غناء البحر
هي مجموعة من أشكال الغناء يختص كل منهما بواحد من الأعمال التي يمارسها البحارة عند إعداد السفينة للإبحار – وأثناء إبحارها – وعند عودتها من السفر .
ولكل شكل من هذه الأشكال شعره الخاص به والذي يتواكب مع ما يقوم به البحارة ويصحب غناء البحر إيقاع من نوع أو آخر يضبط به البحارة إيقاع ما يقومونه به من عمل .
وإيقاع غناء البحر يتشكل من ثلاثة مصادر : الأول – مجموعة الطبل التي لم تكن سفينة تجارية عمانية تخلو منه وكان البحارة يتبادلون ضرب الطبل فيما بينهم وهم جميعا يعملون
والثاني – التصفيق : وكانوا يؤدونه أثناء قيامهم بالعمل أو يؤديه بعضهم – بالتبادل – لتحميس البعض الآخر من زملائهم0
والثالث – حركة المجاديف وخاصة في القوارب الصغيرة مثل ( الماشوة و السنبوك )0
ولغناء البحر ثمانية أنماط : أولها – شلة الحمول : وهو غناء يؤدى أثناء رفع البضائع على ظهر السفن ويدور حول اشتياق البحارة إلى السفر والدعاء إلى الله – سبحانه وتعالى – أن يكتب لهم السلامة في سفرتهم المقبلة والتشوق إلى أصدقائهم وأحبابهم في الموانئ التي يزعمون السفر إليها 0
والثانية – شلة النازل : وهو غناء يؤدي أثناء إنزال البضائع من على ظهر السفينة ويدور أغلبه حول الشكر لله – سبحانه و تعالى -على سلامة الوصول إلى الميناء وما مر بهم من مخاطر وأحداث وما يتوقعون أن يلقوه من ترحيب من أهل البلاد التي وصلوا إليها 0 أما إذا كانوا سيصلون إلى أرض عمان أو أرض الساحل الأفريقي العماني – في السابق – فيكون الشعر والغناء في الفرحة بلقاء الأهل والأولاد والأصدقاء 0
ثالثا – جرة الماشوة (أو طيحة البحر أو دقة البحر إو جرة السنبوك) : وهو ذلك الغناء الذي يؤديه البحارة على إيقاع مجاديف القارب الذي ينقلهم من السفينة الراسية بعيدا إلى الشاطئ والمجاديف ترتطم بالماء 0 وهو غناء يكثر فيه الحمد لله – سبحانه وتعالى – وشكره على سلامة العودة وهدايته لهم عبر البحر الهائج والأنواء الضارية0
رابعا – نزغ الشراع : وهو غناء يصاحب رفع أنواع الأشرعة المختلفة على السفينة ولكل شراع غناؤه الذي يختلف في سرعته ونصه باختلاف الشراع0
خامسا – صقبة الدجل (الدقل) : وهو الغناء المصاحب لرفع صاري السفينة 0
سادسا – خزر الدجل : وهو الغناء المصاحب لإنزال الصاري0
سابعا – شلة العمار : وهو غناء التسلية والترفيه عن البحارة أثناء إصلاح الحبال ( ليلا أو نهارا )0
ثامنا – شلة الباورة : وهو غناء يؤديه البحارة وهم يرفعون الباورة – المرساه أو الهلب – ولما كانت المرساة ثقيلة الوزن ويحتاج البحارة إلى رفعها في عدة (شدات) فإن إيقاع شلة الباورة يكون – بالضرورة – متزامنا مع كل شدة من شدات السلسلة التي ترتبط بها المرساة . ويصاحب (شلة البارون) تصفيق من البحارة الذين لا يشاركون في رفعها بينما يقوم (النهام) أو المغني المنفرد والبحارة الذين يرفعونها بالغناء تصويتا وردا