أسماك الزينة بألوانها الزاهية والجميلة والتي يقتنيها البعض لإضفاء جمالية على المكان قد تشكل خطراً يهدد الموارد الحيوية في الوقت ذاته، ومن هنا جاءت فكرة المشروع البحثي “مراقبة أمراض أسماك الزينة المستوردة في سلطنة عُمان” للباحثة حنان بنت حيدر البلوشية، لتحديد المسببات المرضية لمعظم أمراض أسماك الزينة من الطفيليات والفيروسات والبكتيريا والفطريات.
تبحث هذه الدراسة العلمية في موضوع استيراد هذه الأسماك الجميلة والمحتمل إصابتها بالأمراض المعدية دون تطبيق مقاييس الأمن الحيوي عليها مثل الحجر الصحي، حيث يشكل ذلك خطراً بالغاً من خلال انتقال هذه الأمراض من أسماك الزينة إلى الأسماك الأخرى والتي يستخدمها الإنسان في غذائه، ويزداد الخطر أكثر مع عدم وجود المعلومات الكافية عن مسببات المرض، لذلك هدفت هذه الدراسة إلى إيجاد نهج علمي فاعل وسليم، يتم من خلاله تحليل المخاطر وتحديد المسببات المرضية وبناء المقاييس المناسبة للحفاظ على الأمن الحيوي.
وخرجت الدراسة البحثية بملخص يجمع أهم الأمراض والمسببات المرضية التي قد تصاب بها أمراض الزينة.
وتسعى الباحثة إلى تطوير المخرجات البحثية للمشروع ونشر ورقة علمية بنتائج الدراسة بحكم دراستها حالياً في جمهورية كوريا، إذ أن مثل هذه الدراسات البحثية المتخصصة تساعد على تمكين اقتصاديات قطاع مصائد الأسماك في السلطنة من خلال تطبيق استراتيجيات الأمن الحيوي، وتطبيق الإدارة العلمية السليمة في هذا الجانب.
وقالت الباحثة حنان البلوشية: إن هناك ما يقارب 16 ألف صنف من الحيوانات المائية المستوردة بسلطنة عمان وغالباً ما تأتي من الإمارات العربية المتحدة واليمن والهند وبعض الدول الأخرى، إضافة إلى أن استيراد أسماك الزينة التي من المحتمل إصابتها بالأمراض المعدية بدون الإدارة السليمة وتطبيق مقاييس الأمن الحيوي مثل الحجر الصحي سوف يهدد الأمن الحيوي لسلطنة عمان ويكمن هذا الخطر في عدم وجود معلومات عن الطفيليات المسببة للأمراض، إذ نعتمد في سلطنة عمان فقط على إبراز الشهادة الصحية، ولابد من وجود نهج فعال وسليم لتحليل المخاطر من خلال تقييم مسببات الأمراض السمكية وتطبيق مقاييس الأمن الحيوي مثل الشهادة الصحية المصرح بها وإجراء اختيارات التفتيش المتقدمة والحجر الصحي لهذه الأسماك المستوردة.
وأشارت إلى أن عينات الدراسة البحثية تم جمعها من أغلب محلات أسماك الزينة في ولاية مسقط وأغلب الأسماك تم استيرادها من تايلند وسريلانكا وسنغافورة وفي حدود 150 نوعاً، وخضعت كل العينات إلى فحص في المختبر وأخذت العينات من جلود الأسماك والخياشيم بالإضافة إلى فحص داخلي من خلال التشريح، وتم عزل بعض الطفليات لمراقبة دورة حياتها وتسجيل تفاصيل أكثر عنها، مع إجراء اختبارات “بي سي ار” لفحص وجود أي فيروسات في هذه الأسماك والتي أظهرت إمكانية إصابة بعض أسماك الزينة بفيروس “كي اتش بي” مع عدم حملها لأي أعراض لهذا المرض مما قد يهدد الأمن الحيوي في سلطنة عمان وهذا الفيروس خطير للغاية .. مشيرة إلى أن التخلص من أسماك الزينة النافقة لابد أن يكون بطريقة صحية إذ لابد من تجنب رميها في التجمعات المائية لأن بعض الطفليات تعيش حتى بعد نفوق السمك لفترة تمكنها من الانتشار في الثروة السمكية البحرية أو في الأودية أو أحواض الاستزراع السمكي مما يهدد الثروة السمكية التي يتناولها الإنسان.