يبدأ اليوم موسم صيد الحبار ويستمر لمدة ستة أشهر
يبدأ صباح اليوم موسم صيد الحبار في مياه السلطنة للعام الجاري 2016م والذي يمتد من شهر أغسطس الحالي إلى نهاية شهر يناير من العام القادم 2017م حيث يتوجه الصيادون الحرفيون في محافظات جنوب الشرقية والوسطى وظفار وعلى شكل مجموعات إلى مصائد هذه الثروة وأماكن تجمعها في الولايات الساحلية بتلك المحافظات.
وقد أكملت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظة ظفار والمديرية العامة للثروة السمكية بمحافظة جنوب الشرقية وإدارة الثروة السمكية بمحافظة الوسطى استعداداتها لإنجاح هذه الموسم ذي الأهمية الاقتصادية للصيادين الحرفيين وقد تم تكثيف الجهود التوعوية والإرشادية والإعلامية الموجهة للصيادين الحرفيين وتعريفهم بفترة موسم صيد الحبار والأدوات والمعدات المسموح بها في عمليات صيد الحبار وكيفية تجنب مخالفات الصيد في موسم صيد الحبار حيث نظمت دائرة الإرشاد وللجان السمكية بالمديرية العامة لتنمية الموارد السمكية في وزارة الزراعة والثروة السمكية عددا من الفعاليات الإرشادية، كما سيتم تكثيف عمل فرق الرقابة السمكية من قبل دائرة الرقابة والتراخيص السمكية بالمديرية العامة لتنمية الموارد السمكية بالوزارة لتطبيق قانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية خلال الموسم وبالتعاون مع الصيادين الحرفيين وذلك للمحافظة على هذه الثروة واستدامتها وحمايتها من خطر النضوب والمحافظة أيضا على البيئة البحرية بمكوناتها المختلفة من مخاطر التلوث.
وفي السياق ذاته قام مركز العلوم البحرية والسمكية ومركز الاستزراع السمكي بالمديرية العامة للبحوث السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية بتنفيذ عدد من الدراسات والبحوث العلمية عن ثروة الحبار في مياه السلطنة ومعدات الصيد وطرق وتقنيات استزراع ثروة الحبار بهدف المحافظة على هذه الثروة واستدامتها.
ويبشر موسم صيد الحبار للعام الحالي 2016م بإنتاجية جيدة حيث تواجدت في المياه العمانية ومنذ بدء العام الجاري العديد من أنواع الأسماك والثروات البحرية وطوال الأشهر السبعة الماضية لم تشهد الأسواق المحلية نقصا في كميات الأسعار وبالتالي لم تظهر مشكلة ارتفاع أسعار الأسماك في السوق المحلي وظلت الأسعار في مستوى منخفض ووصلت أحيانا في بعض الأسواق السمكية المحلية لمستويات قياسية من الانخفاض لم يشهده السوق المحلي خلال السنوات القليلة الماضية.
وثروة الحبار والتي تعرف محليا باسم: (الغترو) تعتبر من مجموعة الرخويات وتعيش في بيئات بحرية متنوعة فبعض أنواعها قاعية تعيش في مناطق الشعاب المرجانية ومسطحات الحشائش البحرية والبيئات الرملية والطينية والصخرية وأنواع أخرى تكون شبه قاعية أو سطحية ويتواجد الحبار على طول الشريط الساحلي الممتد من محافظة جنوب الشرقية ومحافظة الوسطى إلى بعض ولايات محافظة ظفار والحبار من الثروات الموسمية التي تؤمن لقمة العيش لكثير من الأسر ويخرج أغلب صيادي القرى الساحلية في المحافظات الثلاث لاصطياد وجمع هذه الثروة لحاجة السوق المحلي والخارجي لهذه الثروة ولقيمته الغذائية والاقتصادية حيث يعد الحبار من أهم مكونات التصنيع الغذائي وتدخل في العديد من الصناعات السمكية الغذائية ومنتجات القيمة المضافة.
ويعد الحبار مصدرا أساسيا للبروتين وهو غذاء صحي لقلة الدهون فيه ويقي من العديد من الأمراض وقد جاءت تسمية هذه الثروة باسم الحبار لما يفرزه من مادة حبرية توجد في جسمه وفي وقت الخطر وأثناء الدفاع عن نفسه أمام الكائنات البحرية الأخرى حيث يفرز تلك المادة المكونة من الحبر للتمويه وتعكير مياه البحر بالحبر مما يتيح له الهروب من أعدائه أو حتى من شباك الصيادين ويصدر الحبار إلى الكثير من الدول الآسيوية والأوروبية وغيرها من بلدان العالم لقيمته الغذائية العالية وحاجة السوق الخارجي إليه في صناعة الغذاء.
ويعد موسم صيد الحبار والذي يبدأ اليوم ثاني مواسم الصيد للثروات البحرية في مياه السلطنة خلال العام الجاري 2016م حيث بدأ موسم صيد ثروة الشارخة في شهر مارس الماضي واستمر على مدى شهري مارس وأبريل الماضيين وكانت المؤشرات الاقتصادية للموسم إيجابية من حيث كميات الإنتاج وأحجام الشارخة التي تم صيدها وكذلك الأسعار التي كانت مناسبة للمستهلكين.