محمد بن عيسى البلوشي يكتب: كورونا وفرص الذكاء الاصطناعي
محمد بن عيسى البلوشي*
أحدث موضوع كورونا قلقا عالميا واسعا إزاء تفشي الأوبئة في ظل سرعة حركة الإنسان وارتباطه مع أقطار العالم، فلم يظهر هذا الوباء في الصين إلا وتحرك في غضون اسابيع معدودة ووصل إلى معظم بلدان العالم، ليجعل من حكوماتها ترفع حاله التأهب إلى اللون الاحمر وتوقف جملة من الأنشطة الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية، وظهر سؤال مهم كيف للبشرية أن تواجه هذا الوباء – عافنا الله جميعا منه- في ظل تحدي صعوبة الكشف عنه بسرعة؟!
حديث جمعني مع صديق قديم حول هذا الموضوع، لنبحث عن إجابة لسؤال: كيف تمكنت الصين من التعامل مع هذا المرض الجديد، وأضحت الأمور تحت سيطرتها في الوقت التي لم تكن هناك أجهزة تكشف الأعراض بسرعة وكفاءة عالية ؟!
هذا السؤال قادنا لحديث عن إمكانية ممارسة الصين لأحد أوجه الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يقودها وبسرعة إلى صناعة أجهزة ذات كفاءة عالية تساعدها في كشف المصابين من خلال الفحص المباشر وأيضا المسح الحراري العالي الجودة وتقديم المساعدة عن بُعد للمصابين في المستشفيات ودور الحجر الصحي.. وعللنا حديثنا بمقولة مأثورة: الحاجة هي أم الاختراع.
لقد تفاعل العالم مع هذه الفاشية العالمية من خلال التقليل من أنشطتها البشرية المختلفة، وهنا يطرح السؤال نفسه: هل هناك فرص أمام دول العالم في تفعيل ملف الذكاء الاصطناعي في التعليم والصحة والخدمات اللوجيستية وغيرها من الأنشطة التي تمت الدعوة إلى التقليل منها خلال مرحلة الوباء.
في السلطنة صدرت تعليمات بإيقاف العديد من الأنشطة والفعاليات والبرامج والندوات والمعارض وغيرها من المناسبات التي يجتمع فيها البشر، حالها حال بقية دول العالم، وهنا نجد أنفسنا نقف أمام سؤال هام : هل هناك فرص لتوظيف الذكاء الاصطناعي كي نوجد خيارات بديلة من ممارسة تلك الأنشطة عن بعد ؟!
العقل البشري يقول “نعم” هناك فرصة جيدة، فعلى سبيل المثال في الجانب التعليمي فإنه يمكن أن تكون هناك برامج (كالدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات مثالا) عبر تطبيقات وبرامج الكرتونية يقدمها المحاضرون عن بعد ويستفيد منها المستهدفون ويتم معها تحقيق الغاية المرجوة إلى جانب المكاسب الأخرى من توفير الكلف.
نتفق جميعا بأن هناك فرصة متاحة في العديد من الجوانب التي يمكن للذكاء الاصطناعي الولوج إليها، وهنا ندعو مركز البحث العلمي إلى بحث تلك الفرص ودراستها بشكل معمق كي نستفيد من دروس هذه الحالة العالمية ونسارع الخطئ في عملية استثمار الذكاء الاصطناعي لدى الاقتصادات الكبرى.