“التراث والسياحة” تنظم ندوة “التراث البحري العماني” بولاية صور
صور ـ عبدالله بن محمد باعلوي:
تصوير ـ أحمد السناني:
نظمت وزارة التراث والسياحة ممثلة بالمديرية العامة للآثار وإدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الشرقية وبالتعاون مع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة كتاب وادباء محافظة جنوب الشرقية يوم أمس ندوة التراث البحري العماني وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية وبحضور المسؤولين بالمؤسسات الحكومية والخاصة والمشايخ وأعضاء المجلس البلدي والمهتمين بالتاريخ البحري والتراث العماني.
تأتي الندوة التي أقيمت بقاعة فندق صور بلازا ضمن مهرجان التراث البحري العُماني بولاية صور، وتهدف إلى إبراز التراث البحري وأثره على الانسان، والتعريف بأجزاء السفينة والتحديات التي يواجهها الصانع، والأساليب المتبعة لتحديد المسارات البحرية ودور النواخذة على ظهر السفن، والتعريف بتاريخ قلهات الاثري من عيون الرحالة وأهمية الاعترف به كأحد مواقع التراث العالمي، والتعريف بالآثار المغمورة بالمياه وجهود الوزارة في هذا الشأن.
كلمة الوزارة
وألقى سالم بن محمد الحجري مدير عام مساعد بالمديرية العامة للآثار بوزارة التراث والسياحة كلمة الوزارة قال فيها: إن لعُمان علاقة وطيدة بالبحر، فمع سواحلها المترامية الأطراف، يبقى التاريخ العُماني تاريخًا بحريًّا بامتياز؛ إذ أبحر الصيادون لقرون مضت على طول هذه السواحل بحثًا عن لقمة العيش، وارتحل التجار العُمانيون حاملين بضائعهم عبر البحار والمحيطات، منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد. ولقد أدى هذا النشاط في خلق ثقافة بحرية لعُمان، فما أن ارتاد العُماني البحر حتى أصبح نابغًا في الملاحة، وكاتبًا لأفضل الأدبيات في علم الملاحة البحرية، وصانعًا لأنواع شتى من المراكب؛ مستخدمًا ما توفر بين يديه من مواد، وأدوات.
وأضاف واليوم تواصل عُمان علاقتها بالبحر؛ متمثلة في أسطولها العصري، وموانئها المزدهرة، وكذلك في إحياء موروثها البحري القديم؛ حتى أصبحت في طليعة دول المنطقة في هذه المضمار، فالسفن والمراكب التقليدية هي رمز من رموز علاقة عُمان ببقية العالم.
الجلسة الأولى
شهدت الندوة جلستي عمل الأولى بعنوان الإنسان والبحر ( التطويع) وتضمنت أربع أوراق عمل وترأسها الدكتور محمد بن حمد العريمي باحث وكاتب في التاريخ العماني، تناولت الورقة الأولى صفات وقدرات النوخذة قدمها الأديب والمؤرخ الشيخ حمود بن حمد الغيلاني أعطى من خلالها لمحة تاريخية عن مدينة صور وأثر المكان في توجهات المجتمع الصوري الأقتصادية والنتاج العلمي وعلوم البحار في ولاية صور، كما تطرق الى تعريف النوخذة، من حيث اخلاقه وصفاته وقدراته وعلمه ومداركه والملاحة الفلكية متناولا بعض المواقف والحكايات الخاصة بالنوخذة،
فيما قدم أحمد بن مسلم بن صالح العلوي صاحب متجر بيت النواخذة لصناعة السفن بولاية صور الورقة الثانية بعنوان أجزاء السفن العمانية تناول فيها انواع السفن وكيفية صناعتها والادوات المستخدمة في صناعة السفن ومكوناتها وأجزائها واهمية كل جزء يدخل في صناعة السفينة مستدلا ببعض الصور التوضيحية حول صناعة السفن
وقدمت الدكتورة هدى بنت مبارك الدايري الورقة الثالثة بعنوان مستوى الوعي المجتمعي بالتراث البحري العماني وهي عبارة عن دراسة تهدف للتعرف على مستوى الوعي المجتمعي بالتراث البحري العماني ولتحقيق هدف الدراسة أعد اختبار يتكون من 29 مفردة موزعاً على سبعة محاور،
حيث طبقت الدراسة على عينة مكونة من (372) فردًا من أفراد المجتمع العماني وكشفت نتائج الدراسة إلى تدني مستوى الوعي بالتراث البحري العماني؛ حيث بلغ النسبة الكلية للوعي (35,9).
وأشارت بأن نتائج الدراسة خلصت إلى وجود فرق دال إحصائيًا يعزى لمتغير المحافظة لصالح سكان المحافظات الساحلية الذين أظهروا مستوى أعلى مقارنة بأقرانهم من سكان المحافظات الداخلية، وأظهرت الدراسة أيضًا عدم وجود فرق دال إحصائيًا في مستوى الجنس(ذكور،إناث) إلا في محور الأساطيل البحرية، حيث أظهر الذكور وعياً أعلى من الإناث، وأوصت الدراسة بضرورة العمل على رفع مستوى الوعي المجتمعي بالتراث البحري عبر المناهج الدراسية ووسائل الإعلام، والمناشط الوطنية والمجتمعية.
فيما قدم المؤرخ خالد بن علي المخيني الورقة الرابعة بعنوان من سفن الصحراء إلى عابرات المحيطات (نظرة في الانقلاب المجتمعي لمدينة صور خلال قرنين من الزمان) استلهم ورقته من نظرية التحدي والاستجابة عمادا لها عن تاريخ قبائل البدو النازحين إلى صور قبل عدة قرون وتحولهم من حياة الصحراء إلى البحر في فترة زمنية قصيرة مستغلين موقعها الجغرافي المميز وخورها الكبير والرياح الموسمية وسيلة لامتطاء البحر والإبحار في كل اتجاه في فترة وجيزة من الزمن.
الجلسة الثانية
فيما شهدت الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان الإنسان والبحر (التاريخ) اربع اوراق عمل وترأسها الدكتور ناصر بن سعيد العتيقي رئيس لجنة كتاب وادباء محافظة جنوب الشرقية حيث قدم يونس بن جميل النعماني الورقة الأولى بعنوان المعتقدات الشعبية في البيئة البحرية ( ميثولوجيا البحر في سلطنة عمان) وهي دراسه هدفت إلى التعرّف على المعتقدات الشعبيّة لدى الأسرة العُمانية وارتباطهما بالبحر، وتحليل الطقوس التي ترتبط بالأساطير، وأثر البيئة البحرية في ممارسة تلك الطقوس. حيث تقوم الدراسة بتوضيح العلاقة بين البيئة الجغرافية والسكان من جانب، والتراث البحري وعلاقته بالمعتقد الشعبي من جانب آخر وفق علم الميثولوجيا، كما تقوم الدراسة برصد هذه المعتقدات وطقوسها التي يمارسها السكان الذين يعيون على البحر، وعقد مقاربة مع الحضارات القديمة التي آمنت بتلك المعتقدات ومارست طقوسها.
وأشار ولتحقيق أهداف الدراسة تم الاعتماد على المصادر والمراجع المكتوبة، وعلى الروايات الشفهية والمقابلات الشخصية، ومقاربات مثيولوجية مستخدماً المنهج الميثولوجي في تناول المعتقدات الشعبيّة ودراستها منهجًا أساسًا، فاتكأت الدراسة على التحليل والتفسير للمعتقدات الشعبيّة السائدة في البيئة الساحلية، ومقارنتها مع البيئات الساحلية في مناطق أخرى، أو مع الحضارات القديمة الأخرى حيث خرجت الدراسة بنتائج عدّة، منها: أن هذه المعتقدات ما زالت موجودة في البيئة الساحلية في عُمان، وأن الطقوس التي يمارسها سكان الساحل لها جذور ميثولوجية قديمة، بل بعضها تمارس في بلاد عربية وغير عربية. فبالرغم من أن بعض المعتقدات قد تتعارض مع الدين الإسلامي خاصة، إلا أن معتقديها وممارسيها لا ينظرون إليها بهذه النظرة، بل يعدونها من العادات والتقاليد التي نشأوا عليها.
