مراسي

المطرب سالم راشد الصوري.. نموذجا رصد الأصالة والريادة للأغنية العمانية في فترة الستينات

ورقة عمل ألقيت في ندوة الأغنية العمانية في فترة الستينات

تتأثر الفنون الغنائية في شبه الجزيرة العربية بالتنوعات الجغرافية التي تحدد الطابع الصوتي والإيقاعي الذي ينبع من البيئة الجغرافية الناشئة بها ، فالبيئة الصحراوية تمتاز بفنون تختلف عن البيئة الزراعية أو الجبلية أو البحرية .. يضاف إلى ذلك شمال شبه الجزيرة العربية يتنوع بفنونه عن جنوبها وشرقها عن غربها تلك التباينات تعطي الأغنية العربية في شبه الجزيرة العربية ثراء نغميا وإيقاعيا وتعبيرا حركيا وأوزانا تجعل في مجملها ثروة وإرثا حضاريا يعزز مقومات الوحدة الثقافية والحضارية في شبة الجزيرة العربية.
غير أن الباحث في التراث الغنائي في شبه الجزيرة العربية يعيه البحث لما يواجه من ترامي الأطراف والتنوع لكل بلد ضمن إطار شبه الجزيرة العربية بشكل عام . ورغم أن شرق الجزيرة العربية المتمثل بدول الخليج العربي وجنوبها المتمثل بسلطنة عمان واليمن ترتبط ببعض الفنون والعادات والتقاليد المتشابهة باعتبار العمل البحري جزءا لا يتجزأ من البحث عن لقمة العيش في تلك الدول ، إلا أن العامل الرئيسي المشترك يتمثل بوحدتهم في عامل (الهجرة والسفر). ولعل إشارة المسعودي لبعض الأغاني البحرية التي كان يتداولها البحارة العمانيون وهم يقطعون الخليج البربري إشارة واضحة إلى إرتباط الغناء بأعمال البحر عند أهل الخليج العربي يقول المسعودي: وهؤلاء القوم الذين يركبون هذا البحر من أهل عمان عرب من الأزد، فإذا توسطوا هذا البحر ودخلوا بين ما ذكرناه من الأمواج ترفعهم وتخفضهم فيرتجزون ويقولون :
بربري وجفوني وموجك المجنون
جفوني وبربري وموجها كما ترى
كما شرح ابن بطوطة بعض العادات التي جبل عليها أهل الخليج العربي قديما من فنون ما ذكره من عادات أهل ظفار وسلطانها حيث يقول: ومن عادات ظفار وسلطانها في استقبال المراكب الآتية إلى ساحل ظفار وطرقهم في جذب أصحابها وقادتها وركابها إلى الرسو بساحلهم،أنه إذا وصل مركب من بلاد الهند أو غيرها خرج عبيد السلطان إلى الساحل وصعدوا في صنبوق إلى المركب، ومعهم الكسوة الكاملة لصاحب المركب،أووكيله، وللربان ويؤتى إليهم بثلاثة أفراس فيركبونها وتضرب أمامهم الأطبال والأبواق من ساحل البحر إلى دار السلطان .ولعل تلك الأثارالفنية التي تبرز بين سطور المراجع التاريخية تضيئ للباحث أهمية إرتباط الأغنية البحرية بالعادات والتقاليد التي كانت عليها شعوب منطقة الخط عبر التاريخ، رغم أن جانبا كبيرا من التاريخ الغنائي لهذه المنطقة لم يلتفت إليه وخصوصا الجانب البحري. وتشير المصادر : إلى إهتمام العصر العباسي في عهد هارون الرشيد بالغوص على اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي فقد كان هارون الرشيد يعين الولاة على منطقة البحرين للإشراف على الغوص لصيد اللؤلؤ في هذه المنطقة فقد ولى قائده (المعلى) ثم انتقلت هذه الوظيفة إلى( محمد بن سليمان بن علي العباسي) ، ثم إلى (عمارة بن حمزة )، وفي عهد الرشيد كان (مسلم بن عبدالله العراقي ) أحد المسؤلين على تجهيز الغاصة للغوص على اللؤلؤ في ساحل البحرين وقد وقعت في يده درتان أحدهما كبيرة الحجم والأخرى صغيرة باعها للخليفة الرشيد بأسعار غالية . وتؤكد المصادر: أن الدرة المعروفة باليتيمة فإنما سميت باليتيمة لأنها لم يوجد لها أخت في الدنيا ولا قريبة، فقد ذكرت المصادر أن مسلم بن عبد الله العراقي أحد من يجهز الغاصة إلى طلب اللؤلؤ في خلافة الرشيد بالله حصل بيده درتين احداهما اليتيمة والأخرى دونها فحملها إلى الرشيد، وباع عليه اليتيمة بسبعين ألف دينار والصغرى بثلاثين ألف دينار، وانصرف إلى عمان بمئة ألف دينار فبنى بها دارا عظيمة جليلة واشترى ضياعا ودوره معروفة بعمان .ولعل ما أشار إليه المسعودي من علاقة أهل الخليج بالدولة العباسية بالقول : وكان ملاحو الخليج من أبناء عدن وعمان والبحرين وحضرموت وسيراف، قد مهدوا لذلك في أعقاب استقرار الإسلام بالجزيرة العربية فتولوا قيادة السفن بخبراتهم التاريخية قبل الإسلام وبعده . ففي الهند نزل الأسطول العماني بمصب نهر السند وشواطئ الهند، ثم بعث الحجاج بن يوسف بحملة عام (711م) تم خلالها سيطرة العرب على السند ومضت أساطيلهم عبر الطريق البحري منطلقة من البصرة وموانئ الخليج العربي مارة بسواحل آسيا الجنوبية حتى الصين.
فسلطنة عمان : وتسمى قديما مزون ذكرها الحموي قال : المزون وهو من أسماء عمان.
وتتمثل مشكلة الدراسة أن جانبا كبيرا من الفنون الغنائية في تاريخ هذه المنطقة أغفله الباحثون ولم تتناوله المراجع التاريخية بشكل مسهب شكل معضلة في تتبع أصول هذا التراث الغنائي عير التاريخ ناهيك عن فقدان الرعيل الأول دون توثيق فنونهم ، ولعل أهمية هذه الدراسة تكمن في تسليط الضوء على فنون غنائية تعد عاملا مشتركا بين جنوب الجزيرة العربية متمثلة بسلطنة عمان موضوع الدراسة وشرق الجزيرة العربية متمثلة في دول الخليج العربي .

