متابعة: سعاد العلوية. -أضحى منظر السيارات المعروضة للبيع في مواقف السيارات أمام بناية بيت مجان ومحلات كيمجيز للتسوق في ولاية صور أمراً يزعج القاطن والزائر، فلا أصحاب المنطقة المقابلة لها يجدون شاغرا لسياراتهم ولا الزبائن يحظون بموقف ريثما ينهون قضاء حوائجهم وأعمالهم.
وبالرغم من أن بلدية صور وضعت مسبقا لوحة تحذيرية تفيد بأن المكان ليس لعرض السيارات للبيع وإنما مواقف لسيارات المكان إلا أن المواقف لا تزال مكتظة بالسيارات والوضع على حاله رغم استجابة البعض القليل بعد أن قام أحدهم بإلصاق أوراق كتب عليها ( لطفا يمنع عرض السيارات للبيع فالمواقف مخصصة لسكان ومحلات بيت مجان) وهي ملصقات لا تدل على أنها من جهة رسمية لأنها لا تحمل ختما.
(مرايا) تقف أمام معاناة المتضررين من هذا الوضع خلال السطور التالية:
يقول صالح الحتروشي صاحب مؤسسة صالح بن عبدالله الحتروشي العقارية: مكاتب الشركات تأثرت سلبا لتعطل حركة الزائرين لها جراء عدم وجود مواقف لسياراتهم. علاوة على ذلك فالحال مشابه بالنسبة لموظفي المكاتب بسبب امتلاء مواقف السيارات المخصصة للمكان.
ويقول محمد الداودي موظف في باناسونيك الواقع في بناية بيت مجان: المعضلة الأهم التي نواجهها بسبب هذا الحال أنه لم تعد تتوفر مواقف لتحميل وتفريغ البضائع الخاصة بالمحل، ناهيك عن عدم حصول زبائنا على مواقف لسياراتهم، وهذا كله أثر على كمية المبيعات للمحل منذ امتلاء مواقف السيارات.
ويحكي موظف آخر في (باناسونيك) قائلا: لم نحصد سوى المخالفات المرورية من شرطة عمان السلطانية بسبب إيقافنا لسياراتنا على الممر المتبقي لمرور السيارات، هي مخالفات صحيحة ولكننا غالبا لا نجد موقفا لسياراتنا خاصة أننا موظفون وملتزمون بدوام كامل في الصباح والمساء.
ويعبر المحامي ماجد عبد الحميد ــــ من مكتب محمد العريمي للمحاماة والاستشارات القانونية ــــ عن استيائه من هذا الوضع قائلا: إن قيام الأفراد بإيقاف السيارات وامتلاء مواقف السيارات أمام مقر العمل فيه مخالفة ليست فقط للقانون وإنما يؤدي إلى ارتباك مرور السيارات والمشاة، فالأصل أن المكان هو ممر ضيق ولا يحتمل إلا خط سير واحد بل إن هذه السيارات تقف في هذا المكان بالرغم من وجود لائحة إرشادية بعدم إيقاف السيارات المعروضة للبيع وأن من يخالف ذلك يتعرض للمساءلة، ومع ذلك نجد السيارات تقف في تحدٍ غريب وهي تعمل على إعاقة السير وتجعل هذا الممر مختنقا ضيقا، خاصة أن هناك سيارات تمر من الاتجاهين بالرغم من عدم استيعاب الطريق لذلك، وهذا بدوره يؤثر على عملنا كمكتب محاماة ــــ مقره بيت مجان ــــ من حيث تثاقل الموكلين وتأخرهم عن المواعيد بسبب عدم رغبة هؤلاء الأفراد في تطبيق القواعد المرورية والنظم المعمول بها، فمن الأفضل توفير مكان آخر لعرض السيارات المراد بيعها بعيدا عن مواقف السيارات الخاصة ببناية بيت مجان وما يجاورها.
وتصف منى الرزيقية موظفة بشركة جينتكو معاناتها قائلة: نعاني من عدم إيجاد مواقف ملائمة لسياراتنا وسيارات الزبائن والمخزن أيضا ونضطر لإيقافها في مسافات بعيدة عن مقر العمل بسبب انتشار السيارات المعروضة للبيع على مواقف السيارات مما نتج عنه قلة زبائن المكان.