وقدم خليفة بن مبارك بن عبدالله الفارسي مدير دائرة موقع مدينة قلهات الأثرية الورقة الثانية بعنوان قلهات الأثرية من عيون الرحالة قدم من خلالها محطات من قلهات القديمة وتاريخ قدوم مالك بن فهم الى قلهات وقدوم محمد درهم مؤسس مملكة هرمز الى قلهات والمعايير التي اسندت عليها للاعتراف بقلهات كموقع من التراث العالمي والتشابه العمراني في الاضرحة والمتواجدة في عدة مواقع منها موقع ضريح اسماعيل الساماني مؤسس الدولة السامانية في منطقة بخارى اوزباكستان في عام ٩٠٨ م وضريح السلطان السلجوقي سنجر في اوزباكستان في القرن الثالث عشر الميلادي وضريح بيبي مريم بقلهات والذي انشا في ١٣١١ في القرن الرابع عشر وضريح رابع مشابه في جزيرة قشم مجهول صاحبة وهذا دليل على أن السلاطين والملوك في تلك الفترة عند وفاتهم ينشأوا لهم الأضرحة بهذا النمط العماري الوحيد وهو متقارب بنفس الفترة
وتحدث في الورقة الثالثة ايوب بن نغموش بن سويد البوسعيدي مدير دائرة الآثار المغمورة بالمياه حول الآثار المغمورة بالمياه في السواحل العمانية عرف من خلالها بالآثار المغمورة بالمياه والمشاريع التي نفذتها الوزارة في الآثار المغمورة بالمياه وأهم المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها وتدريب وتأهيل الفريق الوطني للعمل في حفر الآثار المغمورة بالمياه بالإضافة إلى الحماية القانونية والتشريعات المنظمة للآثار المغمورة بالمياة على المستوى المحلي والدولي
واختتمت الجلسة بالورقة الرابعة بعنوان مبادرات توثيق التراث البحري العماني قدمها علي بن ناصر العريمي
مدير مشروع الأفلام الوثائقية (حكاية صورية) بين من خلالها دور وجهود الشباب في توثيق وحفظ التاريخ البحري في ولاية صور عن طريق توثيق التاريخ الشفوي المروي لكبار السن المعاصرين لأحداث تاريخية مهمة ويمثل مشروع حكاية صورية نموذجًا لجهود الشباب في حفظ التاريخ البحري لعمان بشكل عام ولولاية صور بشكل خاص حيث يهدف المشروع لتوثيق شخصيات معاصرة في التاريخ البحري بشكل خاص وسرد قصصهم ومواقفهم ورحلاتهم البحرية من خلال 15 حلقة تم انتاج 5 حلقات لحد الان تم خلالها توثيق 21 شخصية في الخمس الحلقات التي تم انتاجهن فالحلقة الاولى بعنوان (نزغة الشراع ) والحلقة الثانية بعنوان (دورة البنديرة ) والحلقة الثالثة بعنوان (يزوى السفينة ) والحلقة الرابعة بعنوان (نؤاخذه متاهة الروفيجي) والحلقة الخامسة بعنوان (سكة البوش والسوق القديم) وجاري العمل في التحضير للحلقات المتبقية
وفي ختام الندوة قام سعادة الدكتور محافظ جنوب الشرقية بتكريم المشاركين في الندوة، ثم قدمت هدية تذكارية لسعادته.