نبذة تاريخية للعلاقة بين شعراء عمان ووسط الجزيرة العربية
الشاعر قطن بن قطن
أشار الأديب خالد الفرج بالقول : ولم يصلنا من أشعار القرون الوسطى إلا النزر اليسير وأقدم من دونت أشعارهم راشد الخلاوي وأبوحمزة العامري من الأحساء وقطن بن قطن من أهل عمان ورميزان وجبر بن سيار من أهل سدير في نجد وقد عاش هؤلاء في القرنين العاشر والحادي عشر من الهجرة . تلك الإشارة التاريخية تؤكد ما صبونا إليه بأن ما قبل تلك الحقبة التاريخية مفقود ولم يصلنا منه إلا النزر القليل في الشعر الشعبي (النبطي) الذي تتناولة الأغنية الشعبية تحديدا في هذه المنطقة من شبه الجزيرة العربية ولعل شعراء عمان في تلك الحقب التاريخية كان لهم إتصال بين أقرانهم من شعراء الجزيرة العربية يتمثل ذلك بقصيدة الشاعر محمد العليمي من وسط نجد وهو يخاطب صديقة الشاعر قطن بن قطن العماني نختار منها الأبيات التالية :
يا زايري في عمان قبل ينجالي جنح الدجى والملا في النوم ذهالي
إلى قوله:
وأنا بديرة عمان عنك منتزح وأنته بوادي حنيفة عالي الأوشالي
وادي حنيفة (مدينة الرياض ) حاليا
وقوله أيضا :
يندبن سور الظعن قطن ولد قطن موري كماة العدا قصاف الأجيالي
ملك عطـــاياه جرد الخيل ملبسه مع كـــل أبجر عطعــاط وصهــالي

