هل ولاية صور ولادة لفرص العمل؟! للكاتب محمد بن عيسى البلوشي مستشار إعلامي واقتصادي

تاريخيا كانت ولاية صور مقصدا للتجارة ومعبرا للكثير من قاصدي الوصول إلى موانئ العالم عبر سفنها المعروفة، ورغم ذلك كان أبنائها قبل سبعين القرن الماضي يعملون في مدن عديدة ومنها عربية وخليجية، وبعد النهضة المباركة، عاد الكثير منهم ليعمرو البلاد بالفرص التي أتيحت لهم.

لن أخوض في تفاصيل الحكاية، فمن كان يزور سوق صور التجاري وسوق الأسماك والخضروات وسوق التجزئة يرى وجود أبناء العفية وهم يعملون في جميع المهن، فالازدهار التجاري الذي عاشته صور كان مثالا واضحا كيف أن الفرص الجيدة أوجدت أعمالا جيدة وساهمت في استقطاب العمانيين إليها، فلا نكاد نرى غير الصوريين باستثناء محلات البانيان، وهم يعملون في مختلف صنوف العمل الحر.

اليوم تراجع المشهد بشكل ملحوظ جدا فلا نجد الا النذر اليسير من أبناء صور وهم يمتهنون اعمالا  ورثوها عن أبنائهم وأجدادهم، وهذا ما يوضح بجلاء تراجع الدور التجاري الذي عرفت به صور العفية، فما هو المطلوب اذا؟!

إن عودة ميناء صور التجاري سوف يسهم في إعادة العفية الى خارطة المشهد التجاري، فغياب الميناء هو جزء أساسي من تراجع الدور الذي كانت تلعبه أسواق صور منذ قديم الأزل، وأعتقد أن الارقام المسجلة في وزارة القوى العاملة للباحثين عن العمل من أبناء ولاية صور هو كفيل بأن يشرح المشهد بصورة أوضح.

إن إحياء فرص العمل عبر بوابة التجارة والخدمات والصناعة وغيرها من الأدوات الاستثمارية سوف يسهم في تجدد تلك الفرص، وأعتقد بأن على مكتب سعادة محافظ جنوب الشرقية ومكتب سعادة والي صور مسؤولية جسيمة في ارجاع هذا الملف الى المشهد والسعي بجدية عبر لجان المحافظة من إيجاد الحلول المستدامة لها. 

Exit mobile version