فن الرزحة
فن المبارزة بالسيف .. وفن المطارحة الشعرية.
كانت قديما وسيلة للتعبير الجماعي عن مطالب الناس لدى الولاة, كما كانت أيضا وسيلة لإعلان الحرب وحشد المحاربين وإعلان الانتصار أو التوسط بين المتخاصمين من أجل المصالحة بينهم.
تبدأ بصياح الطبول, حيث يجتمع الرجال ليعقدوا أمرهم, ثم يرتجل شاعر كل قبيلة ما يؤرخ به للحدث الذي اجتمعوا من أجله.
كما يجتمع الرجال للرزحة بقصد الترويح عن النفس, واستعراض براعة القادرين منهم على المبارزة والنزال بالسيف والترس, ويتطارح شعراء القبائل براعتهم في أشعار الغزل-المدح-الهجاء-الأحاجي والألغاز. وهي الصورة الأدبية للمبارزة بالسيف.
والرزحة, هي تسمية تشير إلى أن اللاعب بالسيف “يرزح” تحت ثقله-أي ثقل السيف-وأن عليه أن يتحمل هذا الثقل أثناء قفزه عاليا في الهواء والتقاطه عند هبوطه ثانية من مقبضه تمثل نوعا من المباهاة بين رجال الرزحة “مهما كان ثقل السيف أو درجة مضاء نصله”.
وتختلف أنواع الرزحة باختلاف حركة المشاركين بها, ونوع وسرعة الإيقاع الحاكم للحركة, والبحر الشعري الذي يتكون منه غناء شلاتها, ثم الموضوع الذي يرتجله الشاعر.
وأنواع الرزحة أسماء يشير كل منها إلى صفة من صفاتها تتصل إما بالشعر أو الحركة أو تنتسبها إلى بقعة معينة ومن أبرز هذه التسميات, الرزحة المسحوبة وفيها يكون الشعر غزلا أو مدحا.وايضا رزحة الحربيات, رزحة الهوامة, الرزحة الخالدية, رزحة الناحية, وحين تلتقي قبيلتان في رزحة تصطحب كل منها طبلها الخاص بها, وهي الطبول التي غالبا ما تكون موروثة جيلا عن جيل. رفيعة على كال من الوجهين. ولا يصيح طبل الجانب الذي تكون عنده شلة الغناء-أي يكون عليه الدور في الغناء الشعري إلا بعد تلقين الصف لنص “الشلة” شعرا ونغما.
ويتحرك الطبالان بين الصفين المتوازيين المتقابلين حتى يكتمل غناء الشلة. عندها تصمت طبول الجانب لتصيح طبول الجانب الآخر بشلة جديدة غالبا ما تكون ردا على الشلة الأولى ثم تتوالى الشلات الشعرية-غناء-بالتبادل بين الصفين حتى تحقق الرزحة أهدافها المنعقدة من أجلها.