كما أورد الأديب عبدالله الحاتم بقوله : نظم الشاعر قطن بن قطن هذه القصيدة وأرسلها إلى أبو محمد البسام في عنيزة وطلب منه حل لغزها ومطلعها :
يا بو محمد لا فجتك أمصيبة طيب الزمان في رغد ما ريت شر
ويا من علـــى البرايــــا بين وعلـــى جميع الخلق بالعلـم أفتخر
ومما تقدم تثبت القصائد المتبادلة بين شاعر عمان من القرن الحادي عشر هجري قطن بن قطن وشعراء وسط الجزيرة العربية في الشعر النبطي تحديدا أن هناك تواصل ثقافيا يجمع أواصره الثقافية الشعر النبطي
الذي يعد العامود الفقري للأغنية الشعبية في شبه الجزيرة العربية .

الأغنية العمانية في فترة الستينات .. سالم راشد الصوري نموذجا

لا يمكن لباحث أن يغوص في أعماق فنون بلد أفضل من أصحاب البلد نفسه وحيث أن صاحب الدراسة ينتمي إلى دولة الكويت الواقعة في أقصى الشمال للخليج العربي كلف بالحديث عن الفنون الغنائية لسلطنة عمان الشقيقة يقف بحذر شديد خصوصا إذا ما أراد الخوض في أمور فنية غنائية ذات جذور تاريخية وأصالة عربية عريقة مثل سلطنة عمان الشقيقة، فلا مكان هنا للإجتهاد الشخصي ، ولعل المخرج الوحيد أن يجد المرء عاملا مشتركا يمكنه من الخوض في مجال الأغنية الشعبية في سلطنة عمان الشقيقة خصوصا في فترة محددة من مسيرة الأغنية العمانية وهي فترة الستينات من القرن الماضي، ولعل العامل المشترك في هذه الفترة التاريخية هو إنتشار غناء الصوت وتداوله بين مطربي الخليج العربي وسلطنة عمان إذا ما أخذ بعين الإعتبار الفترة التاريخية لغناء الصوت في دولة الكويت على يد الفنان عبد اللطيف الكويتي (1901ـ1975) ونفس الفترة التاريخية للفنان العماني سالم راشد الصوري (1910ـ1979) حيث اجتمعا ضمن ميلاد بداية القرن العشرين وتوفيا في السبعينات من القرن العشرين ، ناهيك أن الفنان سالم راشد الصوري عاش فترة من حياته في دولة الكويت ، الأمر الذي يعطي صاحب الدراسة جرعة من الثقة بخوضه دراسة تتضمن الأغنية الشعبية في سلطنة عمان الشقيقة .

