الأخبار المحلية

المعالم الاثرية في ولاية صور تناشد الجهات المعنية لترميمها

تقرير- علي الفارسي: زارت كاميرا "الزمن" أكثر من عشرة شواهد أثرية معروفة ومشهورة في ولاية صور لم يعتن بها أبرزها حصن سكيكرة وهو حصن كبير مساحته تتجاوز ألفي متر مربع يحتوي على عدة آبار كانت تزود مدينة صور بالماء العذب، كان الحصن عامرا بالبشر يقوم بدور حضري كبير عسكري ومدني أما الآن فقد دفنت بعض آباره وأهملت الأخرى بل الأدهى والأمر من ذلك أنها تحولت من منبع ماء صافٍ إلى مكب نفايات

ولبقايا جثث الحيوانات المتعفنة في صورة غير حضارية وغير مستساغة إضافة إلى أنها تشكل خطرا جسيما على السكان فهي مكان خصب للجراثيم وعمقها خطير في حالة سقوط أحدهم. ويتسائل المراقبون عن أسباب عدم ترميم حصن سكيكرة؛ هل لأنه في منطقة بسيطة تعرض لهذا الإهمال أم لأسباب أخرى رغم أن الحصن أثر كبير من آثار أجدادنا التي خلدها الزمان وتم تجاهلها في الوقت الحالي.
والصورة نفسها تنطبق على الأبراج الأخرى المحيطة بولاية صور وفي العيجة وهي أبراج في أغلبها تحتل مواقع استراتيجية فذة تطل على كل مدينة صور وتكشف ما ينوب المدينة من مخاطر، وبالنظر لبناء هذه الأبراج في هذه المواقع الجبلية المرتفعة والبعيدة سنتوصل إلى نتائج ليس أقلها عبقرية الإنسان العماني العسكرية ويده الحرفية التي حولت ملمس الطين اللين إلى جص صلب في وجه الأعادي، هذه الأبراج لو أحسنا ترميمها وتقديمها كآثار سياحية لساهمت بقوة في تطوير الحركة السياحية في الولاية وساهمت في الجذب السياحي، ولبقيت ماثلا حقيقيا يمثل ذاكرة المدينة العمانية وينطق بتاريخها، وكذلك (مربعت الفارس) وغيرها من الشواهد أصابها ما أصاب غيرها وهذه نماذج بسيطة فقط قدمناها كنماذج وليس على سبيل الحصر.
ومن الأبراج المندثرة في ولاية صور ما هو معزول في جزيرة تتكون في حالة مد البحر فيحيط بها من جميع الجوانب وتتصل باليابسة في حالة الجزر مما يضفي جمالاً طبيعيا آسرًا على البرج لو تم ترميمه وتمت الاستفادة منه، وعموما فإن هذه الأبراج كانت ترتفع ارتفاعات عالية حيث تتجاوز ارتفاع المباني المحيطة فتطل على ما حولها من جغرافية وتكشف ما وراء الأكمة. وتتناثر حولها قطع من الخزفيات واللقى التاريخية مما يشير إلى أنها لم تستخدم لأجل الجانب العسكري فحسب بل ربما استغلت في تخزين بعض الأشياء أو مأوى في أوقات أخرى أو حتى سجن لأجل العقاب أو العزل في حالة الأمراض المعدية كالسل أو الجذام.
وفي نفس الإطار ولكن بصورة مختلفة نجد أن ضريحا تم ترميمه وبناء غرفة حوله وسواء كان بناؤها من قبل احد المواطنين او جهة اخرى فإن تصريح البناء يجب أن يصدر من الجهات المعنية مثل وزارة البلديات الإقليمية وهنا الحديث عن ضريح يسمى بضريح "الأدهم" وتروي الحكاية أن هذا الضريح الذي يقع في أعلى جبل مطل على قرية نسمة في ولاية صور كان لإبراهيم بن الأدهم وهو رجل صالح وصاحب جاه توفي ودفن في قمة الجبل، ثم شيد هذا القبر وتم ترميمه وأصبح مزارًا مقدسا عند بعضهم حتى لتجد العمال الأجانب يتوافدون عليه ويتبركون به اعتقادًا منهم أنه يدفع الضرر ويجلب النفع ، ضريح الأدهم بني عليه بناء ثابت وفيه باب ونوافذ والقبر مغطى بالأقمشة الفاخرة والمزركشة ومعطر بالبخور والطيب ولا ينقصه إلا التكييف المركزي في حين تحيط به مجموعة من قبور تطأها إطارات السيارة –أحيانًا- ولم يقم عليها سور بسيط يميزها عن الأرض الخلاء. فأين دور الجهات المعنية ومنها وزارة البلديات الإقليمية ووزارة التراث والثقافة ووزارة السياحة لترميم آثار ولاية صور وأبراجها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى