برزة الميناء تجمع المبادرين بالممولين وتبحث تحديات دعم المبادرات الشبابية وسينما الحصن تستعرض المواهب العمانية السعودية
متابعة – سعاد بنت فايز العلوية
موسم صور يطفئ شعلته الأولى بعد حزمة من البرامج الشبابية
استطاعت مبادرة (موسم صور1) -بفعالياتها- أن تسلط الضوء على عدد من الجوانب التي تعنى بالشباب ومبادراتهم وأفكارهم ودعمهم وتفعيل العناصر الثقافية التي تتميز وتتفرد بها الولاية بطابع شبابي مبتكر، وجاء الموسم في نسخته الأولى بدعم من الشركة العمانية الهندية للسماد وإشراف من إدارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة جنوب الشرقية، حيث اشتمل الموسم على ست فعاليات رئيسية تمثلت في (أوبريت سيرة عظيمة، ملامح صورية، برزة شبابية، سينما الحصن، برزة شبابية، معرض لمحات صورية) جرى تنفيذها في مواقع مختلفة.
وقال علي بن ناصر العريمي أحد المنظمين: “من خلال الموسم سيتم التركيز في النسخ القادمة على توفير مساحة خاصة للشباب لتطبيق مبادراتهم، وجعل الموسم على خارطة البرامج الثقافية في الأعوام القادمة، وركز الموسم هذا العام على عربة الموسم التي تتجوّل في كل أرجاء الولاية لتتحوّل إلى مسرح يُنفذ من خلالها جميع البرامج والفعاليات المستهدفة وتم تحديد 6 فعاليات هذا الموسم متنوعة ومبتكرة”.
دعم المشروعات
وقد استضافت فعاليات الموسم عددا من مديري المسؤولية المجتمعية بشركات القطاع الخاص لبحث أهم التحديات والضوابط التي وضعت كآليات لتلقي الدعم من هذه المؤسسات وأهم ما يمتلكه شباب الولاية وما هم بحاجة إليه، حيث قالت ابتهاج بنت خليفة العريمية مديرة المسؤولية الاجتماعية بالشركة العمانية الهندية للسماد: الشركة رائدة في مجال دعم الشباب ومشروعات الشباب ولها أثر طيب في دعم ريادة الأعمال في سلطنة عمان بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومدائن والتركيز على دعم الشباب يحظى باهتمام بالغ من قِبل العاملين في المسؤولية المجتمعية بالشركة العمانية الهندية للسماد، وعلى مدى 3 سنوات دعمنا أكثر من 80 مشاركا و40 شخصا قُدِّمَ لهم الدعم المادي، حيث يفتقر الكثير من الشباب للممارسات الصحيحة، والكثير منهم لديهم أفكار سلبية تجاه استحقاق الدعم، حيث إن كتابتك الفكرة بحد ذاتها لا تؤهلك للحصول على الدعم؛ فهناك آليات لتقديم الأفكار، حيث يجب عليك شرح الفكرة وأهدافها وجدواها والأثر المجتمعي لها والعائد الاستثماري للمبادرة والفئات التي تشملها.
واختتمت حديثها قائلة: نحن قريبون ممن يتقدمون بطلب الدعم، حيث نعمل معهم خطوة بخطوة من أجل إيضاح زيادة فرص الدعم لمشروعاتهم.
من جانبه قال أحمد الخضوري مدير شؤون المجتمع والمصنع بالشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال: وضعت المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال دعم الشباب عنصرا أساسيا ضمن برامج الدعم المخصصة من قبلها وهذا يتمثل في العديد من المبادرات، ولعل مبنى عمان للإبحار يجسّد أحد هذه المشروعات، وإن العمل في المسؤولية المجتمعية للشركات لا يمكن أن يكون إلا بالتوجيه وهو يحتاج إلى حوكمة، وبرنامج المسؤولية المجتمعية لدينا متنوع ما بين الدعم الجغرافي لولاية صور بالإضافة إلى صندوق وطني يغطي سلطنة عمان كافة، وهناك تغطية المبادرات الصغيرة والمشروعات الصغيرة لما دون الـ3000 ريال ولها لجنة مختصة لمتابعة الطلبات، ولا بد من توجيه أصحاب المبادرات حتى يكونوا ضمن إطار مؤسسي معيّن، لذلك دائما ندعو الأخوة في المؤسسات الأهلية النشطين إلى التواصل، والشباب بحاجة إلى ورش ودورات تدريبية في مجالات مختلفة، ونطالب في ولاية صور بمركز ثقافي من أجل احتضان الأفكار والإبداعات الشبابية ودعمها.
فعاليات متنوعة
نُفذت فعاليتان في اليوم الأول، جاءت الأولى بعنوان (لمحات صورية) استهدفت 50 مصوّرا من جميع أنحاء سلطنة عمان، حيث تم تنفيذها في حصن بلاد صور لتركز على العادات والتقاليد والحرف التي تتميز وتنفرد بها الولاية وتوثيق العادات التي اندثرت لتجمع وتوثق في أرشيف مصوّر للمكتبات ومن أمام سفينة فتح الخير العريقة.
ونفذت فرقة صور المسرحية أوبريتًا مسرحيا بعنوان (سيرة عظيمة) يحاكي سيرة أجداد عظماء مخروا عباب البحار لنسج تاريخ بحري عريق، حيث ركز الأوبريت على بعض القيم الإنسانية والقصص المعبّرة، وهو من تأليف أنور الرزيقي وإخراج مبارك المسكري.
وتم خلال الموسم تنفيذ برزتين، الأولى في مقهى بروز تتحدّث حول المشروعات الشبابية (الفكرة والتأسيس والدعم) بحضور أصحاب مشروعات قائمة، والثانية في مدرسة الإبحار (برزة الميناء)، حيث اجتمع الشباب مع مسؤولي المسؤولية الاجتماعية في عدد من شركات القطاع الخاص بالولاية، لإيجاد آلية لدعم مواهب الشباب بشكل عام.
سينما الحصن
وقد أقيمت في حصن السنيسلة بولاية صور عروض الأفلام السينمائية السعودية العمانية بالتعاون مع الجمعية العمانية للسينما بحضور سعادة يحيى بن سعيد آل داوود القحطاني الملحق الثقافي لسفارة المملكة العربية السعودية والدكتور حميد العامري رئيس الجمعية العمانية للسينما والمسرح، والمهتمين بمجال السينما.
وقد شهدت الفعالية تقديم 6 عروض سينمائية قصيرة عكست الجهود المبذولة في مجال السينما في البلدين الشقيقين تمثلت في 3 عروض من المملكة العربية السعودية: روائية قصيرة حملت عناوين “قابر” للمخرج مفيد المهنا و”حوار وطني” للمخرج فيصل الحربي و”باركود” للمخرج محمد علي الغامدي، فيما قدمت سلطنة عمان 3 عروض وثائقية قصيرة حملت عناوين: “نواخذة نهر الروفيجي” للمخرج أنور الرزيقي و”الذهب الأبيض” للمخرج حميد العامري و”القطعة المفقودة” للمخرج حسين البلوشي.
ويعتبر فيلم باركود (Barcode) من الأفلام القصيرة ويحكي قصة أب يقوم بتسليم صندوق به بضاعة تم تصميم مواصفاتها كما يطلبها الجمهور ثم سلم هذه الصندوق لشركة دعاية وإعلان على أمل الحصول على المال والشهرة حتى لو كان على حساب مبادئه، أما الفيلم الوثائقي القطعة المفقودة فيحكي عن فقدان قطعة أثرية نادرة من حصن قديم في قرية ريفية في سلطنة عمان والأثر بفقدان هذه القطعة والدلالة الكبيرة التي تمثلها للحصن والقرية.
المشاركون في الفعاليات
وحول انطباعات المشاركين في فعاليات الموسم قال محمد الرزيقي -مصوّر- عن مشاركته في فعالية (لمحات صورية): إن الفعالية ركزت على إبراز الطابع الثقافي للولاية بشكل مختلف، حيث تم تجهيز أكثر من 20 تكوينا في ثلاثة مواقع مختلفة، حيث ركز موقع حصن بلاد صور على العادات والتقاليد والحرف التي تتميز بها الولاية، أما في مصنع السفن (وشار ود حسون) فتم التركيز على صناعة السفن وأدواتها والفنون البحرية المرتبطة بصناعة السفن. وفي سوق صور القديم تم التركيز على الأزياء والملابس الصورية وتفاصيل السوق بعد التحديث من شركة أوميفكو، حيث شارك أكثر من 45 مصوّرا من سلطنة عمان.
أما مبارك المسكري -مخرج أوبريت الافتتاح، فقال: افتُتح الموسم بأوبريت مسرحي بعنوان سيرة عظيمة عن طريق فرقة صور المسرحية، حيث تناول الأوبريت الرحلات البحرية التي واجهها البحارة والنواخذة والمشاعر الحزن والفرح إضافة إلى الشلات البحرية والأهازيج المرتبطة بالسفر، كما حرص الأوبريت على إيصال قيم مجتمعية ورسائل للنشء، ويعتبر موسم صور فرصة لإبراز المواهب الشبابية حيث شارك في الأوبريت 20 ممثلا من الولاية.
وقال عبدالله المخيني: سعدت بمشاركتي في موسم صور للإشراف على برزة برو اوز التي تناولت إدارة المشروعات التجارية للشباب وقصصا لرواد أعمال ناجحين من الولاية، حيث قدّم الموسم فرصة لي للتنظيم والترتيب للجلسة الحوارية التي استضافت مشروع بروز لصاحبيه هيثم العريمي وعصام النعيمي، ومشروع تمرن لعبدالله الفارسي ومشروع برق لسعود المخيني إضافة إلى عبدالله المخيني من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخالد العريمي من بنك التنمية العماني، وقد أوصت البرزة بضرورة التكامل بين المؤسسات للأخذ بيد أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتسهيل الإجراءات والدعم اللازم.
أما أنور الرزيقي -سيناريست ومخرج أفلام- فقال: شاركت في فريق عمل موسم صور في فعالية سينما الحصن بمشاركة الجمعية العمانية للسينما والمسرح، حيث تم عرض 6 أفلام قصيرة بمشاركة الملحق الثقافي السعودي سعادة يحيى بن سعيد آل داوود ومشاركة 3 أفلام سعودية تناولت قضايا مجتمعية معاصرة و3 أفلام عمانية وثائقية حيث تهدف الفعالية لإبراز المخرجين العمانيين ونشر أعمالهم على مستوى سلطنة عمان ونشر ثقافة العمل السينمائي والمسرحي في سلطنة عمان بشكل عام وفي ولاية صور بشكل خاص.
وقال طلال المعمري – من لجنة التنظيم: شاركت في تنظيم الفعالية الخامسة بعنوان برزة الميناء حيث تحدثت حول المسؤولية الاجتماعية والشباب، وأوصت الجلسة بالعمل على دعم مبادرات الشباب والتكامل مع الجهات الحكومية في هذا الخصوص.
أما حمود العريمي -مشارك- فقال: جاءت فكرة الموسم هذا العالم في صورة عربة بطول 8 أمتار وعرض 6 أمتار يمكن جرها بواسطة السيارة ويمكن تحويلها لمسرح متكامل وتحتوي بداخلها على جميع مستلزمات المسرح من إضاءات وصوتيات وإكسسوارات إذ يمكن استخدامها في تقديم أي فعالية وفي أي مكان في الولاية للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع، وسوف تستمر العربة في استقبال الموهوبين والمبدعين وتقديم مساحة لهم.