شخصية الفنان سالم راشد الصوري:
أشارت بعض المصادر إلى أن الفنان سالم راشد الصوري مارس العديد من فنون الغناء إلا أنه برع بغناء الصوت الذي أشتهر غناؤه أيضا في منطقة الخليج خصوصا مملكة البحرين ودولة الكويت ، ولد الفنان سالم راشد الصوري وتوفي في مدينة صور العمانية (1910ـ1979) وعاش معظم حياته متنقلا بين الهند والبحرين والكويت . ساعده بذلك طبيعة عمله كبحار في السفن التجارية مما أتاح له الفرصة لزيارة المدن الساحلية في اليمن والكويت والبحرين والهند وشرق إفريقيا ، حيث تعلق بسماع المطرب عبد اللطيف الكويتي من خلال تسجيلاته على الأسطوانات لأنواع فنون الصوت، كما تعتبر الهند المدرسة الحقيقية التي إنطلق منها جميع مطربي الخليج في غناء الصوت بحكم هجرتهم طلبا للرزق ، ومن بينهم الفنان سالم الصوري وتحديدا في مدينة بومبي التي جمعت العديد من الجاليات العربية من عمان وحضرموت والكويت والبحرين حيث كانت قبلة الخليجيين وأبناء الجزيرة العربية للتجارة والعمل أوجدوا خلالها وسبلة الترفيه بينهم بأداء فنون (الصوت) . سجل الفنان الصوري إثنتى عشرة أسطوانة سيلك (78 لفة في الدقيقة ) مع شركة HMV في ثلاثينيات القرن العشرين وقد حققت هذه الأسطوانات نجاحا كبيرا على المستوى التجاري خاصة بين السكان العرب في بومبي . في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين وبسبب الظروف الإقتصادية في الهند توجه الفنان الصوري إلى البحرين حيث أصبح فنانا مستقلا يقبل عليه الجميع ، وفي ستينيات القرن العشرين أنشأ شركة انتاج فنية خاصة به أطلق عليها (سالم فون) وأنتج تسجيلات على نطاق واسع في منطقة الخليج مع مطربين أمثال الفنان عبد اللطيف الكويتي والفنان محمود الكويتي . ونظرا لاعتماد الفنان الصوري في شركة انتاجه على اسطوانات الفونوغرافية فلم تكن تلائم سوى الجراموفون حيث تم استحداث أسطوانات الفينيل (45 لفة في الدقيقة) في بداية الستينات حيث أثر هذا التطور على عمله الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشاكل المادية لدية فعاد الفنان إلى مدينة صور عام 1971م . حيث أتمت حياة الفنان الصوري دورة كاملة وعاد إلى نقطة البداية في سلطنة عمان فقام ببث نتاج أعماله إلى قطاع عريض من الجمهور في السنوات الأولى لظهور وسائل الإعلام العامة وعند وفاته سنة 1979م كان الصوري قد أصبح رمزا مهما بالنسبة للشعب العماني ومنطقة الخليج العربي بسبب مساهمته في تطوير فن الصوت في منطقة الخليج العربي.

***

غناء الصوت في التاريخ العربي
تميزت شبه الجزيرة العربية منذ صدر الإسلام بغناء عرف بغناء (الصوت) تناوله المطربون في المدينة المنورة بصدر الإسلام وفي الدولة الأموية في الشام والدولة العباسية في بغداد أشار إليه بإسهاب الأصفهاني بكتابه الشهير الأغاني مشيرا إلى أشهر المطربين الذين تداولوا غناء الصوت في تلك العصور الإسلامية ، وفي الدولة الفاطمية في مصر أشتهر غناء الصوت في القرن الخامس الهجري تناوله صاحب كتاب حاوي الفنون وسلوة المحزون لمؤلفه الحسين ابن الطحان، حيث مثل هذا اللون من الغناء العربي هوية موحدة للغناء العربي الكلاسيكي لجميع أقطار الدول العربية عبر التاريخ ، وما زال غناء الصوت يتداوله أبناء الدول العربية في شبه الجزيرة العربية محافظين على هويتهم العربية العريقة ، فتجد في مكة المكرمة صدح به الفنان علي السندي توفى عام 1985 لم تشر المصادر عن تاريخ ميلاده وفي اليمن أشتهر بغنائه الفنان محمد جمعة خان وفي سلطنة عمان الفنان سالم راشد الصوري وفي مملكة البحرين الفنان ضاحي بن وليد والفنان محمد بن فارس وفي دولة الكويت جملة من الفنانين على رأسهم الفنان عبد الله الفرج . محافظا هذا اللون العربي بهويته التاريخية عبر العصور ، ورغم أن العواصم الإسلامية ذات البريق الحضاري كالشام في الدولة الأموية وبغداد في الدولة العباسية والقاهرة في الدولة الفاطمية وغيرهم أفلت شمسهم الأمر الذي أدى إلى ضياع الكثير من الإرث الفني العربي ـ إلا أن الشواهد تفيد بصمود فن غناء الصوت في منطقتنا الخليجية خصوصا ما حافظ عليه أبناء هذه المنطقة في المهجر (الهند) وعادوا به إلى بلدانهم في منطقة الخليج العربي .
الحديث عن الأغنية العمانية والخليجية بشكل عام في فترة الستينيات إرتبطت بإنتشار وسائل الإعلام والإنتاج وساهم الفنان سالم راشد الصوري بدور ريادي من خلال امتلاكه لشركة انتاج أطلق عليها (سالم فون) وأنتج تسجيلات على نطاق واسع في منطقة الخليج مع مطربين أمثال الفنان عبد اللطيف الكويتي والفنان محمود الكويتي . حيث كانت تلك الشركات الإنتاجية قبلة للفنانين الخليجيين لتسجيل أغانيهم وإنتاجهم الفني ونشرها بين الدول العربية والخليجية، ولا شك أن تسجيل فنون الأصوات من قبل الفنانين ومن بينهم الفنان سالم الصوري ساهم في هذه الفترة بإقبال الجمهور على سماع هذا اللون العربي وإحيائه أمام الجمهور الخليجي .فالحديث عن الفنان سالم الصوري لا يقف فقد كونه مطربا مبدعا بل أحد المنتجين الإعلاميين للأغنية الخليجية والعمانية وأحد أوائل الخليجيين الذين أسسوا إعلاما خاصا لنشرها. يضاف إلى ذلك ما أشارت إليه المصادر بعد عودة الفنان سالم إلى سلطنة عمان عام 1071م حيث عينه السلطان قابوس مستشارا للشئون الثقافية الأمر الذي مكنه من نشر أعماله في وسائل الإعلام المسموعة حديثة التأسيس.

