القلاع والحصون.. إرث تاريخي
من شواهد الحضارة العمانية –
تعتبر القلاع والحصون البنيان الأثري في قرى ولايات السلطنة أحد عناصر التراث المادي الذي لطالما اعتزت به السلطنة قديما وحديثا.
وتسعى الجهات المعنية في البلاد لاحتواء مثل هذه الآثار والاعتناء بها لتحافظ بلادنا على رموز قوتها في عصور مضت، شاهدة على القوة الدفاعية التي كانت تتمتع بها السلطنة. وولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية كان لها نصيب من القلاع والحصون التي توزعت على أرجاء السلطنة في عصور مضت بالإضافة إلى طبيعتها الساحلية الخلابة التي تسهم في جذب السائح جنبا إلى جنب وموروثاتها الحضارية المادية.
وأشار عبد الله الحجري- مدير دائرة السياحة لمحافظتي شمال وجنوب الشرقية إلى الموقع الجغرافي الذي تحتله ولاية صور بنياباتها من حيث الطبيعة الجاذبة والتي يدلل عليها بالحركة السياحية التي تشهدها الولاية في أوقات متفرقة من العام إضافة إلى الإرث التاريخي الذي تحظى به الولاية في تراثها المادي والمعنوي. ويثمن عبدالله الحجري الجهود التي بذلتها وزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة جنبا إلى جنب في ترميم وصيانة القلاع والحصون التي تمتلكها ولاية صور من أجل الحفاظ على صورة من صور التراث العماني القديم.
صيانة حصن بلاد صور
ويضيف الحجري بالتنسيق بين وزارة التراث والثقافة ووزارة السياحة تمت صيانة حصن بلاد صور أعمالها بتكلفة إجمالية بلغت (259.892) ريالا عمانيا حيث يعتبر حصن بلاد صور من الحصون المهمة في ولاية صور جنبا إلى جنب مع بقية الحصون الأخرى بالولاية كحصن السنيسلة وقلعة العيجة وقلعة الرفصة وحصن بن مقرم بنيابة طيوي وحصن رأس الحد بنيابة رأس الحد وبرج الصمغة. وقد تم إغلاق حصن بلاد صور للصيانة مؤخرا نتيجة للضرر الذي لحق ببعض مرافقة بسبب الأنواء المناخية للإعصار المداري جونو في عام 2007م والإعصار المداري فيت بعام 2010م. وتشتمل مرافق حصن بلاد صور والتي تتوزع على دور أرضي وآخر علوي الدور الأرضي يتمثل في الصباح وهو مكان تواجد العسكر وسكن للعسكر وسجون ومسجدين الأول بداخل الحصن والثاني خارج الحصن وبئر ماء والدور العلوي يتكون من سكن الوالي وبرجين للمراقبة وشملت جوانب صيانة حصن بلاد صور شملت تهيئة كافة مرافقة لاستقبال الحركة السياحية عبر تغيير نظام الكهرباء به بهدف تكييف كافة الغرف وتغير نوعية الإضاءة الداخلية والخارجية به بالإضافة إلى توفير دورات مياه لخدمة الحركة السياحية الزائرة للحصن وتهيئة المداخل وغرفة الحصن للأشخاص ذوي الإعاقة من مستخدمي الكراسي المتحركة. وأضاف ومن المتوقع أن يفتح الحصن أبوابه للحركة السياحية مع بداية شهر يونيو القادم بعد أن تكتمل جوانب التأثيث به.
حصن السنيسلة
ويعد حصن السنيسلة أحد أبرز المعالم التراثية في الولاية حيث يزيد عمره عن ثلاثمائة عام وهو مبني من الحجر والصاروج مشتملا على أربعة أبراج هي (برج الطويان وبرج العرود وبرج المغيرة وبرج المراقبة).
وقال عبد الله الحجري مدير دائرة السياحة تم في الفترة المنصرمة تطوير بعض المرافق في حصن السنيسلة بولاية صور بتمويل مشترك من وزارة السياحة والشركة العمانية للغاز الطبيعي بقيمة إجمالية بلغت (406.136) ريالا عمانيا حيث ساهمت الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بقيمة بلغت (316.192) ريالا عمانيا لتطوير هذا الحصن وساهمت وزارة السياحة بقيمة بلغت (89.944) ريالا عمانيا. ويهدف المشروع إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمسرح الخارجي المفتوح للحصن من 700 فرد إلى 1200 فرد وكذلك تغيير نظام الإضاءة والصوت للمسرح ناهيك عن توفير الحماية اللازمة للحصن وتغيير إنارته الخارجية ورصف الممرات حول المبنى الخارجي للحصن بالحجارة الجبلية وتهيئة مداخل الحصن لمرور كراسي ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير بعض المرافق الخدمية لزوار الحصن كدورات المياه للجنسين وذوي الاحتياجات الخاصة وتنفيذ صالة متعددة الأغراض.
كما شملت أعمال التطوير جوانب المسطحات الخضراء وتعبيد الطريق من بوابة الحصن الرئيسية إلى مبنى الحصن بما في ذلك مواقف المركبات وتوفير منصات المشاهدة للإطلالة على مدينة صور وتهيئة ممشى بالحجارة الجبلية من البوابة الرئيسية إلى جوار مبنى الحصن وتشجيره وإنارته.
تجدر الإشارة إلى حصن أن حصن السنيسلة سمي بهذا الاسم لأنه يقع على سلسلة جبلية مرتفعة بمنطقة السنيسلة بولاية صور ويؤرخ بناءه لأكثر من 300 سنة ويبلغ ارتفاع مبنى الحصن 35 مترا وعرضه 30 مترا. ونظراً لموقعه المرتفع فقد كان يشرف الحصن على الساحل والطريق الرئيسي المؤدي للداخل وتشتمل مرافقة على الدهريز وهو مقر عسكر الحصن والبرزة وغرفة الشيخ والمسجد ومدرسة تعليم القرآن الكريم والسجن وأبراج الحصن الأربعة وخزان الماء.