ختام ملتقى عبات الرمضاني تذاكر ودروس وتعاون
كتبت: سُعاد بنت فايز العلوية.
أطلق أهالي قرية عبات التابعة لولاية صور مسابقة بين أفراد القرية تتلخص في إعداد أمسيات ثقافية وترفيهية يستطيعون من خلالها إبراز مواهبهم في مجالات مختلفة مثل فن الإلقاء والإنشاء والتمثيل المسرحي، ضمن اشتراطات معينة يتم على أساسها تقييم الأعمال والتي تم ضمها تحت مسمى (الملتقى الرمضاني1436). حيث تم خلاله تقسيم أسابيع وأيام الشهر حسب جدول مرن معد، حرص مُعِدُّوهُ على احتوائه الدروس المفيدة التي تعزز من ثقافة الفرد في رمضان إضافة إلى غرس السلوكيات المحتمعية الحسنة ومناقشة بعض الظواهر المنتشرة ومخاطرها. وإيقاد روح التعاون والتكاتف بين أبناء المجتمع. وقد ضم الملتقى فصولا متنوعة منها: الدروس والمحاضرات- لقاء الخميس- الإفطار الجماعي- دوري ملتقى شباب عبات الرياضي الثقافي- اليوم الترفيهي- وغيرها من اللقاءات والأمسيات.
دروس وعبر
تنوعت الدروس في (ملتقى عبات الرمضاني1436) بين قراءات في كتب الصيام المختلفة مثل كتاب المعتمد في فقه الصيام للشيخ أحمد الخليلي والشيخ سعيد القنوبي، حيث يعد دليلا للمسلم للتعرف على هو واجب في الصيام ومندوباته ومكروهاته وما هو محرم فيه. حيث يقول الكتاب أن صيام رمضان يعد “مِنَ الفُرُوضِ المؤَقَّتَةِ الَّتي يجِبُ العِلْمُ بهَا قَبْلَ حُلُولِ وَقْتِهَا، وهُوَ -أيضًا- مما يُعْلَمُ مِنَ الدِّينِ بالضَّرُورةِ ومما يجِبُ عَلَى كُلِّ بَالِغٍ عَاقِلٍ أنْ يَعتَقِدَهُ ويَعْمَلَ بِأَحْكَامِهِ حَتى يَعْبُدَ اللهَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنَ العِلْمِ وبيِّنَةٍ مِنْ فِقْهِ الكِتَابِ والسُّنَّةِ”. وكذلك فقد تم تدارس كتيب رمضان شهر يوصلك إلى الجنة وذلك من خلال اتباع ما حث عليه الله تعالى في كتابه وما جاءت به سنة رسول الله عن الأعمال المستحبة في رمضان وكذلك السلوكيات التي يشملها الصيام من صيام النفس عن الهوى واللسان عن الرفث والصخب وغيرها من الأعمال التي تزيد المؤمن قربا من الله كالذكر وتلاوة القرآن والتهجد.
وقد استطاعت هذه الدروس تبيان الأحكام الفقهية للصائم والحث على استغلال الوقت في رمضان . فيما فتنوعت المحاضرات بين الفقهية والقصصية والوعظية والتعليمية والتربوية ألقاها بعض المحاضرين من داخل القرية وخارجها.
