حنان معلمة

دخلت معلمة الصف الخامس عند إبتداء الفصل الدراسي، وخاطبت تلاميذها قائلت لهم: بأنها تحبهم جميعا بنفس المقدار. لكن كيف يمكن ذلك، وها في المقعد الأمامي من الصف، صبي صغير يدعى صهيب غالبا ما بدى وحيدا ومنزويا على نفسه. فثيابه غير مرتبة، وشعره غير مسرّح ومنظره تشمئز منه النفس. حتى أن علاماته كانت من أقل العلامات في الصف، ولم تتأسف مرة المعلمة أن تضع له صفرا على الورقة التي كان يقدمها.



في مرة من المرات، كانت المعلمة تراجع ملف التلاميذ، وها هي الآن أمامها ملف هذا الصبي صهيب. وجدت هذه المعلمة بأن صهيب كان من التلاميذ المتفوقين في السنين الأولى من عمره. ثم وجدت ملاحظة في ملفه، كانت قد دونتها معلمة أخرى، معلنة فيها بأن صهيب يعاني من الآلام نفسية في البيت، إذ أن والدته قد أصيبت بمرض خبيث وبحسب قول الأطباء بأنه ليس هناك أي أمل في شفائها.



تابعت المعلمة قراءتها لملف هذا الصبي، حبا لمعرفة المزيد عن أمره.



فقرأت ما كتبته مدرسة الصف الرابع : قالت فيه: إن موت والدة صهيب كان سبب الآلام المبرحة لهذا الولد. فمع أنه يحاول بكل جهده، لكنه لا يحظى بالإهتمام اللازم من والده، وليس هناك من يعوّض حنان أمه... وبأن حالته تسوء يوما فيوما... فقل أصدقائه وها هو اليوم وحيدا وبحاجة الى مساعدة واهتمام.



شعرت المعلمة بالخجل من جراء تصرفاتها مع هذا الصبي، وما زاد على الآمها حزنا، عندما قدم لها الأولاد هداياهم . فكانت هداياهم مزينة وانيقة، أما هدية صهيب فكانت مبعثرة، وملفوفة في كيس من ورق. شكرت المعلمة طلابها جميعهم، وبسبب لجاجتهم فتحت الهدايا في الصف أمام الجميع.



لكن ما أن فتحت هدية صهيب حتى إبتدأ التلاميذ بالضحك، إذ تبين لهم بأن هدية صهيب كانت إسوارة لليد كانت تنقص بعض الفصوص الزجاجية، وزجاجة صغيرة من لكن لم يبقى منها سوى القليل جدا.



أخذت المعلمة الاسوارة ووضعتها على يدها، ثم وضعت ال في حقيبتها وشكرت صهيب على هديته المعبّرة لها.



في ذلك اليوم، وبعد إنتهاء الصف، وقبل خروج صهيب من الصف إقترب من المعلمة وقال لها: لقد كان منظرك اليوم جميلا جدا، كمنظر الماما لما كانت لم تزل على قيد الحياة، كم إشتقت اليها، انا أحب هذه الرائحة جدا، ولذا أحببت أن أهديك اياها...



ما أن خرج هذا الولد، حتى أخذت هذه المدرّسة تجهش بالبكاء ، وصممت، بأنه من اليوم فصاعدا سوف لن تكون مدرّسة لمادة اللغة او الكتابة او الحساب فقط، بل أن تكون معلِّمة لهؤلا الأولاد بكل ما تحمل الكلمة من معنى.



أخذت المعلمة تهتم شخصيا في كل ولد من أولاد صفها، وخاصة صهيب وابتدأ ذهن هذا الصبي ينفتح، فكلما شجعته، كلما كانت تظهر عليه علامات النجاح أكثر. ففي نهاية العام الدراسي كان صهيب في طليعة الصف. وبعد سنة، وجدت المعلمة ورقة تحت باب مكتبها تقول... معلمتي العزيزة أنا صهيب لقد كنتِ أفضل معلمة لي في كل حياتي...