واجمع موظفون من مطعم بيتزا هت الواقع في بناية بيت مجان وعلى رأسهم (أجيت) مدير المطعم أن زبائنهم يتعرضون للأذى جراء إيقافهم سياراتهم على طريق السيارات المارة لا سيما حين نكون تحت ضغط الطلبيات وامتلاء المكان بالزبائن، وهذا كله لم يكن ليحدث لولا أن المواقف المخصصة لوقوف سيارات الزبائن هي في حقيقة الأمر ممتلئة بسيارات معروضة للبيع. إضافة إلى أننا نخسر الكثير من زبائننا بسبب محدودية بل انعدام المواقف مما يدفعهم الى تغيير وجهتهم إلى مطاعم أخرى وهذا كله يسبب لنا من الكثير من الخسائر المادية.
أما إبراهيم البلوشي مدير عمليات بأسواق كيمجيز بصور فيقول: ضررنا يكمن في تأثر مبيعات المحل حيث نخسر العديد من الزبائن المعتادين على التسوق من فرعنا، ردفا على ذلك وقوع بعض الحوادث جراء التوقف العشوائي من قبل بعض الزبائن لقلة وجود مواقف إضافة إلى الضرر النفسي للزبون جراء تركه لسيارته على طريق السيارات.
خاطبنا.. لكن دون جدوى
ويقول صالح بن عبدالله الحتروشي : لم تتخذ بلدية صور رغم المخاطبات المتكررة الإجراء الرادع حيال هذه الظاهرة. لذا وجب تحرير مخالفات لأصحاب السيارات المعروضة للبيع في مواقف المكان حتى لا تتكرر المشكلة، ولكي يتسنى لأصحاب مكاتب البناية إيقاف سياراتهم بطرق قانونية. إضافة إلى تخصيص أماكن ملائمة لعرض السيارات المراد بيعها.
وتقول منى الرزيقية: نعم خاطبنا بلدية صور وشرطة عمان السلطانية وقاموا بإنزال قرار لمخالفة السيارات المعروضة للبيع لكن دون حراك من أصحابها لتنفيذ القرار. لذا نتمنى مخالفة الخارجين عن تلبية القرار وتخصيص منطقة حرة لهم بعيدة عن مواقف بناية بيت مجان.
خالد المعمري موظف بشركة الشمس للمعادن يبدي عدم رضاه من امتلاء مواقف بيت مجان بالمركبات المعروضة للبيع قائلا: ما يحدث غير مرضٍ لنا رغم أننا توجهنا بمخاطبة المسؤول عن المبنى (بيت مجان) وبدوره ــــ حسب علمنا ـــ خاطب الجهات المعنية حيال هذا الموضوع، حيث أننا نرى أن هذه الإشكالية قد يكون حلها بيد إدارة المبنى.
ويؤكد إبراهيم البلوشي أنه سبقت مخاطبة بلدية صور وكان الرد بأنها مسؤولية شرطة عمان السلطانية، والشرطة كان ردها بأنه ليس لها الحق بمخالفة شخص قام بإيقاف سيارته في مواقف مخصصة للسيارات وأن هذه مسؤولية البلدية. ويقول: أخذنا تصريحا من بلدية صور للسماح بوضع لائحات تفيد بعدم إيقاف السيارات الخاصة للبيع في المواقف الواقعة أمام المحل ونحن في صدد العمل على ذلك..
مساحات لعرض السيارات
ربما باتت الحاجة ماسة لدراسة موضوع تخصيص مساحة لتكون بمثابة سوق لبيع السيارات المستعملة والواردة (حراج) يعرض فيها الباعة سياراتهم بعيدا عن مواقف السيارات في المحال التجارية والبنايات السكنية وبالمواصفات التي قد تتفق عليها الجهات المعنية مع المهتمين بهذه التجارة، وهنا نستعرض جملة من الآراء لقياس حاجة الولاية لهكذا مساحة وما سيترتب عليها من إيجابيات.
يقول فيصل العلوي: نعم هناك حاجة ملحة لوضع مكان أو مساحة مناسبة لبيع السيارات، وتكون مهمة تعيين هذه المساحة من قبل بلدية صور، على أن تكون بالقرب من مركز المدينة لأنه سيكون متاح للجميع سواء الباعة أو الزبائن، شريطة أن لا تفرض رسوم أو ضريبة للمكان، ولا ضرر من تحديد عدد السيارات المعروضة للبائع الواحد.
أما صالح النيادي فيقول: أوﻻ يجب اﻷشارة إلى أن هذا السوق لبيع السيارات المستعملة أو الواردة موجودة في وﻻية صور لكن بطريقة غير مباشرة، أي أنه توجد معارض وهمية لبيع هذه النوعية من السيارة، فمثلا يتفق بعض الشباب لاختيار مكان حيوي مثل وسط السوق أو بجانب المحلات الكبيرة لعرض السيارات المستعملة أو حتى السيارات المستوردة، وبالطبع هذا يوجد العديد المخالفات للقوانين ويسبب في إزعاج الناس والإزدحام في الطرق، وبالطبع لا يخلو هذا السوق غير الشرعي من الغلاء والغش.
لذا من الأولى تخصيص مكان معين يكون بمثابة السوق لهذه السيارات المستعملة أو ما يسمى (بالحراج) نظرا للطلب المتزايد على السيارات المستعملة، ومن جهة أخرى فالسوق المخصص سوف يوفر الكثير من عناء البحث. من جانب آخر تخصيص سوق أو حراج لبيع هذه السيارات سوف يقلل الكثير من المشاكل الموجودة حاليا في هذه النوعية من السيارات مثل العيوب اﻷلكترونية والحوادث، وأيضا يمنع الإحتكار والغلاء في بيع هذا السيارت بحيث تكون هناك منافسة وسوف يتيح للمستثمرين الفرصة للتنافس في هذا السوق وذلك للمصلحة المواطن.
أما عن مكان إقامة هذا السوق فأنا أقترح أن يكون بعيدا عن مركز الوﻻية لتجنب الإزعاج أو الازدحام في الطرق، وربما منطقة صور الصناعية تصلح لهكذا غرض.
ويوافق طارق الغيلاني زملاءه الرأي قائلا: الوﻻية بحاجة ماسة الى مكان مخصص لعرض السيارات المستعملة والسيارات المستوردة بدل عرضها في جوانب الشارع العام مما يسبب في تشويه وإيجاد نوع من الفوضى وقد تسبب أحيانا أخرى في حوادث سير ﻻ قدر الله.
إذ في كثير من الأحيان تعرض السيارت على جانبي الطريق بشكل غير منظم أو مرتب يؤدي الى ايجاد نوع من الفوضى ويسبب إعاقة لمستخدمي الطريق. لذا اقترح بأن يكون هناك مكان مخصص لعرض السيارات بعيدا عن الشارع العام وبذلك تكون هذه المعارض خدمت فئة كبيرة في المجتمع ناهيك عن أن هذه المعارض ستقلل إن لم تقض على الفوضى التي تعم الشارع العام التي تسببها السيارات المستعملة المعروضة على جانبي الطريق.
ويرى حسن العلوي أنه من الأفضل تخصيص حلبة لبيع السيارات بعيدا عن الموقع الحالي حيث أن النشاط التجاري يزداد في تلك المنطقة على اعتبار إن محلات (كيمجيز) من أهم الأماكن الحيوية في الولاية وأكثرها نشاطا، فليس من المعقول عرض السيارات في تلك المنطقة مما يتسبب بالازدحام ونفور زبائن المكان خاصة في أوقات مخصصة من الشهر فور استلام الرواتب تكون المنطقة مزدحمة، فأين يركن الزبائن سياراتهم ومواقف المحلات مزدحمة بسيارات للبيع؟.
يتبقى على الجهات المعنية النظر في الأمر وتسويته نظرا لتأثر أعمال مكاتب الشركات والمحال الواقعة في بيت مجان وما يجاوره، إضافة إلى تذمر زبائن المكان وتناقصهم على مر الأيام .. وتظل هذه دعوة لإيجاد حلول مرضية لجميع الأطراف بغير ضرر ولا ضرار.
لعدم وجود اماكن مخصصة لمعاض السيارات المستعملة ستبقى المشكلة
المجلس البلديومطالب بحل هذة المشكلة و مشكلة توقف الباصات و الشاحنات بالأحياء السكنية و المواقف العامة