افخري بيومكِ بقلم أسماء بنت جمعة المخينية
أسماء بنت جمعة المخينية “الغبر”
لم ينس أحداً فكان لكل عمل يوما يُحتفل به تقديراً واعتزازاً واستحقاقاً للجهود التي تبذل من أجل الوطن الغالي، فكان حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وجزاه عنا خير الجزاء، اليد الكبرى التي تصفق بكل حب، والأب الروحي لكل عمل، وكلمته الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، أثابك الله عنا ما هو أهله، وهو أهل الرحمة والغفران، يا من رفعت مقامنا وعلوت شأننا وسطرت لنا تاريخا لن تنساه كل امراة عمانية حملت حب عمان في عروقها فكان 17/ أكتوبر مركباً للسفر الروحي، حيث تحقيق المراجي لوطن شامخ المعالي، أبيّ السمات، عزيزاً سلماً ما دامت الأرض والسموات.
يوم المرأة العمانية، يوم التباهي والتفاخر لكل إنجاز وكل عطاء قدمته مناضلة الوطن العالية، يوم تستحقه التي لا تمل ولا تكل حين تعطي من جهدها ومن وقتها ومن علمها تخدم وتعطي وتقدم وتكافح وتنجز وتجتهد لتبني مجتمعا يُشار إليه بأعظم معاني الرصانة والاعتزاز والفخامة، وإني لأرفع القبعة لتلك الأيادي المتكافتة والعزائم الحديدية، شقائق الجهاد والفداء صاحبات الأعمال التطوعية وما يقمن به من أعمال محمودة مقامها الأول الإخلاص لوجه الله تعالى، وتسخير مواهبها وعطايا الرحمن لها من عزيمة وإصرار ورغبة صادقة، وصبر لرفعة الوطن الغالي وإنماء مجتمعا واعيا يَعمر بالخير والرخاء، فحين تقوم سيدة المجتمع بالمشاركة في الأعمال التطوعية من تفريج الكروب وتنفيس الهموم وتقديم العون والمساعدة وتساهم بشكل كبير في إحياء البرامج التوعوية والإرشادية لتنمية المجتمع وتدخل البيوت من أبوابها لتشارك العائلات بما يعود عليهم بالمردود النافع والخير الكثير من حل للمشكلات العائلية، وتخفيف الأعباء والحلول المرجوة في شؤونهم الحياتية والاجتماعية، وتكسب قلوب الأطفال لحياة أفضل ومستقبل مُفرح وتزرع في أرواحهم من حُب لإسلامهم وطاعة لدينهم فترتقي بهم وتلتقي بهم في المشاركات المدرسية والمناسبات الدينية والمجتمعية.
وللمرأة العمانية دور كبير في الحفاظ على منجزات الوطن وعدم تجاوز قوانينه وأنظمته وتشريعاته والالتزام بالقيم الأخلاقية المجتمعية، فكل عمل تطوعي تقوم به يكون حسب متطلبات المجتمع واحتياجاته.
ختاماً (لك أن تفتخري في يومكِ هذا فأنتِ أهل له ومستحق لكِ) فأمومتك لتربية جيل يحب وطنه ويتربى على النهج الإسلامي والسنة النبوية وتغرسين فيه حب التطوع والفداء لأجل تستحقين ذلك، وبأن تكوني العصا البيضاء واليد المعطاء والروح الفانية والمثابرة المستعدة لمجتمعكُ تستحقين ذلك، ولأنكِ التي لا تنتظر عائداً ولا ترتجي منصباً، تستحقين ذلك، ولأنكِ معلمة يأتي من بعدها فوج من الطبيبات والممرضات والمهندسات والشرطيات والموظفات وكل من مسك القلم وعرف كيف يقرأ وكيف يكتب وما له وما عليه وما حقوقه وما واجباته، فحق لك أن تفخري وتسعدي بهذا اليوم، ولأنكِ عمانية خلقتِ للعطاء للنماء للكفاح لتعمير وطنكِ، وتمجيداً لمجتمعكِ تستحقين ذلك، ليكن 17/أكتوبر باكورة الفداء والمجد والفخر لكل عمل سنوي أكتوبرا تقدمين فيه الرقي والتقدم والإزدهار لوطنكِ ومجتمعكِ ولنفسكِ كشعلة عمانية لن تنطفىء أبدا.