لغتنا الخالدة… على برنامج “زووم”
حمد بن صالح العلوي
ما أعظم النِّقاش وأجمله، خاصة حين التحدُّث في القضايا والبرامج المُهمة والتي تعني المجتمع والتعرف على همومه ومبتغاه، وتخص كل فرد من أفراد المجتمع بكل شرائحه، ميوله ومهاراته واتجاهاته واهتماماته. والمتحدث كان ملماً محنكاً، ومتخصصاً، بدأ بمقدمة جامعة جميلة، بصوت حسن رتيب، وبلحن حلو، جميل. والمستمعون، في إنصات تام، بعدها تمَّ تداول الحديث وطرحت النقاط المهمة.
قارئي العزيز..
المحب للغته العاشق لمفرداتها بل وجمال عباراتها التي تطرب الآذان.
وفي هذا السياق، كنَّا في جلسة وأمسية جميلة والأجمل لقاء أهل الاختصاص والخبرة، فبالأمس القريب كان الحديث في قضية شغلها المحبون، وفكر فيها المنظمون المختصون في إقامة ندوة تُعزز اللغة وتبرز أهميتها.
والتي نظمت من قبل جمعية الكتاب والأدباء ممثلة بلجنة كتاب وأدباء محافظة جنوب الشرقية، أولى فعالياتها ندوة بعنوان: “لغتنا العربية..ليكن لنا شرف حمايتها عادة.. وفخرنا بحبها سيادة” طرحت القضية على برنامج Zoom.
حيث ابتدأ د. علي بن حمد الفارسي رئيس الجلسة معرفاً بالمحاضر بشخصه ووظيفته الإدارية معرجاً إلى محاور الأمسية.
بعدها تحدث المحاضر أ. عبدالله بن سعيد الساعدي في اللغة العربية وأهميتها موضحاً أنَّ اللغة العربية لغة باقية مابقي الزمان مستدلا بقول الله تعالى” إنا نحن نزلنا الذكر وإنِّا له لحافظون”، مشيراً إلى أنه كفانا فخراً أنَّ لغتنا العربية سامية وسجل حافل وتراثها ثري وهي هويتنا وقد تميزنا عن الأمم.
ثمَّ عرج الساعدي على أنَّ طالب اليوم ليس كطالب الأمس. وعرض المحاضر الأستاذ عبدالله الساعدي تجربته مع عدد من الطلاب، طلبة الخامس الأساسي إلى صف الثاني عشر أنموذجاً،حيث طبق وسائل حديثة، اتضح أن لدينا ضعفاً في المهارة بعدها بفضل الله سبحانه وجهود الزملاء، تمكن الطلاب خلال البرامج من مهارة الكتابة وفصاحة اللسان.
وفي نهاية الندوة أرسل عبدالله الساعدي عدداً من الرسائل التربوية منها: أن نحاول جاهدين الحديث بالفصحى وتفعيل الجهود والمشاركة سوياً في الحفاظ على اللغة العربية والحفاظ على هويتنا، والجميل أنَّ الحضور كثر وبلغ عدداً لم يتوقع وقد حدث نقاش حاد، لكن بتفهم العقلاء، وإنصات النبلاء الأتقياء.
وشارك في الندوة عبر البرنامج المرئي”zoom”، العديد من المُهتمين باللغة العربية، علومها وفنونها، جرى خلالها طرح محورين رئيسيين جاء المحور الأول والذي كان حوار المحاضر أ. عبدالله بن سعيد الساعدي مع الحضور عن مكانة اللغة العربية ودورها الحضاري في حياة الأمة، بينما تناول المحور الثاني المقترحات التطويرية للجنة “تطوير الأداء اللغوي” وفق مستويات أربع، الأول: المناهج والمقررات الدراسية، والمستوى الثاني عرض المادة اللغوية (طرائق تدريس واستراتيجيات تعلم حديثة) أما المستوى الثالث الأنشطة المدرسية والمجتمع المحلي، والمستوى الرابع التقويم.
ثم ترك وليد بن فايل العريمي منفذ البرنامج مجالاً للمشاركين لطرح مناقشاتهم وأطروحاتهم واستفساراتهم والتي اتسمت بالشفافية والوضوح.
ومن بين الحوارات الشائقة: تمكين اللغة العربية وتفعيل الجهود في النهوض بها وأن هناك ارتباط وثيق بين اللغة والهوية.
وإنَّ من حسن الطالع أنه أعجبني قول أحد الحضور: إنَّ اللغة ممارسة بينما قال آخرون: إنَّ اللغة العربية لغة علم عالية، واختتم النقاش بالإجماع، أن لا ننظر للذين نظروا إلى اللغة العربية نظرة دونية وهذا مخالف ورأي الجهال الذين يملكون عقولاً زائفة رخيصة بالية.
قارئي العزيز..
نبارك لكل منظم ومنفذ ومعد، إنِّه و-الله- عمل جليل عظيم، هكذا ينبغي لنا أبناء العربية أن نفكر بعمق وعقلانية ونبين للناس أننا أمة اقرأ وأناس لهم تاريخ حافل ليس في الرقص أياً كان نوعه ومنهاجه عربيه وفارسيه وإنما في العلوم والفنون وخصوصاً أننا أهل القرآن، وأنزل الله تعالى قرآناً يتلى إلى قيام الساعة بالعربية، فهنيئاً لنا يا أهل القرآن، حافظوا على لغتكم وقرآنكم.