نيابة طيوي .. كنزٌ سياحيٌّ غير مستغلٍ جيدًا!
إقبالٌ سياحيٌّ طوال العام وأماكن خلابة تعاني ضعف الخدمات –
طيوي – سعيد بن أحمد القلهاتي –
تكتسب نيابة طيوي التابعة لولاية صور شهرة واسعة في المجال السياحي بفضل موقعها الجغرافي المتميَّز حيث تجمع تضاريسها بين الجبال وبين زرقة مياه بحر عمان، فضلا عما حباها الله به من مناظر خلابة وأودية خصبة وشواطئ ممتدة شكلت عددًا من المواقع ذات جذب سياحي يقصدها السياح في مختلف أوقات السنة دون تمييز.
ومن أبرز المواقع السياحية في نيابة طيوي وادي شاب الذي يقع على مدخل النيابة من الجهة الغربية ويشهد حركة سياحية نشطة نظرا للمقومات السياحية التي يمتاز بها والتي اشتهر بسببها عالميا وإقليماً ومن أبرزها منظره الخلاب وامتلاؤه بالمياه العذبة التي تلامس مياه البحر، واحتواؤه على الأشجار الجميلة المنتشرة على ضفافه. ووادي طيوي الواقع على مدخل النيابة من الجهة الشرقية ويتميَّز باتساع رقعته وطول مساحته التي تبلغ نحو أحد عشر كيلومتراً يقطعها السائح وسط الأشجار الكثيفة المنتشرة على جنباته بواسطة المركبات خلال طريقه الذي تم تعبيد جزء منه.
كل هذه وغيرها من المقومات السياحية أعطت الوادي طابعا ومنظراً جمالياً يضفي على نفس السائح البهجة والسرور. ويعد شاطئ جريف هو أحد المواقع السياحية في نيابة طيوي إذ تزينه رماله الفضية وساحته الواسعة وهواؤه العليل.
وتشهد هذه المواقع وغيرها حركة سياحية نشطة في الإجازات الرسمية ولا يكاد يرى الناظر بقعة صغيرة بهذه المواقع تخلو من المركبات أو الأشخاص، ولكن تبقى هناك تساؤلات السياح عن المرافق والخدمات السياحية التي يمكن أن تكون أحد الروافد لازدهار الجانب السياحي في هذه النيابة بمناظرها الخلابة التي تكفل للسائح ما يحتاجه أثناء إقامته.
المرافق السياحية
«عمان» تابعت هذا الموضوع أثناء إجازة نهاية الأسبوع لمعرفة ما يتطلع إليه السائح، حيث قال عبدالمجيد بن منصور الرحبي أحد الزوار: «نيابة طيوي تحتوي على مواقع سياحية جميلة فضلاً عن وجود الطريق المعبد الموصل إليها وهذا ما شجعنا على زيارة هذه المواقع إلا أننا عانينا من عدم توفر المرافق السياحية كالاستراحات والمطاعم والمرافق الصحية، فلو تدخلت الجهات المعنية لتوفير هذه المستلزمات التي بدورها تشجع على ارتياد هذه المواقع سيصبح أمر هذه المواقع السياحية أفضل مما هي عليه الآن».
دورات المياه
وقال محمد العلوي: «وادي طيوي فسيح وشاسع المساحة إلا أنه ينقصه العديد من المرافق اللازمة كدورات المياه والاستراحات والمقاهي، ولا أبالغ إذا قلت إننا اضطررنا والكثيرون من السياح للبحث عن دورات المياه لدى منازل السكان في طيوي. ولذلك ينبغي التدخل في هذا الأمر والاهتمام به».
زحام الطرقات
وقال مبارك المرزوقي : «أزور نيابة طيوي بين الحين والآخر للاستمتاع بمناظرها الجميلة وقضاء وقتٍ جميلٍ بها للترويح عن النفس، إلا أنني كلما أحضر إلى طيوي أتفاجأ بوجود عدة عوائق وعراقيل تقف أمام السائح، ويبقى معها في حيرة من أمره، و من أهم هذه العوائق عدم توافر المرافق اللازمة كالاستراحات والمطاعم والمرافق الصحية ناهيكم عن ازدحام طرقات الأودية بالمركبات الكثيرة نظراً لعدم وجود مواقف لهذه المركبات فيضطر قائدوها لإيقافها على جانب الطريق آخذاً جزءًا منه مضيقاً بذلك على مستخدمي الطريق. إن الأمر يتطلب وجود مواقف للمركبات حتى تتيسر حركة الناس».
إدخال التعديلات
ويناشد محمد الوهيبي الجهات المعنية التدخل في أمر السياحة في نيابة طيوي مخافة عزوف الناس عن هذه المواقع وعدم إقبالهم عليها، ويدعو إلى إدخال بعض التعديلات والتحسينات، وإيجاد بعض المرافق المهمة التي من شأنها أن ترفع من مستوى السياحة في طيوي.
