كتاب وادباء جنوب الشرقية تنظم ندوة علمية بعنوان فلسطين القضية الأولى والثبات العماني
تخللتها قصائد شعرية ومعرض فني
صور عبدالله بن محمد باعلوي / تصوير طارق العريمي
نظمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة بلجنة كتاب وأدباء محافظة جنوب الشرقية أمس الجمعة ندوة علمية بعنوان ” فلسطين القضية الأولى والثبات العماني” وذلك بقاعة غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة جنوب الشرقية بولاية صور
وقد استضافت الندوة نخبة من الباحثين والكتاب بالسلطنة الى جانب عدد من الشعراء وادارها الدكتور خالد بن حمد الغيلاني باحث في السياسات العامة لتبدأ الندوة بقصيدتين شعريتين الاولى بعنوان يا غزة المجد القاها الشاعر خالد بن جمعة العريمي والثانية بعنوان يا قدس القاها الشاعر علي بن عبدالله الراسبي
بعدها بدأت اوراق العمل البحثية المشاركة في الندوة حيث قدم الدكتور محمد بن مبارك العريمي كاتب وباحث في الشؤون السياسية ورئيس جمعية الصحفيين العمانية ورقة بحثية بعنوان “طوفان الأقصى والشرق الأوسط الجديد ” مقدما شكره وتقديره لمنظمي الندوة ومؤكدا على أهمية مثل هذه الندوات والأمسيات الفكرية في هذا الوقت الذي تتعرض له الأمة إلى العديد من التهديدات في شتى المجالات
كما تطرق الدكتور العريمي في ورقته إلى فلسطين وقضياها منذ ٧٦ سنةً بالإضافة إلى الأوضاع التي يعيشها الفلسطينيين في الضفة وغزة من خلال ما شاهده على أرض الواقع موضحًا بأنه من يرى بعينه معاناة الشعب الفلسطيني ليس كمن يشاهد عبر شاشات التلفاز وأكد بأنه لم يتفاجأ بالإنجاز الذي وقع صبيحة ٧ أكتوبر وما قامت به المقاومة في غزة موضحًا بأنه نتاج طبيعي وهو نتاج الممارسات الإسرائيلية والصهيونية ومن يدعمهم تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل.
كما تحدث الدكتور محمد العريمي رئيس جمعية الصحفيين العمانية عن طوفان الأقصى وتداعياته سياسيا وأمنيًا موضحًا بأنه الأبرز والأهم خلال ٧٥ سنة الماضية وأن ما تم على أرض الواقع لم يحدث منذ أربعينيات القرن الماضي حيث كان التفوق دائما لصالح الكيان الصهيونى المحتل للأرض الفلسطينية العربية وأنه ولأول مرة في تاريخ الصراع يكون فصيل فلسطيني ندًا لهذا الكيان الغاصب .
بعدها تطرق إلى المتغيرات التي احدثها طوفان الأقصى على أرض الواقع في منطقة الشرق الأوسط موضحًا في حديثة بأن المعادلة الديمغرافية الآن وفي المستقبل ستكون في صالح الفلسطينيين وأن الصورة النمطية التي آمن بها البعض بأن هذا الجيش الإسرائيلي لا يهزم لم تعد حقيقة على الإطلاق مؤكدا في حديثة بأن الجيش الاسرائيلي لن يعد القاعدة المتقدمة لأمريكا والغرب كما أن إسرائيل لن تتمكن من أن تكون القاعدة المتقدمة في مجال التجسس في المنطقة كما أرادت لها أمريكا ان تكون .
وفي ختام حديثة تطرق الدكتور محمد العريمي إلى المواقف المشرفة التي وقفتها سلطنة عمان تجاه القضية الفلسطينية حكومة وشعبا وسلطة دينية .