لقاء الخميس
كما تم تنفيذ فكرة(لقاء الخميس) والذي يتم كل يوم خميس-ليلة الجمعة- من كل اسبوع على مسرح عبات المفتوح تتداول فيه الأفكار البناءة في حل المشكلات التي تتعرض لها المجتمعات والأسر. حيث تمت استضافة الشيخ الدكتور سعود بن ساعد الحبسي- مدير الكوادر الدينية بدائرة الأوقاف والشؤون الدينية- والذي تحدث عن تربية الأبناء الأمانة المضيعة المشكلة والحلول. وقد أشار إلى أن سوء التربية هي مشكلة عالمية، ولا يمكن حصرها على مجتمع معين أو دولة معينة، والتي قد تنشأ من غياب أو ضعف الثقافة التربوية؛ حيث تعد سببا رئيسا من أسباب مشكلة سوء التربية سواء من الأب أو المعلم أو الداعية أو غيرهم. وأضاف أن التكوين الثقافي والمجتمعي والديني يلعب دروًا مهمًا في التربية؛ فمجتمع سلطنة عمان يختلف في تكوينه عن المجتمعات الخليجية ولكن يشبهها في الدين، والمجتمعات الخليجية تختلف عن المجتمعات العربية، وتتشابه في الدين أيضا. وأشار إلى أن اعتماد الأب على ذويه أو زوجته- اعتمادا كليا- في تربية أبناءه هو مايضعف خبرته في التربية بسبب عدم الممارسة؛ مما ينتج عنه فجوة معرفية بين الطرفين. فيما حمّل الدكتور سعود الحبسي جزء من المسؤولية على المناهج الدراسية للطالب لافتقارها لمعايير التربية والتي كان بإمكانها أن تسهم في تحسين تربية وسلوك الطفل منذ التحاقه بالمؤسسة التعليمية.وأضاف أنه ثمة خلل الحواضن التربوية المساعدة للمربي؛ حيث أن المسجد يُعد حاضنة مجتمعية مهمة، والمجتمع الذي يعيش به دوره لا يقل نهائيًا عن المسجد، فعندما يتعاون المجتمع في تربية الطفل عندها يجد من يقوم سلوكه حتى بغياب المربي الأساسي، والمدرسة حاضنة وهي تلعب دور كبير في التربية، وغياب دورها الأساسي هو مشكلة كبيرة جدًا. كما دعى في محاضرته إلى الممازجة بين متطلبات التربية الحديثة والقديمة، وتغيير الأسلوب بين فترة وأخرى.
كما تمت استضافة الشيخ خالد بن عايش الهاشمي-خبير شؤون دينية بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية- حيث قال: إن الاختلاف الناشئ للمسلم عند دخول شهر رمضان هو دلالة واضحة على فرحة المسلم الصادق بدخول رمضان بحيث تختلف أشياء كثيرة في حياة المسلم، فأكله يكون في أوقات محدودة، وخروجه من بيته يقل عن بقية الأيام والأشهر ،والنفحات في حد ذاتها هو شعور بالجمال الذي يكتنف رمضان، ويكتنف قلب المؤمن الملهوف لشهر رمضان. وأشار إلى أن الأسباب التي تجعل التغيير واضحا على المؤمن في رمضان تعزى إلى أن الله تعالى يزين السماء والكون بالملائكة، وتصفد الشياطين، ويبقى كل الحب والوئام بين أفراد الأسرة الواحدة متناسقًا فيما بينهم، وتجد هذا بين الجيران بعضهم ببعض، بين أصحاب البلد الواحد، وهلم جرا.
وكذلك فإن أبواب الجنة تفتح في رمضان، والمسلم لا يجب عليه أن يسأل كيف تفتح أبواب الجنان، ولكن المسلم المتيقن من دينه يدع مثل هذه الأمور لمن تكفل بها ألا وهو الله تعالى.
وأضاف: إن تجليات البركات والنفحات الربانية نأخذها من قول النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: “ولو علمتم ما في رمضان لتمنيتم أن يكون سنة“.
دوري رياضي وإفطار جماعي
وقد تم خلال الملتقى تنظيم دوري عبات الرياضي الثقافي في رياضتي كرة القدم وكرة الطائرة، وجرت المباريات بين الفرق كل يوم اثنين من كل أسبوع. أما الجانب الثقافي فقد كان عبارة عن مسابقة ثقافية بين الفرق لتعزيز الجانب المعرفي واختبار العملومات العامة للمشاركين .
وضمن فعاليات ملتقى عبات الرمضاني اجتمع أهالي القرية في تنظيم إفطار جماعي في مسجد عبات، بنية الأجر ومن مبدأ التعاون والمساهمة لوضع بصمة رمضانية مختلفة، بمشاركة أصحاب الأيادي البيضاء من أبناء القرية والقرى المجاورة.