غناء الصوت الصوري
للحديث عن أنواع الغناء الذي تداوله الفنان سالم راشد الصوري لا يمكن حصره في هذه الدراسة ولكنه تميز مع أقرانه الفنانين الخليجيين بغناء الصوت ومن خلال التسجيلات المتاحة لدى صاحب الدراسة تبين أن الفنان راشد الصوري تناول نوعين من غناء الصوت بشكل ملحوظ الأول ( الصوت العربي ) والثاني عرف في دول الخليج ب(الصوت الخيالي ) أوصوت ( الختم ) تمثلت بالنماذج التالية :
أولا الصوت العربي :
1ـ صوت ترى هل علمتم
2ـ صوت يقول خو علوي
3ـ صوت ترى هل علمتم ما لقيت من الصد
ثانيا الصوت الخيالي:
1ـ صوت يحيى عمر
2ـ صوت يا رب سالك بطه
3ـ صوت يا ليل دانه سرى يا العاشقين
4ـ صوت طار قلبي من المجمول طار
5ـ صوت شفت البارحة خلي

النتائج
مما تقدم يتضح أن الرعيل الأول من سفراء الغناء الخليجي قد حافظوا على إرث ثقافي وفني ما كان يصلنا لولا جهودهم وحرصهم على ممارسته رغم ضنك العيش في مهجرهم وبعيدا عن أوطانهم، لذا كان هذا الإرث الفني الوسيلة التي تربطهم بأوطانهم وثقافتهم العربية الأصيلة، كان على رأسها غناء فن الصوت العربي بكل مقوماته الفنية من شعر عربي فصيح أو حميني (نبطي) ومن إيقاعات عربية أصيلة إضافة إلى الألات الموسيقية المصاحبة له مثل آلة العود والمرواس وتعبير حركي مثل (الزفن ) المصاحب لغناء الصوت.
كان للفنان العماني سالم راشد الصوري دور بارز في مواكبة زملائه الفنانين من أبناء الخليج في مهجرهم (الهند) في إحياء هذا اللون الغنائي العربي وإعادته إلى بيئته العربية والخليجية ليجسد تاريخا مسموعا يصدح صداه عبر الزمن في أذان أجيال عشقت هؤلاء الفنانين وأسلوب أدائهم وأصواتهم الجميلة بل يعد الفنان سالم راشد الصوري رائدا بين زملائه الفنانين حيث استطاع بفطنته أن ينشئ شركة إنتاج فني أطلق عليها شركة (سالم فون) ليعطي الأغنية الخليجية بعدا إعلاميا في إنتشارها في الوطن العربي ليحقق بذلك وحدة غنائية لمجتمع خليجي يمتد من الكويت إلى سلطنة عمان الشقيقة ويحافظ بذلك على توثيقها عبر الأجيال.

د. حمد عبد الله الهباد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى