الشاعر فيصل الفارسي

قِِنْدِيلٌ مِن الوَرَقِ للشاعر فيصل الفارسي

إرْقَيْ إلى ساحةِ التابــــــوتِ وانْزَلقِــــــــــــــي
إنِّي أرَى الفَجْرَ مصْلوباً علــــــــى الشَفَـــــــقِ

إنِّي أرَاهُ وعَيــنُ الشَّمــــــــــْسِ ترْمَقُـــــــــــهُ
كَأنَّهُ ليسَ قِنْديــــــــــلا مـــــــــن الــــــــــوَرَقِ

وَوَدِّعِي حُلُمَاً غَــــــصَّ الزَّمَــــانُ بِــــــــــــــهِ
فنامَ في الشُّرْفةِ الدُّنْيـــــا ولـــــــــمْ يُفِـــــــــقِ

وردِّدِي هَمْهَمَــــــــــــاتٍ للْحَــــمَـــــــــــامَ ولا
تخْشَي نُضُوبَ عبيرِ الشَّوقِ مـــــنْ عَبَقِـــــي

واستَلْهِمِي منْ بديـعِ القـــــولِ أجنحَــــــــــــةً
تطيرُ بالهمِّ مــــنْ إطْلالــــــــةِ النفــــــــــــــقِ

واستنْطِقِــي الدَّهْرَ والأقْـــــدارُ صامِتَــــــــــةٌ
كأنَّمَا أُلجِمَتْ كأســــــاً علــــــى الرَّمَــــــــــقِ

فَرَاقَ للعينِ نَزْفُ البؤس فــــــي دَعَـــــــــــةٍ
وروضةُ الصدِّ والإعْـــــــــــــرَاضِ لـــمْ تَرُقِ

واغْرَورَقَ الصُّبْحُ فــــي عينِ السَّمَاءِ أسىً
حتَّى غَدَى الليلُ يشْكُـــــــــو كَثْــــــرةََ الأرقِ

ولاحَ نجْـــمٌ علــــــــــى الأزْلامِ مُنْتَحِبـــــــــَاً
يَصِيحُ منْ ألـــمٍ ينْســــــابُ فـــي ألَــــــــــقِِ

فكيفَ لِــــي أنْ أُطِيقَ السِفْرَ أمضَغُـــــــــهُ
إنْ كُنْتَ يا باعِثَ الأحْزَانِ لـــــــمْ تُطِــــــقِ

وكيفَ أحْمِلُ أشْلائِـــــي علـــى كتِفِــــــــــي
وحائطُ الدَّمْعِ مُلْتــــــــــفٌّ على عُنُقِــــــــي

ما كنْتُ أحسَــــبُ أنَّ الهــــــمَّ مُنْسكـــــــِبٌ
حتى خَشِيتُ على حَظِّـــي مــــن الغَــــرَقِ

وما دريتُ بـأنَّ الغَــــــــــــدْرَ يَنْسِجُنِــــــــي
نَسْجَ الطُفُولةِ في مُسْتــــــودعٍ حــــــــــذِقِ

وما علِمْتُ بأنَّ الكَــــــــــوْنَ متَّسِـــــــــــعٌ
حتَّى رأيْتُ إلتِحَافَ الشَّمْسِ بالأُفُـــــــــــقِ

فَهَلْ يَصِحُّ إكْتِنَــازُ الرَّمْــــــلِ يا مُدُنــــــــاً
والوِرْقُ والتِبْرُ منْثــــورٌ على الطُــــــرُقِ

فَذَاكَ هامــــانُ مــــــاضٍ فــي تَمَــــــرُّدِهِ
كأنَّهُ ليْسَ مخْلوقَـــــــاً مـــن العَلَــــــــــقِ

وذاكَ “أُولِيسُ” قَضَّ البَحْـرُ مضْجَعَـــهُ
فَرَاحَ ينْحَتُ أمْواجَاً علــــى الغَسَــــــــقِ

يا شَمْعَةَ الظُلْمِ مَا عَـــادَ الظَّلامُ هُنَـــــــا
فِرِّي بِجِلْدِكِ قَبْلَ الصُّبْحِ وانْطَلِقِـــــــــــي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى