعلم وفّه التبجيلا * كاد المعلم أن يكون رسولا.
هذه الرمزية تتطلب منا كأفراد مجتمع أن نجل ونقدر تلك المكانة، فأولياء الأمور دورهم أن يربوا أبنائهم على قدسية تلك المكانة من خلال توجيههم لأبنائهم باحترام معلميهم، والتعاون معهم، وكمؤسسات عامة أو خاصة أن تتذكر ذلك اليوم بأبراز تلك المكانة ودعمها معنويا وماديا بمبادرات ترفع من تلك المكانة وتحفز عطائها وجهودها، فالمعلم ليس موظفا يتعامل مع حزمة من المعاملات وينفذ مجموعة من الإجراءات الروتينية الجامدة وإنما يتعاطى مع عقول وعواطف واحاسيس فيربي الاجيال من خلال تقويم سلوكهم وتهذيب أخلاقهم، وصقل مهاراتهم، فهي مهنة ذات دلالات، فدلالتها الاولى انها ام المهن وأساسها فالطبيب والمهندس والمحامي والقاضي .. وغيرها من المهن والوظائف ولدت من رحم تلك المهنة لذلك فالدور المأمل من المؤسسة الحاضنة لهذه الوظيفة أن تنقلها إلى مرحلة المهنة فتعتمد التمهين كون أن المرحلة الحالية تجاوزت النظر إلى التعليم كوظيفه وتمثل الدلالة الثانية أن نجاح أي تنمية مرتبط بتعليم متطور والتعليم المتطور يرتكز على معلم مبدع.
وهنا رسالة إلى كل معلم و معلمة بأن يدرك أن المسؤولية الملقاة على عاتقه تمثل بناء دولة فلابد أن يؤدي تلك الرسالة بكل إخلاص وأمانه، تتطلب تنشئة أجيال وتأهيلهم قيميا وفكريا ومهاريا ليكونوا قادرين على بناء وطنهم، فبناء الانسان هو أساس التطور والنجاح والاساس في بناء ذلك الإنسان معلم، فتحية أكبار وتقدير لمعلمينا وصناع تنميتها.
المصدر: شؤون عمانية