سكان طينة صور يطالبون بإزالة أشجار القرم
تقرير ــ محمد بن عيسى البلوشي: أطلق أهالي منطقة “الطينة” المحاذية لمنطقة جبل العيد بولاية صور جرس الإستغاثة الأخير بتوجههم للزمن لدرء الخطر المحدق بهم من الثعابين والعقارب والقوارض والحشرات التي تختبئ في أشجار القرم بمنطقتهم، مطالبين وزارة البيئة والشؤون المناخية ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بسرعة التدخل بإزالة تلك الأشجار “نهائيا”. وقال حمد الهاشمي من أهالي المنطقة: نعاني كثيرا من أشجار القرم التي تسبب لنا ذعرا بالمنطقة بسبب وجود الزواحف والعقارب والقوراض بها وانتشار الحشرات بمختلف أحجامها بالإضافة إلى أنها تتسبب بروائح كريهة جدا مما تشكل خطرا على أهالي المنطقة وتهدد حياتهم وصحتهم.
ويروي شهود لــ “الزمن” بأنهم قاموا بملاحقة ثعبان في إحدى أزقة المنطقة وللأسف الشديد توجه إلى إحدى المنازل التي يقطنها “وافدون” معبرين عن أسفهم لحالة الخوف التي تنتاب أهالي المنطقة من هذه الحادثة والتي قد تتكرر بسبب حرارة الجو .
طولها تجاوز 3 أمتار
يشير أهالي المنطقة بأن الجهات المختصة قامت بزراعة أشجار القرم قبل أكثر من خمسة أعوام، ولم تقم بمتابعتها وتنظيفها وتقليمها إلى أن بلغ طولها أكثر من 3 أمتار وتكاثرت بها القوارض بسبب الإهمال في التنظيف مما أوجدت بيئة حاضنة للزواحف من الثعابين وأيضا من العقارب وانتشار الحشرات بمختلف أحجامها وانبعاث الروائح بسبب عدم رشها بالمبيدات بشكل منتظم.
200 متر
تقترب أشجار القرم كثيرا من منازل الأهالي بشكل يصل إلى أقل من 200 متر في بعض الأماكن، ويعلق عبدالله بن عيسى البلوشي: قرب الأشجار من المنازل يسبب خطرا علينا لاحتمالية توجه الزواحف إلى المنازل خصوصا في فترة الصيف التي تظهر فيها بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
الفترة المسائية
تهدد الزواحف والقوراض والحشرات حياة وصحة أهالي منطقة “الطينة” بزحفها نحو منازلهم، ويقول محمود بن عبدالله البلوشي: تعاني والدتي من آثار لدغ الحشرات وتظهر في يدها بقع ، حيث تنتشر الحشرات في الفترة المسائية بشكل كبير جدا نظرا لانخفاض درجات حرارة الجو ولوجود رياح تساعدها على الطيران نحو المنازل القريبة جدا من أشجار القرم.
الحشرات في كل زاوية
أكد محمود البلوشي بأن أهالي المنطقة لا يستطيعون فتح نوافذ منازلهم المبنية بنظام”البيوت العربية” وذلك بسبب دخول الحشرات إليها وتظهر نتائجها على الصحة العامة في نشر الأمراض سواء الجلدية أو تكون سببا في نقل الأمراض المعدية.
حكة بسيطة ثم “ربو”
يوضح الدكتور عبدالوهاب بن عبدالله العريمي استشاري أول للأمراض الجلدية والتناسلية بمجمع صور الصحي بأن بعض لدغات الحشرات تبدأ بحكة بسيطة وقد تتطور بعض الحالات إلى انتشار الحكة في الجسم وقد تصل إلى ضيق في التنفس “الربو” كحالات متطورة جدا حيث يعتمد ذلك على طبيعة جسم المريض ودرجة مقاومته مشيرا إلى أن هناك حشرات قد تكون لدغاتها قاتلة وهنا ندعو إلى دراسة أنواع الحشرات بشكل متخصص حتى يمكننا تصنيف نتائجها بشكل دقيق.
جثة قتيل بين الأشجار
يرى أهالي المنطقة بأن أشجار القرم تهدد أمنهم وسلامتهم، ويرفع خالد بن خلفان العريمي نداءه بشكل عاجل، ويقول: قبل أكثر من عام وجدت الجهات المعنية جثه قتيل تم رميها في هذه الأشجار بهدف إخفائها ولكن رائحتها هي من كشفت الموضوع، وأيضا قبل عدة أيام شهدت المنطقة حالة “سرقة” في منتصف الليل من قبل آسيوي هرع هربا بعد نداء الاستغاثة من قبل المجني عليه إلى تلك الأشجار ولم يستطع الأهالي الإمساك به، مشيرا إلى أن تلك الأشجار أضحت تشكل خطورة أمنية على أهالي المنطقة وأصبحت مرتعا للخارجين عن القانون.
مخلفات المباني
أكد الإعلامي راشد المخيني خلال زيارته لإعداد تقرير مرئي حول هذه القضية البيئية المهمة بأن إحدى مشاهداته الميدانية أوضحت له قيام البعض بإلقاء مخلفات المباني في هذه المنطقة مما يفاقم المشكلة ويوجد بيئة حاضنة للزواحف والقوراض ويحجز المخلفات التي ترمى بالقرب من المنطقة.
تساؤل .. وتهديد
يتساءل أهالي المنطقة المتضررة: كيف تحتفل الجهات بيوم البيئة العماني والتي دشنت ولاية صور احتفالاتها هذا العام تحت شعار “بيئتنا حياتنا”، واليوم لا تحرك ساكنا في أهم مشكلة بيئية تهدد حياة المواطنين بوجود الثعابين والعقارب وأيضا تهدد صحتهم بوجود هذا الكم الكبير من الحشرات والقوارض تحت أشجار القرم الممتدة على طول المنطقة المتضررة، فهل – كما يتساءل الأهالي – حماية البيئة أهم من حياة الإنسان وصحته وسلامته؟!
نداء إلى “البيئة” و “البلديات”
يجمع الأهالي على ضرورة تدخل وزارة البيئة والشؤون المناخية ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بشكل سريع وعاجل في حل المشكلة بإزاله أشجار القرم “نهائيا” من المنطقة بعد القضاء على الزواحف والقوارض والحشرات عن طريق رشها بالمبيدات المناسبة حتى لا تنتقل أثناء إزالتها إلى المنازل القريبة وتتفاقم حجم المشكلة.