سعاد علي العريمية تكتب: موروثنا العماني والأمراض الفتاكة
سعاد علي العريمية
كل إرث وطني يجب أن يكون منطلقنا نحو الجديد ،فمن الإرث الطبي العماني في التعامل مع الأمراض المعدية عزل المصاب بأي مرض معدي فتاك في مغارة أو كهف تبعد عن المنطقة السكنية بمقدار ثلاثة إلى خمسة كيلومترات ،برضاً تام من أهله وجميع أقرابه ،الموقنين بضرورة تنفيذ هذا الإجراء حفاظا على أرواحهم وأرواح من يسكن تلك المنطقة السكنية. وكانوا يوفرون له ما يحتاج من مآكل ومشرب ودواء على باب المغارة أو الكهف دون أن يتخالطوا معه، وتستمر فترة العزل لفترة تصل إلى الشهر وقد تزيد، فإن تشافى خرج من فترة العزل وإن توافاه الله رضا الجميع بهذا القضاء.
وقرار الحجر المنزلي للقادمين من البلدان المؤوبة الذي أتخذ في السلطنة لمواجهة فيروس كورونا لم يكن القرار المناسب -من وجهة نظري- للتعامل مع هذا النوع من الأمراض، خاصة مع هذا الفيروس الذي أطلق عليه بالجائجة البشرية “كورونا كوفيد19″، وكان ينبغي عزلهم في مكان واحد مهيئ لهم ويُوفر لهم جميع احتياجاتهم الضرورية دون المخالطة بهم إلى أن يُتأكد من شفائهم ،وهذا ما قامت به بعض الدول العربية.
وهذا مثال بسيط على كيفية تعامل أجدادنا مع الأزمات ،لذا يتوجب علينا أن نضع موروثنا العماني أمام أعيينا مستعينين به ومستفيدين من عمقه الفكري ،ومن ثم طرح ما يناسب من جديد العلم في كل المجال عليه ،لتطويره وأتخاذه أساسا لكل جديد.