المتحف البحري في صور
سفينة (فتح الخير) تعود إلى موطنها الأصلي بالولاية
بعد أن جابت البحار وموانئ الهند وسواحل أفريقيا لمدة 43 سنة
تزخر مدينة صور العمانية بتراثها البحري الذي يبرز الدور الريادي الكبير الذي لعبه العمانيون في مجال الملاحة البحرية
خلال حقبة طويلة من الزمن وحفاظا على هذا الموروث وحتى لا تغيب عن ذاكرة الاجيال فقد اقيم المتحف البحري بولاية صور وذلك بمقر نادي العروبة ليجسد شتى انواع جوانب التراث البحري والتراث المنزلي في بوتقة واحدة وقد انشأ هذا المتحف عام 1987م ومنذ انشائه يقدم خدمة علمية لزائريه من طلاب ومثقفين وسائحين ممن يهمهم البحث عن مكنونات الحضارة العمانية وما اتصف السلف الصالح به من جد ومثابرة في سبيل العيش الكريم.محتويات المتحف
يحتوي المتحف البحري على انواع السفن العمانية بالصور والمجسمات وصور لقباطنتها والبحارة وصناع السفن والموانىء التي كانت ترتادها بالاضافة الى المعدات وادوات الملاحة البحرية من قياسات وخرائط ومخطوطات.
وفي زاوية اخرى تعرض ادوات صناعة السفن وانواع الاخشاب والمسامير والارشادات الضوئية الليلية. كما يشتمل المتحف كذلك على صور لمدينة (صور) عام 1905م وصور لمعالم المدينة وآثارها من قلاع وحصون وابراج الى جانب المساجد القديمة وبعض الشعراء ورجال الطب الشعبي والنقود المستخدمة قديما.
كما خصص جناح للازياء الصورية الرجالية والنسائية واكثرها من صناعة النسيج المحلي والاواني المستخدمة في الطهي والشرب والاغراض المنزلية بشتى اصنافها.
السفينة (فتح الخير)
تعتبر السفينة (فتح الخير) آخر السفن التي كان يضمها الاسطول البحري الضخم الذي كانت تمتلكه ولاية صور والذي كان له الفضل الكبير في التعريف بعمان في شتى الموانىء التي رست فيها سفن ذلك الاسطول حيث تكللت جهود المخلصين من ابناء صور في شرائها واعادتها الى موطنها الاصلي الذي صنعت فيه وتمتاز (فتح الخير) بمتانة صنعها وجودة اخشابها وجمال شكلها مما جعلها تحفة تاريخية تمثل ذلك الماضي المجيد لاهالي صور قباطنة وصناعا وبحارة.
وقد عادت (فتح الخير) الى صور يوم الجمعة الثامن عشر من شهر يونيو عام 1993 بعد شرائها من اليمن.
وقد خدمت هذه السفينة مدة 43 سنة منها 24 سنة في صور و19 سنة في دبي واليمن بعد بيعها وقد ابحرت الى جميع موانىء الخليج والجزيرة العربية وموانىء الهند وسواحل افريقيا الشرقية.
واذا تطرقنا الى تاريخ صنعها فان السفينة (فتح الخير) صنعت في عام 1370هـ الموافق 1951م بحي الرشة بمدينة صور واشرف على صنعها محمد بن خميس الشقاق وتعود مليكتها للنوخذة سعيد بن علي بن خميس ولد شيلة القاسمي وقد استغرق صنعها عاما كاملا وشارك في صنعها عدد من امهر النجارين في ذلك الوقت وهي اول سفينة تتحول من نظام الاشرعة الى محركات الديزل وتم ذلك في عام 1957م.
وتتكون الواحها من اخشاب الساج والبنطيج والسدر والميط والقرط والفيني وقاعدتها من خشب الينجلي اما الصاري فمن خشب الفيني.
اما اكثر النواخذة الذين تولوا قيادتها هم عبدالله بن راشد بن سعيد المهنا السناني رحمه الله وسعيد بن مبارك العتيقي.
ومن المنتظر في القريب العاجل ضم المتحف البحري الى جانب السفينة (فتح الخير) ليكونا معا صورة جلية واحدة لماضي مدينة رفع بحارتها العلم العماني خفاقا فوق امواج المحيط وفي موانىء المشرق النائية مؤكدين البعد الشاسع للتواصل الحضاري العماني مع العالم.
الموضوع للصحفي /عبدالله باعلوي
Copyright © by Sur Oman All rights reserved.