الجامع الكبير بصور تعبير عن هوية المدينة العريقة وجوانبها الدينية
صور ـ عبدالله بن محمد باعلوي: تعتبر ولاية صور هي إحدى ولايات محافظة جنوب الشرقية وحاضرتها وتتميز هذه المدينة العريقة بالعديد من المميزات بمختلف الجوانب ومنها الجوانب الدينية وتعبر مساجد وجوامع ولاية صور عن هوية هذه المدينة وشخصيتها الدينية، فمساجد صور ملفتة للنظر لتوزعها في مختلف الحارات ويوجد تقريبا في كل حارة أكثر من مسجدين أو ثلاثة وجوامعها تتنوع مابين القديم والحديث كما تتميز بعض مساجد صور بزخارفها ونقوشها الإسلامية النادرة كونها متأثرة تلك النقوش والزخارف بفنون العمارة الإسلامية.ويعتبر الجامع الكبير من اكبر الجوامع وأقدمها في مدينة صور ، ويقع في حارة الفوارس وسط المدينة حيث تم بناء هذا الجامع منذ قديم الأزل عن طريق أهالي مدينة صور حيث كان سابقا مسجدا صغيرا وتم تحويلة إلى جامع وجدد أكثر من مره من قبل أهالي الولاية وكان حتى عام 1356 ه مبني من الطوب والحجارة ومسقوفا بألواح من الخشب بما في ذلك الأعمدة الحاملة للسقف ويتسع لحوالي 1200 من المصلين وقد أتفق أعيان المدينة والتجار ( أصحاب السفن) على ضرورة ترميم المسجد الجامع وذلك عن طريق فرض ضريبة بنسبة 1% ( روبية هندية) على اصحاب السفن الصورية التي ترتاد المواني الهندية لمدة أربع سنوات يخصص ريعها لتوفير احتياجات أعمال الترميم. وفي عام 1356 ه بدأ العمل في البناء حيث اختير عدد من البنائين المهرة لذلك ولقد كان هذا العمل إنجازا كبيرا حظي بمتابعة واهتمام أعيان المدينة من ذوي الرأي وتم فرش المسجد بأفخر أنواع السجاد ويمتاز هذا الجامع بقبابه الزاهية ، ليشهد بعدها الجامع الكبير بالعديد من الترميمات وأخرها عام 1994م ورمم بالطابع الحديث الذي غير من شكله القديم حيث يوجد في الجامع مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الدينية المختلفة وتقام في الجامع العديد من المناسبات الدينية وحلقات العلم وتحفيظ القرآن الكريم على مدار العام.