مرت 6 سنين أخرى، وها هي تستلم مكتوب من شاب صغير يدعى صهيب يقول فيه، بإنه لم يرى في كل سنين دراسته الثانوية معلمة نظيرها... ثم بعد مضي 4 سنين أخرى استلمت هذه المعلمة مكتوب آخر... جاء فيه: في بعض الأحيان، كانت الأمور صعبة، لكن رغم ذلك ثابرت في الدراسة... وها بعد قليل سوف أتخرج من الكلية بأعلى رتبة إمتياز دراسية... ثم أضاف... لقد كنت أفضل معلمة لي كل حياتي. كانت من فترة الى أخرى تستلم المعلمة مكتوب كهذا... وأخيرا، وصلها مكتوب جاء فيه: لقد أنهيت علومي الجامعية، وأحببت أن أتقدم أكثر في العلوم، وأود أن أؤكد لك بأنك كنت معلمتي المفضلة... لكن الإسم في آخر المكتوب الآن قد أصبح



الدكتور صهيب .. لقد أصبح هذا الولد دكتورا مهما في مجال الطب.



لكن لم ينتهي الأمر كذلك. فقد إستلمت المعلمة رسالة في ذلك الربيع يقول فيها، لقد تأحببت أن أقترن بفتاة وأود الزواج... ثم تابع قائلا... لقد توفي والدي منذ بضعة سنوات، وكنت أتسائل، هل توافقين على الجلوس في المكان المخصص لأم العريس، على طاولة الشرف؟ لم تتردد المعلمة البتة.



لبست تلك الإسوارة التي قدمها لها منذ صغره، ووضعت من تلك ال التي كانت قد إحتفظت بها. وفي اليوم التالي لحفلة العرس قصد صهيب وزوجته منزل المعلمة العجوز فرحاً والدمع في عينيه وهو يقول: شكرا يا معلمتي لأنك كان لديك ثقة في وبمقدرتي... لكن تلك المعلمة، والدموع تملء عينيها... أجابته ... كلا ... يا عزيزي ... لا تخطئ بقولك هذا... أنت الذي علمتني، بأنني أستطيع أن أعمل فرق في حياة ولد... لم أكن أدري كيف أعلّم، حتى التقيتك



الرساله موجهه لكل معلم او معلمه

ووفقنا الله لما فيه الخير
 
مشكورة أختي دأنة صووووووور



على الموضوع الطيب



بصراحه موضوعك يحرك المشاعر



مشكورة مرة ثانية
 
[align=center]
ZZ26.gif




3sm-3l33.gif




sallam.gif




هلا فيك أختي (( دانة صور ))



قصة جيدة تقودنا إلى الكثير من الدروس التي يجب ان يتعلمها المعلمين والمعلمات وكذلك فئة المربين وألياء الأمور .. إختيارك موقف للموضوع ، سلمت أناملك على ما خطته .



التعليم فن يتقنه المعلم المحب لعمله والذي يتبع الأسلوب المسلي المشوق مع دمج دافع التحدي لتحفيز قدرات التلاميذ على التجاوب وبذل الجهد. وكلما كان المعلم متواصلاً مع تلاميذه توصل لمعرفة كيفية جذبهم واستثارة قدراتهم. وهي عوامل إيجابية لنجاح المعلم في أسلوبه التربوي. وكلما تقرب منهم وحقق رغباتهم بذلوا الجهد لإرضائه. وهذا يدفعهم لاستخدام أقصى قدراتهم للتوصل إلى أفضل أسلوب لتحقيق الهدف.

والمدرسة هي أهم المؤسسات الاجتماعية بعد الأسرة التي يقع على عاتقها إعداد جيل المستقبل لكل مجتمع ورعايته وتأهيله ليصبح فرداً نافعاً لنفسه ومجتمعه من خلال تحقيق احتياجاته وتنمية قدراته.



تحياتي وتقديري لقلمك المتميز .. وبأنتظار المزيد من مواضعيك المتميزة .



دمتي لنا ،،
oknew.gif






ZZ26.gif
[/align]
 
يعطيك العافية (دانه صور)

على ها الموضوع الرائع

وإن نأخذ بها النصائح في المستقبل لأن مهنة التعليم مهنة تربي أجيال مميزين في مجال عملهم

والله يوفقنا إن شا ءالله

تحياتي

دمـعة الغيم
 
عودة
أعلى