ميكونو في عمان
الكاتب: محمد بن عيسى البلوشي*
الحمد لله حمد الشاكرين والذاكرين، الحمد لله حمدا كثيرا طيبة مباركا كما ينبغي لجلال وجه ربنا ولعظيم سلطانة.
مر الإعصار وأثبتت الحالة المدارية الإستثنائية التي مرت بها السلطنة (مكونو)، بل وأكدت من جديد أن عمان من مسندم إلى ظفار ومن البريمي والظاهرة إلى الباطنة والشرقية ومن مسقط إلى الداخلية والوسطى، جسد واحد ينبض بحب أبنائه الأوفياء، كيف لا وقلوب أهل عمان قاطبة كانت في ظفار والوسطى مع مرور الأعصار.
ما نستنتجة من هذه الحالة المدارية، كيف كانت جاهزية المؤسسات جميعها بلا إستثناء للتعامل مع الآثار المحتملة التي تنتج في مثل هذه الظروف، فتمت ولله الحمد كافة العمليات بطريقة منسقة ومنتظمة، وساعد في ذلك التجاوب الذي حظيت به الرسالة التوعوية والتوجيهية من قبل المواطنين والمقيمين.
وما نسجلة لوسائل الإعلام جميعها ولزملائنا الإعلاميين خاصة، هذا الجهد الكبير في التغطية الإعلامية وموفاه المتابعين من داخل وخارج عمان بالصورة الكاملة، وتوعية أفراد المجتمع بأهمية التجاوب مع الرسائل التحذيرية التي كانت تصدر من الأرصاد الجوية، ومواصلة التغطية بشكل محترف دون توقف. وهذه إحدى الدروس الميدانية في كيفية إدارة الأزمات الإعلامية التي يمكن أن يستفاد منها.
ربما ما كان يزعج البعض هو تداول بعض الإشاعات التي ظهرت وقت مرور الإعصار، ولولا متابعة الجهات لها ورصدها ونفي ما فيها من معلومات مغلوطة لكان انتشارها أمرا مزعجا وغير مرغوب به، ولكن رسالتنا المتجددة للجميع بأن نتأكد دائما من المعلومات التي تردنا قبل إعادة نشرها في المجموعات أو عبر منصات التواصل الاجتماعي.
أعتقد بأن المرحلة المقبلة يحتاج منا التكاتف من أجل معالجة الأضرار، وهذه دعوة لجميع الشركات والمؤسسات بأن تبذل جهدها وتساهم لاعادة تصليح الأضرار سواء في الممتلكات العامة من طرقات أو منازل المواطنين وأيضا بتقديم كافة أوجه العون اللازم. ودعوة للشباب المتطوعين بأن يعملوا بجهود منسقة مع الجهات المعنية وذلك حتى نترك أثرا حيويا في أسرع وقت ممكن.. وكلمة شكرا ووفاء لجميع من عمل خلال المرحلة الماضية وسيعمل في المرحلة اللاحقة.. والحمد لله من قبل ومن بعد.
*كاتب وصحفي عماني