منتجع وادي شاب
وقال أحمد بن مبارك المقيمي أحد القائمين على إدارة منتجع وادي الشاب: «إنَّ منتجع وادي شاب بالرغم من تعدد غرفه ومرافقه حيث يحتوي على (34) غرفة متعددة المستويات إلا أنَّه يواجه اكتظاظاً شديداً بالنزلاء خلال فترات الإجازة وسرعان ما تمتلئ مرافقه بنزلائه مما يدفع بقية السياح للذهاب إلى ولاية صور للاستئجار هناك ومن ثم يأتون إلى المواقع السياحية في نيابة طيوي».
كنز سياحي
وفي لقاءات «عمان» مع أبناء النيابة قالت سالمة بنت نصيب: «تعتبر المنطقة الممتدة من قرية ضباب وحتى نيابة الأشخرة كنزا سياحيا وطبيعيا لم يحسن استغلاله، ونيابة طيوي كما هو معروفٌ عنها تعتبر موقعا سياحيا يقع في هذا الخط الممتد الذي يتميز بجماله الطبيعي وتنوعه البيئي وثرائه السياحي، حيث تتميز طيوي بوجود كافة البيئات الطبيعية التي تعتبر مزارات سياحية والكثير من المعالم التي لا يتسع المجال لذكرها، وأمام كل هذه الطبيعة لا يوجد استثمار ولو لجزء بسيط من هذه الثروة الوطنية، فهناك دول لا تملك جزءًا من هذه المقومات ولكن بجهود وخطط موجهة تدر مثل هذه المواقع دخلا ضخما عليها، لذلك تئن النيابة في أيام المناسبات والإجازات الرسمية بتكدس السياح والسيارات بشكل غير منظم باحثين عن مكان للاسترخاء بعد التجوال في الأودية والشواطئ فلا يجدون إلا ظلال الأشجار أو الرصيف البحري أو ملعب أطفال بسيط مع العلم أن الرصيف البحري وملعب الأطفال هي مشاريع بلدية ممولة من شركات محلية، أما دورات المياه فيوجد موقعان في النيابة يستقبلان آلاف الزوار في اليوم الواحد، لذلك فإن المساجد وبيوت المواطنين هي الملجأ أمام السياح في الكثير من الأوقات.
وأضافت سالمة : لدينا الكثير من الطموح والآمال لنيابتنا ولكن بطء الدراسات وعدم خروج مشاريع سمعنا عنها للنور تجعلنا نتمنى لبلادنا الأفضل وكلنا ثقة في أن المستقبل في السياحة ونتمنى أن تخرج الدراسات لواقع التطبيق وأن تبذل الجهود للتسريع بعملية الانتقال لصناعة السياحة وأن تفتح مجالات الاستثمار السياحي للمستثمر العالمي والمحلي خاصة المؤسسات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لما لها من دور في توفير الخدمات للسائح وفرص عمل ودخل للمواطن».
وجهة سياحية
وقال سلطان بن أحمد الصلتي: «في الحقيقة نيابة طيوي وجهة سياحية لأفواج كبيرة من السياح يرتادونها طوال أيام العام إلا أنه في وقت الإجازات الرسمية تعجُّ المواقع السياحية بالنيابة بكم هائل من السياح سواء كانوا من داخل السلطنة أو من خارجها وبالتالي تكتظ الطرق والأزقة في النيابة كثيرا بالمركبات والأشخاص الأمر الذي يؤدي إلى حدوث اختناقات مرورية لا سيما في طرقات الحلل الجبلية نظرا لضيق طرقها، ولذلك فإن تهيئة طرق النيابة لمثل هذه الحالات وتوسعتها وإيجاد المواقف المرافق الضرورية التي تخدم الجانب السياحي أمر مهم ومطلب حيوي».
أماكن الإيواء
وقال علي بن راشد القلهاتي: «إن تعدد المواقع السياحية في نيابة طيوي شيء ملحوظ ولذلك فإن السياح يتوافدون إليها بأعداد هائلة وتكثر الأعداد السياحية في إجازات نهاية الأسبوع وعلى الرغم من أن النيابة وسكانها يرحبون بكل من يزور النيابة ومواقعها السياحية، إلا أن هناك ملاحظات يتطلب الوقوف عليها والأخذ بها وذلك لتحقيق مزيدٍ من النجاح للجانب السياحي في هذه البلدة العريقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر توفير المزيد من أماكن الإيواء للسياح وإنشاء المطاعم والمقاهي التي توفي الغرض المطلوب وتغطي حاجات هذه الأفواج السياحية، كما يتوجب إتاحة الفرص وتسهيل وتبسيط إجراءات إقامة فنادق أو شقق فندقية أو منتجعات في المزارع، وأيضا إيجاد مرافق صحية عند المواقع السياحية، بالإضافة إلى العمل على تهيئة الطرق الداخلية لمواجهة الازدحام المروري الذي يحدث عند توافد السياح».