حمد بن صالح العلوي يكتب: كرونا داء ودواء
حمد بن صالح العلوي
قارئي العزيز
طيب الله تعالى يومك، صباحه ومساءه، وحمدا وشكرا وثناء، على كل نعمة أنعمها الله تعالى عليك، صغيرها وكبيرها، وأقبل على الحياة بصفاء بال، وعود لسانك أن يلهج بالدعاء.
قارئي العزيز
بلاء حل في كل شبر في بلدان العالم بأسره مشرقه ومغربه شماله وجنوبه، وعاش أفراده جماعات ووحدانا في خوف وهلع، وأصيب الكثير منهم بشتى أنواع الأمراض – كفانا الله شرها – لكن الصابر منهم، الذي يملك قلبا قويا، لا يخاف، لإيمانه بأن الفرج قريب ويقول في قرارة نفسه أنها غمة وبإذن لله تعالى وبمشيئته ستنجلي.
ويعلم الجميع أن بلادنا عمان الخير، وبقيادة حكيم ومن معه من الخيرين المخلصين، أدركوا الأمر، وأحسنوا التصرف ومنها صدور الأوامر السامية والتعليمات المدروسة بتشكيل لجنة عليا.
والمكلفون المعنيون كل في اختصاصه، عرف الأعمال الموكل إليه ثم أمر جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد حفظه الله بتشكيل لجنة لمعالجة الآثار الاقتصادية ل” كرونا”.
وتمر الأيام والليالي حتى عدت شهورا في طياتها حزن وألم وعناء، يتخلل منها وقت نحسبه فرجا قريبا وما ذلك ببعيد.
قارئي العزيز
اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) وأعضاؤها والهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة واللجان الفرعية والمستشفيات الحكومية والمراكز الصحية التابعة لها والمستشفيات الخاصة في كل محافظات السلطنة وولاياتها والنيابات التابعة لها لا يألون جهدا في إيجاد طرائق لإنقاذ أفراد المجتمع بكل شرائحه كان ذلك مواطنين أو مقيمين ليكونوا بعيدين عن الوباء ما أمكن، ولا يتأتى ذلك إلا بتظافر وتعاون الجميع واتباع التعليمات الصادرة من اللجنة العليا وما ذلك إلا للصالح العام .
وكلمة “شكرا” لا تكفي بل ألف ألف ألف شكر للجهود المخلصة المحبة لهذا الوطن حتى يكون في أمن وأمان واطمئنان ينعم أهله بالصحة والعافية في الأبدان.
ومهما كتب الكتاب والأدباء فلم ولن توفى مداد أقلامهم ولا خطب الخطباء وأهل الفصاحة البلغاء، كذلك لم ولن يكفهم فصاحة ألسنتهم.
وخصوصا الكادر الطبي والتمريضي ومن هم في مواجهة الحدث مع المصابين ومن له علاقة كعمال النظافة والصيانة ومن يقدم التغذية وغيرهم في مختلف مواقع أعمالهم.
قارئي العزيز
حدثتني إحدى العاملات الصحيات وعيناها تذرف دموعا وتقسم بالله العظيم: أمي وهي أقرب الأقربين وأننا في بيت واحد لا أستطيع تقبيل يديها بعد مجيئي من العمل وما ذلك إلا خوفا من نقل العدوى لها.
وأتذكر أن يوما دار بيني والدكتور محمد بن صالح الداودي مدير مستشفى صور المرجعي حوار حول تداعيات “كرونا” وما يصاحبها من أحداث وتطورات: “حمد” تصور أن كل من تلتقي معه أنه مصاب بالفيروس فاحذر المصافحة!… “.
الأحبة بني وطني وكل من على أرضه وتحت سمائه، عليكم الالتزام والبعد كل البعد عن كل ما يضر ويضر من تحب، يحفظكم ربي من كل سوء ومكروه ويحفظ عمان قيادة وشعبا.