كما شارك الدكتور محمد بن حمد العريمي كاتب وباحث في التاريخ العماني بورقة بحثية تحت عنوان ” كيف تفاعل العمانيون مع القضية الفلسطينية؟ “تطرقت محاورها حول العلاقات العمانية الفلسطينية وزيارة السلطان سعيد بن تيمور إلى القدس وفلسطين في المراسلات العمانية الشخصية وعمان وفلسطين في الوثائق البريطانية وموقف أهل عمان من مشروع تقسيم فلسطين وموقف العمانيين في شرقي أفريقيا من قضية فلسطين وفلسطين في الشعر العماني وتبرعات حكومة سلطنة عمان ومشاركة العمانيين في حرب عام 1948
حيث أشار العريمي بأن القضية الفلسطينية تعد من أهم القضايا التي تفاعل العمانيون معها ولا يزالوا واقتربوا من أحداثها، بل وشاركوا بقوة في دعم صمود أبناء فلسطين وتقوية شوكتهم، وذلك منذ أحداث السابع من شهر يوليو من العام 1937 وبعد مرور 19 عاما على وقوع الانتداب البريطاني على فلسطين وعندما شكلت الحكومة البريطانية في شهر أغسطس من العام 1936 لجنة تحقيق بريطانية برئاسة اللورد روبرت بيل سميت اللجنة لاحقا باسمه “لجنة بيل”، بغرض دراسة الأسباب الأساسية لانتفاضة الشعب الفلسطيني في أبريل من العام 1936، والتي توصلت إلى قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة عربية وأخرى يهودية مع بقاء القدس وبيت لحم والناصرة تحت الانتداب البريطاني.
وأوضح العريمي كذلك في ورقته وعلى الرغم من الظروف التي كانت تعانيها سلطنة عمان في تلك الفترة، وضعف وسائل الاتصال والتواصل، إلا أن العمانيين قد عبّروا من خلال الوسائل المتاحة وقتها عن رفضهم لفكرة التقسيم، وتمسكوا بعروبة فلسطين، وقد ظهر هذا التفاعل من خلال العديد من المراسلات والأخبار التي نشرتها بعض الصحف العربية، وكذلك تقديم التبرعات لأهل فلسطين وعندما حدثت نكبة عام 1948 ومن بعدها أحداث 1956 ونكبة حزيران 1967، ونصر أكتوبر المجيد عام 1973، لم يكن أهل عمان على طرفي إمبراطورتيها العريقة ببعيدين عن تلك الأحداث كذلك، فتفاعلوا معها كما تفاعلوا من سابقتها، وامتد دعمهم وتأييدهم المادي والمعنوي، وصدحت أشعارهم وخطبهم معبّرةً عمّا يجول في خاطرهم تجاه فلسطين، بل وشارك بعضهم في أحداث تلك الحروب أسوةً بإخوانهم العرب.
وأكد العريمي في ورقته وعندما بزغ فجر نهضة 23 يوليو 1970، لم تتغير السياسة العمانية الخارجية تجاه فلسطين، بل كانت القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام وعبّرت سلطنة عمان من خلال وفودها ومشاركاتها الإقليمية والدولية عن دعم حق الفلسطينيين، وفي حرب 1973 تبرع الموظفون بجزء من رواتبهم لصالح الحرب، وتم انشاء مكتب المقاطعة الإسرائيلية ملحق بوزارة التجارة والصناعة، كما تبرعت حكومة سلطنة عمان بالعديد من المشاريع الخيرية والخدمية لصالح الشعب الفلسطيني.
وتحدث خالد بن علي المخيني روائي ومؤرخ بحري في الندوة بورقة بحثية تحت عنوان ” أدب المقاومة الفلسطينية ” أشار من خلالها بأن أدب المقاومة الفلسطينية نشأ من تجارب الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ونضالهم من أجل الحرية والعدالة، ويعبر عن الصراع والمعاناة والأمل والمثابرة للشعب المقاوم في حقهم في الحرية والكرامة متطرقا إلى المراحل التي مر بها صراعهم الفكري وخصائص كل مرحلة وأبرز رموزها، ودوره الكبير في دعم القضية الفلسطينية واختتم ورقته بالتحديات التي يواجهها ضمان استمرار الأدب الفلسطيني المقاوم بنفس زخمه السابق.
معرض فني مصاحب
وتخلل الندوة معرض فني بعنوان فلسطين في قلوبنا من مشاركة طلبة مدرسة أحمد بن ماجد للتعليم الأساسي بولاية صور وإشراف خالد بن راشد المشرفي معلم الفنون التشكيلية وياتي المعرض تضامننا مع اخواننا في فلسطين ضم لوحات تم أختيار موضوعاتها بدقة ومناسبة للرسم التي عبرت عن التضامن مع القضية الفلسطينية
تأتي الندوة ضمن أنشطة وفعاليات كُتّاب وأدباء محافظة جنوب الشرقية خلال هذا العام وانطلاقا من حرص اللجنة على إثراء الساحة الثقافية بالعديد من المناشط والفعاليات الثقافية والتاريخية والمعرفية